صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

مقبرة الضمائر الميتة.....!
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شيء مألوف جدا ان يموت عزيز لنا ، اب او ام او اخ او قريب....، ويصار الى مأتم  عراقي يتجمع فيه الاقارب والجيران والاصدقاء لثلاثة ايام بطيئة ، مثقلة بالحزن يتقادم خلالها ابناء المدينة و المحلة والاصدقاء والاقارب من امكنة بعيدة لاداء واجب قراءة الفاتحة على روح الفقيد وهذه ممارسة اجتماعية راقية يمتاز بها العراق عن دول العالم والمنطقة بشكل اجمع ...وفاة الانسان نهاية حتمية يختم الخالق بها حياة المخلوق بشكل قدري حتمي متوارث ، لا يفقد من مات انسانيته او ضميره  في هذا الفعل الالهي فهي سنة وحتمية قدرية.

اما ان يموت الضمير هو شيء اعنف واعمق حين يفقد صاحبه انسانيته ويصبح كاسرا لا يفرق خيرا من شر فيها يحتاج ذوي الفقيد مأتما كبيرا وحزنا اشد واعنف ، فوفاة الفقيد ، رحمه الله ، هذه المرة ستحمل الابرياء من ابناء الشعب كوارث مأسوية كبرى من الجوع والقتل والموت والتهجير وهتك الاعراض وبيع النساء والاطفال و تشريد الناس من بيوتهم ،  فموت الفقيد هذا لم تسوقه ارادة الهية هذه المرة بل دناءة بشرية وهنا يكمن فرق واسع بين الاثنين ما وضع العراق على جادة الهدم والضياع حين عاث اصحاب الضمائر الميتة فسادا وهدما في هذا البلد ، فقد نهبوا امواله ولاكوا ثرواته بين اسنانهم  المفترسة حتى لبس العراق رداء مهلهلا من الخراب والدمار والبؤس والعوز...و القادم اكبر واخطر...!؟

اصبح مجلس النواب هاجسا مرعبا للشعب العراقي فهو يضم تحت قبته ذئابا جائعة تلتهم اليابس والاخضر، تقترف العجائب والغرائب وكبائر الاخطاء ، بجلس الخائن و القاتل برأس مرفوع وبربطة عنق وبدلة انيقة يحاذي اللص والقاتل يتشدق بخيانته و مقدار غنيمته في عملية بيع الموصل او الانبار واي منصب سيتسنم جزاء لتلك الخيانة وهنا ينتحر الحق تحت اقدام الباطل و يداس الصدق تحت اقدام الكذب والنفاق ويرفع الشر راياته مبشرا بالفناء ويتمنى الشرفاء في العراق الموت عن رؤية هذا القبح ويستمر تساؤلهم قائما عن كيفية محاسبة لص او قاتل من قاض عراقي في اي بقعة من مدن العراق اذا كانت الرؤوس الكبيرة التي تحكمه لصوصا وخونة وقتلة دفنوا ضمائرهم الميتة في رؤوسهم بعد ان كفنت بسحت الحرام وتجمعوا تحت قبة مجلس النواب للدفاع عن حقوق ضحاياهم وهذه عجيبة من عجائب الدنيا صاحبها قاتل يدافع عن المقتول وسارق يدافع عن المسروق ...!؟ وانحسر رغيف الخبز من يد الفقير عند موت ضمير الحاكم....!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/15



كتابة تعليق لموضوع : مقبرة الضمائر الميتة.....!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net