رسالةٌ الى أصحاب مشروع التهذيب
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل عام ومع بداية شهر محرّم الحرام حتى نهاية شهر صفر الذي أستشهد فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم...في هذين الشهرين تحديدا الذيْنِ شهد فيهما التاريخ البشري أعظم مصيبة مع أشرف خلق الله تعالى وهي إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأبرار وأصحابه الكرام في العاشر من محرّم الحرام وسبيّ بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .تتصاعد دعوات من هنا وهناك لتهذيب الشعائر الحسينية ...وهناك فضائيات تتبنى هذا الأمر ..ومواقع ألكترونية معنونه بإسم تهذيب الشعائر الحسينة خُصصت لمتابعة هذا المشروع الذي انهك أصحابه وأقلق الداعين إليه...بعض الداعين هم من علماء الشيعة وآخرين مثقفين شيعة إسلاميين وعلمانيين ...وآخرين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ..لاأشك في نوايا البعض ومنطلقاتهم الحريصة على مذهبهم ...مع إني لست عارفا بطريقة التهذيب وعند أي حد تقف ؟ ولكن أرى ومن خلال متابعتي في كل عام لمثل هكذا دعوات أنها ساهمت في ترسيخ هذه الشعائر عند الشيعة بشكل تصاعدي لاحدود له والأمثال كثيرة...وأنهم لايحصدون إلا تسجيل آراءهم على صفحات تأريخ المعترضين على هذه الشعائر لاأكثر من ذلك ...واعتقد أن إنشغالهم في هكذا موضوع لايزيدهم إلا بعدا عن واقع مجتمعهم الذي يشكل الأغلبية الساحقة فيه أصحاب الشعائر المعنيين بمشروع التهذيب ...لاأخوض في مدى صحة وشرعية هؤلاء أو رأي أولئك ..ولكنّ الأمر الذي لامناص منه ولانقاش فيه وأنا مؤمن به..هو أن من يعرف الحسين ويحبّ الحسين ويوالى الحسين لاأحد يستطيع أن يرسم له حدود مشاعره وينظّم له حزنه.. ولاأحد يستطيع أن يقنن له ردّة فعله وتعبيره عن تلك المشاعر والعواطف الفياضة ...لذا أتمنّى لو أن الجهود تنصب وتنصرف الى تهذيب النفوس فذلك أولى وأحق بأن تنفق له الأموال وتهدر له الأوقات وتسخّر له الفضائيات والمواقع الألكترونية..فما أحوجنا الى مثل هذه المشاريع وما أحوج شبابنا وأجيالنا الى هكذا مدارس ولتكن حسينية الأهداف والمباديء ..ولنترك مشروع تهذيب الشعائر الحسينية ولانجعله شغلنا الشاغل وهو أمرٌ محصور في زمانه ومحدود في ممارسته وليس فيه ضررٌ على الآخرين ، ولاتعدي على أموال وأملاك الدولة ..أيامٌ معدودة وتنتهي بسلام وأمن ..فلا تحتاج الى مشاريع للتهذيب ولابحاجة الى من ينظم مشاعر أهلها..ولكنّ مشروع تهذيب النفوس والأخلاق.. .يعتبر أهم مشروع في حياتنا اليوم ولااحد يدّعي عدم الحاجة إليه ..فمن هو الذي لايحتاجه ؟ السياسي الذي يسرق أموال الشعب ويدّعي حب الحسين ويطالب بتهذيب الشعائر ؟ أم الآخر الذي يقتل ويسرق ويحتال ويزور ويساهم بقتل الأبرياء؟ أم الذي لايجيد تربية عائلته وتعليم أولاده منهج الحياة القويم ؟ فكلّنا بحاجة الى مشروع تهذيب النفس .. فإذا كان لأحد ما تأثير ديني أو سياسي أو إجتماعي فليساهم بدعم مشروع تهذيب النفوس وليترك أمر الشعائر لأصحابها ...ربما البعض يحتج بتطبير الأطفال وضرب السناسل وغيرها من الممارسات ويعتقد أنّها مضرّة للمذهب والدين ..فأقول له أيهما أشدُّ ضررا على الدين والمذهب الذي يضرب رأسه أم الذي يقطع رأسك ؟ أم ذاك الذي يسرق قوتك بأسم المذهب ؟لستُ مدافعا عن أحد ولاأحد يحتاج دفاعي ولكن هناك جرائم وكوارث تحدث في بلدنا ضد الفقراء والأبرياء ولاأحد من دعاة التهذيب ينتصر لهم ! على الأقل الفقراء تمتليء بطونهم أيام عاشوراء على شرف الحسين العظيم عليه افضل الصلاة والسلام. إنتصروا لفقراء الحسين وحاربوا المفسدين ذلك أولى وأقرب للتقوى ..والله من وراء القصد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat