صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

زيارة الحسين لها صدى وخصوص زيارة الأربعين!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة| أبو علي هاك أخذ العهد هاك دنيا وآخرة وياك بجاه الله ورسوله ,بارك الله بالعراقيين لإحياء هذه الذكرى وحماية ضيوف اهل البيت وضيوفهم وبارك الله بالدولة لحماية زوار يذكرون الله ورسوله والكتاب وأهل بيت الرسول عليهم جميعاً سلام الله

إن الإنسان يتألم في لهذه الذكرى المبارك، وهو يترنم بذكر مولانا الإمام الصادق (عليه السلام).. إن كنا نحن الساعين دوماً و نحيي هذه المناسبة، وأحدنا يعيش حقيقة هذا المعنى: (يفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا)، فكيف بأصحاب المناسبة، وهم يفقدون هذا الإمام الطاهر عليه السلام ؟؟! . الإمام جعفر الصادق أبو المذاهب الخمسة .

- إن هذا المجلس وغيره من المجالس، مشمولة بدعوة الإمام الصادق (عليه السلام )، تلك الدعوة التي لا ترد.. الإنسان المؤمن لا ترد دعوته، فكيف بإمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فهو يقول: (رحم الله من أحيا أمرنا)!.. رحم: فعل ماض، ويقال في اللغة العربية: إن استعمال الفعل الماضي، يكون في مواضع تحقق الوقوع، كقوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}.. في هذا التعبير الإمام (عليه السلام) يريد أن يثبت هذه الحقيقة، بأن هذه المجالس مجالس مرحومة.. ولكن علينا أن نتأمل جيدا في هذه الكلمات المختصرة: (رحم الله من أحيا أمرنا).. أربع كلمات، ولكن تحتاج إلى تدبر !.

التفاصيل |

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج /32.

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الصف /9 .

ويقول تعالى أيضاً (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )التوبة /33 .

 

المقدمة | هاك أخذ العهد هاك دنيا وآخره وإياك بجاه الله ورسوله.

يقدّر الله عزّ وجل للإنسان عمراً ! ثم يظهر إنّ المقدر له أكثر من هذا بشرط أن يصل رحمه, هذا معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت  ما يشاء ،وأن ما جاء الإمام الحسين في نهضته إلاّ ليجدد ما أخلقه الأمويون من فوضى ونفاق وتغيراً للأسس التي جاء بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله , فأول ما نصه الإسلام هي حرية الإنسان وكرامته, وجاء الأمويون ليستعبدوا الإنسان. جاءوا في واقعة الحرّة ليجبروا الناس على البيعة بالسيف !

التضحية الغالية والفداء الكبير لهؤلاء الأحرار التي جاهدت ونافحت ودافعت عن الإسلام وقدمت الغالي والنفيس من اجل المبادئ السامية فتنحدر المواكب الملي ونية التي تلتحف السماء ليلاً وتسير راجلة نهاراً على الأقدام تتسابق شوقاً إلى مرقد أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويتكرر هذا المشهد العظيم في جميع مدن أرض الرافدين ومرقد الإمام الرضا عليه السلام ونراه أيضا بجوار مرقد عقيلة الهاشميين السيدة زينب عليها السلام في الشام، كل ذلك يجسد مصادق قول الحق :" ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ". وهي تجسد أيضا قول الإمام الصادق عليه السلام ((احيوا امرنا رحم الله من أحيا امرنا)) فتتجلى بذلك مصادق الحب والولاء تلبية لنداء الحسين هل من ناصر ينصرنا هل من مغيث يغيثنا فتجيب تلك الحشود المباركة التي يشارك فيها الرجال والنساء والأطفال والعلماء بل يشارك فيها أيضا المسلمون في العالم على حد سواء بمختلف مشاربهم ومذاهبهم وهي تنادي لبيك يا حسين تعبيراً عن الحب والود الصادق لرسول الله وآله الأطهار فالحسين لم ينهض من اجل المصالح الدنيوية الزائلة وهو القائل : (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على آنستهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديان ون) أن الحسين خرج من اجل الدين من اجل العدل والحق والإنسان لقول ألا عبد الله : لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح أمة جدي آمر بالمعروف أنهى عن المنكر. ولكن هل استطاع الحسين عليه السلام أن يحقق الغاية من نهضته وثورته؟ للإجابة على هذا التساؤل يحق لنا أن نسأل أولا، أين يزيد؟؟؟ وأين ابن زياد؟؟؟ أين الأمويون؟ أين حسين كامل الذي رفس باب الحسين وقال أنت حسين وأنا حسين وأمر بالرمي؟؟ أين أولا العوجه؟؟ أين المقبور الذي أمر بقصف ثبر الحسين؟؟؟ بل أين الظالمون؟ الذين حاولوا ويحاولون طمس وقتل ذلك النور، هل بقي لهم من اثر يذكر لقد ذهبوا جميعاً أدراج الرياح وتبقى تضحيات الإمام الحسين عليه السلام المتألقة في سماء الدنيا تتجدد في كل حين وتزداد تألقاً وخلوداً عبر الزمان ... لاشك أن على كل مسلم بل على كل إنسان على هذه الأرض يتنفس من هواء الحرية والأباء أن يقف احتراماً وإجلالا ووفاء لذكرى أربعينية الحسين وأصحاب الحسين الذين اختاروا المنّية بعزٍ وكرامة على العيش تحت وطأة الذل والهوان فنتعلم عزيزي من الحسين عليه السلام في كل زمان ومكان كيف نقف أمام الظلم والجور والاستبداد ونستلهم منه الرفض لكل صور الظلم رغم كل ألاغ راءات المقدمة له بان يهادن أو يبايع أو يقبل بالتراجع عن نهضته وثورته وهو القائل : أن كان دين محمداً لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذني. وهذه السنة أثلج صدري عندما رأيت رئيس دولة القانون الأخ المالكي وبعض الساسة الآجلة يقودون زيارة الأربعين مشيا بين المواطنين ,ورأيت شخصياً وكل العالم  رأى هذه الحشود وهي تنحدر إلى كربلاء فتبهر العيون وتحير العقول فتتساءل كيف يبقى هذا العزاء على امتداد هذه القرون الساحقة ومازال بهذه الحرارة والتفاعل القوي؟ وما السر الذي يقف وراء هذا الخلود وهذا البقاء؟ وكما ورد عن الإمام الحسين عليه السلام قائلاً : ـ أنا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن إلا ودمعت عيناه.

أن ما رواه الصدوق في الاعتقاد 19والاعتقادات للشيخ المفيد:  309 . قال

يستحسن في هذه الليلة الإكثار من الدعاء والصلاة؟ والإنسان يريد طبعاً من الله العافية ودفع البلاء لأنّه لا يدري ما في الدنيا, والدعاء يقول :

(اللهم إنّي أعوذ بك من شر ما تعلمه ولا أعلمه, وأسألك من خير ما تعلمه ولا أعلمه )

كثير من الأمور نحن لا نعلمها فننقطع بها إلى الله عزّ وجل إذ قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60

قال الله تعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل 62

لأنه أمرنا بالدعاء  حيث قال : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) من الآية أعلاه من سورة غافر.

لأنّه ورد في كثير من الروايات أنّ في هذه الليلة يصدر النداء :

ويروى يقال ! هل من مستغفر فأغفر له؟

هل من طالب حاجة فأقضي له حاجته؟

هل من مستشفع فأشفع له (راجع سنن ابن ماجة ج1: 444, ح و كنز العمال للمتقي الهندي ج12: 314, ح 35177. )؟

طبعاً انّه سبحانه يشفع لذاته بذاته, فالله تبارك وتعالى يريد لعباده أن ينقطعوا إليه في هذه الليلة حتى يحققوا معنى العبودية, ويتفضل عليهم من منطلق الربوبية لأنّه مالك الأشياء وواهبها وخالقها .

وللدعاء قيمته في هذه الليلة والإنسان يتذرع إلى الله عزّ وجل, ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء هذه الليلة. ينقطع الإنسان إلى الله تبارك وتعالى ويتوجه إليه بشيء من الإخلاص وبركعات من الصلاة, لأنّها ليلة كريمة كما نصّ أكثر من مفسر عند قوله تبارك وتعالى: (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) الدخان /44 . أي أنّ هذه الليلة تفرق على أيام السنة, والأشياء المهمة يبتّ فيها ويكتب تحتها (ولله البدء) أي أنّ هذا الشيء ترونه ظاهراً انقطعوا إلى الله بالدعاء إليه ليظهر لكم بعد ذلك ما يخفيه لكم في علمه .

يقول أبن قولوية  من كامل الزيارات 453, ح680 . أن

زيارة أبي الشهداء عليه السلام هذه الليلة, إنّها من الليالي الكريمة التي تهبط فيها كل من الملائكة لتحيي شهداء الطف, ينـزل الله عزّ وجل رحماته على المؤمنين وعلى الشهداء, وينـزلها أحيانا على أيدي ملائكته بأفواج تتوجه لزيارة الحسين عليه السلام .

إنّ زيارة الحسين موضوع حرص وحرص عليها المسلمين و المسلمين الشيعة الأمامية بالخصوص حرصاً شديداً, فعندما تأتي إلى الروايات  في كامل الزيارات لأبن قولوية أيضاً أعلاه ..تجدها عجيبة بدرجة كبيرة, فالإمام الباقر يقول لأحد أصحابه :

 مُروا شيعتنا بزيارة قبورنا بالغاضرية)  .ويروي المزار للشيخ المفيد: 27.)

:عن الإمام الصادق عليه السلام :

 لو أنّ أحدكم حج دهره كله ولم يزر الحسين لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول الله).  )

لأنّ المرء يحفظ في ولده, وهذا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا المكان الذي يزار به الحسين جسّد فيه أهداف جده, يعني كان الامتداد الطبيعي لجده رسول الله صلى الله عليه وآله .

أن ما جاء الإمام الحسين في نهضته إلاّ ليجدد ما أخلقه الأمويون من فوضى ونفاق وتغيراً للأسس التي جاء بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله , فأول ما نصه الإسلام هي حرية الإنسان وكرامته, وجاء الأمويون ليستعبدوا الإنسان. جاءوا في واقعة الحرّة ليجبروا الناس على البيعة بالسيف !

 

الجموع تجدد هذه المراسم لزيارة الأربعين و مرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وأحياء ذكرى بطل الأحرار

أن الإسلام جاء لحفظ الأعراض والدماء والكرامات ورفع مستوى الإنسان وتكريم الآدمي, وكل هذه القيم تعرضت للهدر على أيدي ثلة من بني أمية الذين عبّر عنهم رسول الله بأنّهم ينـزون على منبري نزو القردة.(1* )

جاء الحسين ليطرد هذه الوافدات على تاريخ الرسالة الناصع ويحقق أهداف النهضة, فعندما نريد أن نزور الحسين نذهب في واقع الأمر لنؤدي حقاً لرسول الله صلى الله عليه وآله نزور من امتد برسالته وحملها وهذا معنى قول النبي :

(حسين مني وأنا من حسين).(2 *)

يعني انّه من سنخي, أنا حامل رسالة وهو امتداد لرسالتي، إذن زيارته تحقق صلة رسول الله، ثم القرآن يرفع عقيرته ليقول :

 قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)  الشورى/ 23. )

ما هي ظواهر مودة ذوي القربى؟

هي أن نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، وعندما أذهب إلى قبر الحسين عليه السلام وأقف عنده وأزوره فأنّي أؤدي له نوعاً من الآداب التي تقتضيها المودة, ومظهراً من مظاهرها, وأجدد عهدي به وأستلهم منه، ثم إنّ في زيارة الحسين أمراً بالمعروف وإنكاراً للمنكر, فكأنه صوت من الأصوات التي ترتفع لتُشعر الناس بظلامة هذه الدماء التي أريقت بدون حق، وإلاّ ما معنى ما في الزيارة :

(أشهد لقد اقشعرّت لدمائكم أظلة العرش مع أظلة الخلائق؟).(3*)

أنا بالواقع عندما أزور الحسين آمر بالمعروف وأنهى عن منكر, ولهذا يجعل الإمام الصادق عليه السلام زيارة جده الحسين أهم من زيارته .

يقول أحد أصحابه دخلت عليه, قلت له: سيدي إنّي تجشمت الطريق ووعثاء السفر, قال لا تشكو ربك, هلاّ زرت من هو أعظم عليك حقاً مني .

صعبت عليّ الكلمة, فمن هو أعظم عليّ حقاً من زيارة الإمام الصادق عليه السلام ؟

التفت إليّ وقال: هلاّ زرت جدي الحسين, هو أعظم حقاً عليّ(4 *)، لماذا هو أعظم حقاً؟

هذا هو سر حمله للرسالة, كأن الحسين قام بأشياء ما أُتيح للائمة أن يقوموا بها, لذلك يقول له بانّ زيارة الحسين أهم من زيارتي .

يدخل أيضا أحدهم على الإمام الصادق عليه السلام فيسأله :

أتزورون الحسين في كل يوم؟ فيقول :

  لا سيدي لا  نستطيع .

  في كل شهر؟

  لا .

  في كل سنة؟

  نعم هذه قد تكون .

_ ما أجفاكم بالحسين, لا تطول العهد بينك وبين الحسين.(5 * )

ويقول الإمام الصادق عليه السلام من أحب أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليزر الحسين.(6 *)

الذين يتصورون إنّنا نذهب إلى كربلاء لنقف على عظام أو تراب هم على خطأ، إنّي أقف على موقف وليس على تراب, أقف على صرخة دوّت وما تزال مدوّية ما احتواها التراب وما تزال مرفرفة على هذا المكان، أنا أقف على مجموعة من المُثل جسّدها أبو الشهداء على صعيد الطف, ففي واقع الأمر إنّي لم أزر عظاماً بالية .

إذن إنّي لم أقف لأزور عظاماً بالية أو قطعة تراب, لأنّه لولا هذا ما نشط الظالمون على منع زيارته, لو كان الحسين عظاماً بالية ما خافته عروش الأمويون, ولا المتوكل, ولا عروش أذيالهم إلى يومك هذا, لو كان الحسين ذلك النمط من العظام البالية لما أرعب هؤلاء, لكنهم ظنوا أنّهم بالقضاء على قبر الحسين يقضون عليه, كلا, فالحسين اكبر, والحسين مضمون والمضمون لا يموت، ولا يقوى الهدم على القضاء عليه .

إنّي إذن أقف على صرخة اسمعها مدوية :

(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد).(7*)

هذا جانب, وإلى جانبه يأتي الجانب العاطفي. إنّي أقف لأمجّد تلك الدماء التي سُفكت على ثرى كربلاء, أقف لأُكرم ذلك الثغر الذي كان مشغولاً بذكر الله, وذلك الجبين الذي وقع عليه حجر أبي الحتوف الجعفي، لذلك عندما احتضن قبره احتضن تلك السمات الكريمة والمواقف الجليلة .

من هنا وقف الزوار على قبره ينتجعون ذلك منه, وأول من وقف عليه ينتجع ذلك هو عبيد الله بن الحر, ثم سليمان بن قبة ثم جابر بن عبد الله الأنصاري, لما وصل إلى القبر قال الذي معه: وضعت يده على القبر, لما أحسّ ببرد تراب القبر صاح :

يا حسين! يا حسين! ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه, وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك, وفُرّق بين رأسك وبدنك وعلماً أن زيارة أربعين الحسين عليه السلام لها أصول وجذور فقد ورد عن النبي عليه السلام :

أن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً . وجاء عن الإمام الباقر عليه السلام أن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً وجاء أيضا عن الإمام الصادق عليه السلام أن الملائكة بكت على الحسين أربعين صباحاً ولهذا صار يوم الأربعين متفرداً للإمام الحسين عليه السلام عن باقي الناس فله حرارة في قلوب الناس لا تبرد أبدا وصارت هذه الشعيرة سنة وذكرى على مر الأيام والسنين وقد ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام : ( علامات المؤمن خمس، صلاة الإحدى والخمسين وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر بسم الله الرحمن الرحيم ) كل ذلك من مصادق قوله تعالى : " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى". والحسين عليه السلام هو اقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وآله، وإحياء هذه الذكرى هو عزاء للرسول ومواساة أهل البيت عليهم السلام فمن الواجب علينا أن نتولى محمد وآل محمد وان نتبرأ من أعدائهم وهنا نتذكر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري عندما التقى بالإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام ومعه النساء والأطفال بعد عودته من الشام إلى كربلاء عند مصرع الحسين وأصحابه عليهم السلام قال الإمام : يا جابر ..ها هنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا .. ومنذ ذلك الوقت صار ذلك اليوم مأتماً في ذكرى تخليد زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام، ونحن من هنا يجب علينا كمسلمين أن نجدد الذكرى والعهد مع الله ومع أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ونعم ما قال الشاعر : كذب الموت فالحسين مخلد * كلما اخلق الزمان تجدد وترى أن المحبين يتوافدون من جميع أقطار العالم وبالملاين تجديداً للعهد والولاء لأهل بيت النبوة عليه وعليهم السلام لرسول صلى عليه وآله وهم متلهفين لينالوا رحمة من الله وهم يحيون رسول الله والإمام علي والزهراء والإمام الحسين وأخيه العباس وأخوته عليهم سلام الله والشهداء الذين بذلوا المهج لنصرة دين الله ونصرة داعية الحق أبو الثوار الإمام الحسين عليهم جميعاً سلام الله التام فيما تغتدي وتروح جوار قبوركم ونعم عقبى الدار دار الآخرة . وأقول لهؤلاء الظلمة الذين أسسوا أساس الظلم لأهل البيت وإلى نهاية مقبور الفاشي الطاغية أين حل بكم الدهر ؟!!  . وليس لنا إلا أن نجدد العهد ونقول لبيك يا رسول الله لبيك يا علي ولبيك يا حسين وأكرر ما قاله المرحوم الراد ود حمزة الصغير هاك أخذ العهد هاك دنيا وآخره وإياك بجاه الله ورسوله , يجب أن نتعلم من مدرسة أهل البيت والإمام الحسين عليه وعليهم السلام ورحم الله المرحوم الشيخ عبد الزهرة الكعبي لكفاءته لإحياء ذكر أهل البيت.. من ننتخب للدين والدنيا ويداً بيد لحماية المهجرين ودعمهم ودعم الأيتام والمعوقين والأرامل والمسنين ونهدي للجميع ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي منها نصيباً . والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

المحب سيد صباح بهبهاني

 behbahani@t-online.de

 

الهوامش:

(1*) الغدير: ج8، ص 248

(2 *) الإرشاد: ج2، ص127

(3*) راجع زيارته عليه السلام في أول يوم من رجب والنصف من شعبان, إقبال الإعمال لابن طاووس, ج3: 341 .

(4*) راجع كامل الزيارات لابن قولويه : 314, ح 534 .

(5*) راجع كامل الزيارات لابن قولويه: 481, ح 735 .

(6*) راجع المصدر السابق: 258, ح 389 .

(7*) حياة الإمام الحسين عليه السلام ج1، ص 114، الشيخ باقر القرشي .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/09



كتابة تعليق لموضوع : زيارة الحسين لها صدى وخصوص زيارة الأربعين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : العاملي ، في 2014/12/14 .

زيارة الأربعين. . الطاقة الكامنة للإسلام
في كل عام في العشرين من صفر يوم تتبلور فيه عدة محاور محور تجسيد نقاء وصفاء الإسلام الحقيقي عندما ترى في هذه الزيارة يقصد اليها مختلف الأشخاص ويتساوى فيها الغني والفقير وتتساوى الأعمار فنجد الصغير والشاب والكبير وتمحى الجنسيات والقوميات ومانراه من تلاحم وتعاون وتواضع ودرجة كبيرة من التسامح لدى الجميع ومحور زيارة الإمام الحسين عليه السلام ومابها من مكانة وثواب كبير وخاصة عندما جعلها أمامنا حسن العسكري أحد علامات المؤمن الخمس وبهذه الزيارة تجديد لمصيبة أهل البيت عليهم السلام عندما رجعو إلى كربلاء مع النساء والأيتام لدفن الرؤوس والمحور الأهم بالنسبة إلي هي بمثابة تجديد دماء ثورة المظلوم على الظالم ولتبقى صرخة الحسين مدوية هيهات منا الذلة لتكون شعار ومنهج لوقوف ضد الظلم ومحاربة الباطل أينما كان عددهم وقوتهم وطريق التضحية الذي خطه النبي وأهل بيته مازال متواصلا يعبده دماء محبيهم ويستمر هالطريق إلى ظهور الحق على يد قائم آل محمد. .وندعو الله عز وجل أن يتقبل من الجميع صالح الاعمال وأن نشهد على هذه الزيارة بأن تتعدى اعدادها المائة مليون زائر. .والسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. .
تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net