امريكا ستستنجد مجدداً بإخوان المسلمين
خضير العواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خضير العواد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد أن كشفت الشعوب العربية جميع محاور اللعبة التي كان يديرها الأمريكان وتنفذها الأنظمة الدكتاتورية ، وسيطرت الفكر المقاوم على عقول الشعوب العربية وهم يراقبون انتصارات هذا الخط على أعتى قوة في المنطقة إسرائيل التي سقت جميع الحكومات العربية ومن ثم شعوبها الهزيمة والإذلال ، ووصول الأجواء في تلك البلدان الى مستوى الانفجار والثورة العارمة ضد تلك الأنظمة التي تسببت في الظلم والعبودية والفقر والتخلف والضعف والانكسار والهزيمة ، فطرح الأمريكان فكرة الربيع العربي ليمتصوا غضب الشارع العربي بالإضافة الى ضمان سيطرتهم على متغيرات الساحة فجعلوا خيوط هذه اللعبة أيضاً بأيديهم ، فغيروا من خلال هذا الربيع العربي ( الأمريكي) قمم الأهرامات في جميع الدول التي تبنت هذا الربيع ، وسهلوا وصول إخوان المسلمين الى الحكم هذه الدول من خلال صناديق الانتخابات مثل مصر وتونس وليبيا وحاولوا أيضاً في سوريا والأردن ، ولكن خطر وصول هذا التنظيم السني الى سدة الحكم في أغلب الدول المحيطة بدول الخليج قد أرعب مشايخ هذه الدول وتحسسوا خطر حصارهم بتنظيم الأخوان ، الذي يقود الشارع الخليجي من الداخل ، لأن أغلب المثقفين الخليجين فكرهم وثقافتهم وتطلعهم إخواني لخلو الساحة السنية من أي تنظيم أخر إلا إخوان المسلمين ، لهذا كانت الأجواء جميعها متهيئة لسيطرت الأخوان حتى على دول الخليج ، لهذا السبب ارتعبت دول الخليج وخصوصاً السعودية والإمارات وقامت بمواجهة مباشرة مع الإخوان في عقر دارهم مصر ، وهذه المواجهة انتهت بإزاحة الإخوان خلال سنة واحدة من وصولهم للحكم ولم تكتفي هذه الحكومات بالإزاحة بل تبني الحكومة الجديدة في مصر قانون بوضع الإخوان كمنظمة إرهابية وملاحقتهم أينما كانوا ووضع قادتهم في السجون وخلال أيام قليلة إصدار أحكام إعدام بحقهم ، هكذا أنتهى مسلسل تبديل الأنظمة الدكتاتورية بتنظيم الإخوان ، ولكن المشكلة الكبيرة للأمريكان والإسرائيليين هو إيقاف الفكر المقاوم الذي يتبناه حزب الله ، وهذا الفكر متعطش إليه المواطن العربي على الرغم من نشر الأفكار والمواقف الطائفية ضده ، ولكن خلو الساحة العربية من فكر أخر بديل يشغل المواطن العربي عن مقاومة التواجد الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة ونجاح حزب الله وبشكل أستحوذ على مدح الأعداء أنفسهم أدى الى توجه المواطن العربي من جديد الى هذا الفكر الأصيل ، وقد ساعد أيضاً دفع المواطن العربي ثانيةً الى القضية الفلسطينية وخيار المقاومة هو فشل مشروع الطائفية الذي طرحه الأمريكان وحلفائها كالسعودية وقطر وتركيا ، نتيجة الأساليب الإجرامية التي تبعتها التنظيمات التي نفذت هذا المشروع كالقاعدة ومن ثم النصرة وأخيراً داعش ، هذه الأساليب المقززة والبعيدة كل البعد عن محتوى أي دين أو إنسانية أي إنسان ذو دين سماوي أو غير سماوي أو لا يتبنى أي دين ، وقد أظهرت الحقائق التي لا يمكن دحضها بأي حال من الأحوال على ارتباط هذه الأنظمة بالكيان الصهيوني وكذلك الأمريكان وحلفائهم ، مما جعل المواطن العربي يعزب عن هذا المشروع الإجرامي الطائفي الذي يريد استنزاف كل ما يمتلكه المواطن العربي من قوى وطاقة ، كل هذا جعل الساحة العربية فارغة من أي فكر ينافس فكر المقاومة التي يتبناها حزب الله وبقية التنظيمات الفلسطينية الذي يريد إرجاع كرامة الشعوب العربية ويحقق ما تصبوا إليه من مبادئ وأهداف ، وهذا التوجه والفراغ يرفضه الأمريكان وحلفائها لهذا السبب سيرجعوا ثانيةً الى دفع تنظيم أخوان المسلمين الى الواجهة من جديد لكي يملئوا الفراغ ويجعلوا الأمة تلتف حولهم من جديد ويبتعدوا عن فكر المقاومة ومن يمثلها من تنظيمات وخصوصاً حزب الله ، ولكن السؤال الكبير هو هل سيترك الخليجيون وخصوصاً السعودية والإمارات رجوع الأخوان من جديد الى الساحة العربية أم سيطرحون شروطاً عليهم من أهمها منع انتشار تنظيم الأخوان في دول الخليج بل رفض طرح أسمه في الشارع الخليجي ؟؟؟ ، ولكن جميع الدول التي صنعت ودعمت وسهلت انتشار التنظيمات الإجرامية الإرهابية في الدول العربية وخصوصاً سوريا والعراق تعلم أن مشروعها الإرهابي الطائفي فاشل لا محال نتيجة المقاومة الكبيرة لشعوب المنطقة له مع ثبات التنظيمات المقاومة كحزب الله ولمعان صورتها الشريفة بكل ما تملك الكلمة من معنى وعلو نجمها في سماء العرب المملوءة بالقتل والإجرام والدمار والذبح وقطع الرؤوس وبيع النساء وانتشار نكاح الجهاد ( زنا مشرعن) ، كل هذا دفع الأمريكان وحلفائها للتوجه الى الإخوان من جديد على الرغم من نقاط الضعف التي أظهرها هذا التنظيم خلال حكمه القصير ولكن الحاجة الكبيرة لسد هذا الفراغ هو الذي سيدفع الأمريكان للاستنجاد مجدداً بإخوان المسلمين للسيطرة على شعوب المنطقة ومن ثم خيراتهم وطاقاتهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat