صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

مجلس حسيني – التفاضل في المخلوقات – السماوات الأرض
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ { الرعد 4}

  من الأسباب التي تحرك الإيمان,  وتثبته في نفوس البشر النظر في عظمة  صنع الله عز وجل، والتأمل في بديع صنعه في السماء والأرض, تشير هذه الآية الكريمة إلى النظر في الأرض التي نعيش عليها فإن فيها: {قطع متجاورات‏} أي أراض يجاور بعضها بعضاً، ...

هذه الأرض طيبة حلوة جدا ينبت  فيها ما ينفع الناس من طعام ضروري جدا لحياتهم , وتلك فيها فواكه وخضروات , وهذه تنتج تمور, وهذه سبخة مالحة لا تنبت شيئاً،وبجانبهما ارض تنتج ملحا .. القران الكريم يتحدث في هذه الآية, عن اختلاف ألوان وخصائص الأرض، هذه تربة حمراء، وهذه بيضاء، وهذه صفراء، وهذه سوداء، وهذه متحجرة، وهذه سهلة، وهذه سميكة، وهذه رقيقة، والكل متجاورات، فهذا كله مما يدل على الفاعل أو الله تعالى ..

يقول  تعالى : ‏{‏وجنات من أعناب وزرع ونخيل‏ صنوان وغير صنوان}‏ هذا الاختلاف في أجناس الثمرات والزروع في أشكالها وألوانها وطعمها وروائحها وأوراقها وأزهارها,,

لو تنظر رغم التجاور والبيئة المشتركة  من تراب وماء وهواء وشمس .. غير إن الاختلاف واضح جدا , لأنه اختلاف يؤدي إلى تغطية الحاجات البشرية ,  هذه في غاية الحلاوة،فألوانها وكيفية خلقه تشكل لوحة غاية في الروعة , وتلك حامضة , وألوانها جذابة , وتلك حارة وأخرى باردة ..

 جمال الكون اغلبه يأتي من الأرض وما عليها ... خلقه الله  لتزويد الرغبات البشرية كل ما يحتاجه الناس , فهو موجود في الأرض خلقه للناس , لأنه  خلق الناس أصحاب مزاجات , جعل الأرض وما فيها تعطي تلك المزاجات ما يشبعها , هذا في غاية الحموضة، وذا في غاية المرارة، وهنا حلوة لذيذة وهنا ملوحة ..هذا أصفر، وهذا أحمر، وهذا أبيض، كذلك الأزهار مع أنها كلها تستمد من طبيعة واحدة وهو الماء، مع هذا الاختلاف الكثير الذي لا ينحصر ولا ينضبط، ففي ذلك آيات الله في خلقته ..  لا بد أن يكون بينهم تفاضل, هذا من أعظم الدلالات على الفاعل الذي بقدرته فاوت بين الأشياء وخلقها على ما يريد، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون‏}‏......في الآية تلميح آخر ذكره ابن جرير الطبري؛  

قال: هذا مثل ضربه الله عز وجل لبني آدم ،فكما ينزل الماء من السماء على قطع الأرض المتجاورة ، فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها وتخرج نباتها وتحيي مواتاها، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها، وكلتاهما ‏{يسقى بماء واحد},,,  فكذلك الناس خلقوا من آدم، فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع، وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو، قال الإمام الحسن {ع}"واللهِ ما جالس القرآنَ أحدٌ إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان‏،زيادة في فهم ومعرفة .. ونقصان في جهل وذنوب"..   بعد هده المقدمة أعود لمفهوم الآيةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

   يقول تعالى :وفي الأرض قطع متجاورات وغير متجاورات .. " متجاورات " أي قريبات ملتصقات ، هذا يعني إن ترابها واحد ، وماؤها واحد ، وفيها زروع وجنات ، ثم يأتي التفاوت في الثمار والتمور ; فيكون البعض حلوا ، والبعض حامضا .... الغصن الواحد من الشجرة يختلف الثمر فيه من الصغر والكبر واللون والمطعم ،لو كان الساق كبيرا أو ضعيفا فان المادة الغذائية تختلف , ليس في الإنبات والأرض فقط , بل حتى في الحيوانات حين تأكل من لحومها تجد تفاوت كبير بين حيوان وآخر . مرة بسبب الأعلاف وطبيعة الأرض  والمكان , وأخرى بسبب العمر والضعف والسمن .

          رغم إن الشمس والقمر على الجميع بنسق واحد ; وفي هذا دليل على وحدانيته وعظم صمديته   ثم يقول :حينما جعل الله تعالى مصدر حياة جميع الأشجار والمخلوقات من الماء , أعطى صورة واضحة إن جميع المخلوقات بما فيها الأرض ومن عليها تسقى بماء واحد, وهو صنع الله ... يسقى بماء واحد يدل ذلك كله انه بمشيئته وإرادته ، وأن الماء مقدر بقدرته ;حيث جعل في الماء , إمكانية تعطي الكون الإدامة والاستمرار , ولا توجد أي مادة تعوض الماء , كما إن الدم مادة سائلة في جسم الإنسان تعطيه القوة والحرارة لا تعوضها مادة أخرى ..  وهذا أدل دليل على بطلان القول ان طبيعة الأرض هي التي تعطي  الاختلاف ; إذ لو كان الطبع بالماء والتراب والفاعل له الطبيعة لما وقع التعدد والاختلاف . ...

هناك نقطة اختلف بها اللا دينيون {إن كل حادث يحدث بنفسه لا صانع له }; يضربون مثلا في هذا الثمار الخارجة من الأشجار ،"هم أقروا حدوثها ، وأنكروا محدثها" ، قالت فرقة منهم حدوث الثمار لا  يحتاج إلى صانع ، وأنه يحدث في وقت معين لسبب وهو الأجواء التي تعطي الشجرة عوامل الإنبات والإنتاج  , مما هو من جنسه,هؤلاء يعرفون التفاضل , ولكنهم يستكثرون الإقرار بالتوحيد.ـــــــــــــــــ

 ــــــــــــــــــ  هناك مثل رائع على طبع الإنتاج من الأشجار , يقال إن فيلسوفا جلس قرب نهر صغير " ساقية "والى جانبه فلاح ينظر أليه , فرأى عقربا كبيرا وقد جرفه الماء في الساقية , فمد يده ليخرجه وينقذه , فلدغه العقرب , فأرسل يده ثانية , فلدغه ايظا, بعدها جاء بغصن وجعله تحت العقرب ورماه للخارج ... لكنه تألم من اللدغتين , فجاءه الفلاح وعاتبه قائلا : أنت رجل فيلسوف وعالم كبير  , كيف تمد يدك لإنقاذ عقرب , ولدغك مرة ومددت يدك ثانية , ثم أنقذته , أما يدل هذا على العبث ..؟ فقال له : " كل واحد كان يعمل بخلقته التكوينية  وبطباعه , أنا من طبعي مساعدة الناس , خيرهم ومسيئهم  , والعقرب من طبعه أن يلدغ , فهو لا يفرق بين من يساعده وبين من ليس له  علاقة  به , كل طرف يعطي ما فيه وما استودعه الله تعالى ....

معنى الجنان .. الجَنَّةُ الجنينة  : الحديقةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجرِ { كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ } .. والجَنَّةُ : البُسْتانُ .... وتأتي كلمة الجَنَّةُ :  بأنها  دارُ النعيم في الآخرة والجمع : جِنانٌ { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ } وعندنا عنوان باسم  جنَّة الخلد : جنّة إقامة للخلود ، مكان وضع الله فيه آدم ،جنَّات النَّعيم : الفردوس السَّماويّ ، ولكن الآية تشير إلى أنواع البساتين ...

" وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان "  صنوان " هي لغة لجمع صنو ، وهي النخلات والنخلتان ، يجمعهن أصل واحد ، وتتشعب منه رءوس فتصير نخيلا ;  علماء اللغة يقولون : الصنوان المجتمع  المتجانس ، وغير الصنوان المتفرق ; لذلك يقال للنخلة إذا كانت في الأرض  نخلة أخرى أو أكثر  تشبهها  تسمى  صنوان . والصنو المثل ; قال علي بن أبي طالب عليه السلام ...  أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ..أنا صنو رسول الله والسابق إلى الإسلام وكاسر الأصنام ,أنا شاهد لكم وحجيج يوم القيامة عليكم...  أنا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلها داخل إلا على حدّ قسمي أنا الفاروق الأكبر.فكلمته أنا صنو رسول الله {ص} أي شبيهه , وهذه لا يقولها غيره , وله أدله كثيرة بقوله هذا كما ورد في القران الكريم { وأنفسنا وأنفسكم }.. وقول رسول الله {ص} " أنت مني وأنا منك"..

ثم يقول  تعالى : " يسقى بماء واحد "لقوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيْ حي ..كأبناء  آدم طيبهم  وخبيثهم ; أبوهم واحد وأمهم واحده ..فجميع الزروع في الأرض تسقى  مادة واحدة , هي الماء , ونفضل بعضها على بعض في الأكل " ..

 وروى جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي{ص}  يقول لعلي{ع} :" يا علي , خلق الله الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة"  ثم قرأ { وفي الأرض قطع متجاورات حتى بلغ قوله : يسقى بماء واحد "  وهذا الحديث يعطينا دليل على إن عليا {ع} من سنخ رسول الله {ص} كما يقول الأمامية ..

" الأكل " الثمر . قال ابن عباس : يعني الحلو والحامض والحار والبارد , والمر والعلف للحيوانات بكل أنواعها ,لا يوجد مخلوق من الدودة إلى الفيل إلا وخلق الله لها غذاءه وشرابه ..

هذه المخلوقات المحسوسة يخاطب الله فيها العقل , فيقول : " إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " أي علامات لمن كان له عقل يفهم ما ينقله القران من  أسرار  وإشارات لأصل الخلقة والغذاء الذي يأكله الناس والحيوانات ,لذلك عمد الإنسان إلى احتكار الغذاء , ليحقق غايات دنيئة في قلبه ..ــــــــــــــــــــ

هذه الآية الكريمة جاءت في مطلع سورة الرعد‏,‏الآية 4 ,  وهي سورة مكية‏,‏ ....‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي حقيقة أن الرعد ـ وهو من الظواهر الجوية المتكررة ـ يمثل صورة من صور تسبيح تلك الظواهر لله تعالي انطلاقا من قوله‏(‏ سبحانه وتعالى‏):‏ تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ‏*.

 يدور المحور الرئيسي لسورة الرعد حول قضية العقيدة‏,‏ ومن أهدافها توحيد الله‏,‏ وتنزيهه‏(‏ تعالى‏)‏ عن الشريك والشبيه والمنازع وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ والخضوع له وحده بالعبودية الكاملة‏,‏ والإيمان بملائكته وكتبه ورسله‏,‏ وبالوحي الخاتم الذي أوحاه إلي خاتم أنبيائه {ص},‏ والإيمان بحتمية البعث والحساب والجنة والنار‏,‏ كما جاء في كل رسالات السماء وتكامل وحفظ في القرآن الكريم وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم أجمعين من الله تعالي أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏.‏

وقد استهلت سورة الرعد بأربعة من الحروف الهجائية المقطعة هي‏(‏ المر‏),‏ وهذه المقطعات هي من أسرار القرآن الكريم التي لم يستطع العلم الكسبي أن يصل إلي تفسيرها بعد‏.‏

 

المؤثرات على الأرض والتراب :.......‏ أدلته , وجوب السجود على الأرض ما الأدلة التي تقول بوجوب السجود على التربة ، من الكتاب والسنة النبوية الشريفة وذلك من كتب الشيعة والسنة ؟

الشيعة لا يوجبون السجود على التربة فقط ، بل يوجبون السجود على الأرض كلها  ـ التي منها التربة ـ أو ما أنبتته الأرض إلاّ ما أكل أو لبس ، فلا يجوز السجود عليه، ويستدلّون على ذلك بـ :

(1) قول رسول الله (ص) : ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ) .روي هذا الحديث عند أهل السنة في : (صحيح البخاري 1 / 149 ح2 )، (صحيح مسلم 2 / 63)، ( سنن الترمذي 2 / 131)،(مسند احمد 2 / 240 ) . أذن السنة عندهم يجوز السجود على الأرض ...

وعند الشيعة في : (الكافي / الكليني ج2 كتاب الأيمان ـ باب الشرايع ح1 ص17 ، من لا يحضره الفقيه / الصدوق 1 / 231)، وغيرهما من كتب الحديث . ومن المعلوم ان لهذا الحديث ألفاظاً مختلفة ولكنّ المعنى والمضمون واحد. لا يخفى ان المقصود من كلمة ( مسجداً ) يعني مكان السجود ، والسجود هو وضع الجبهة على الأرض تعظيماً لله تعالى . ومن كلمة ( الأرض ) يعني التراب والرمل والحجر و ومما لا شك فيه أن التربة جزء من أجزاء الأرض فيصح السجود عليها .

 رأى النبي{ص}  صهيباً يسجد كأنّه يتقي التراب فقال له  (ص) : ( ترب وجهك يا صهيب ). (كنز العمال 4 / 100 الرقم 2129) .وصيغة الأمر ـ ترّب ـ تدل على استحباب السجود على التربة دون غيرها من أجزاء  الأرض ...وقال رسول الله (ص) لمعاذ : ( عفّر وجهك في التراب ) .الكلام في الحديث السابق يأتي هنا أيضاً . قال رسول الله (ص) لأبي ذر : ( الأرض لك مسجد فحيثما أدركت الصلاة فصلّ ) . وقال {ص} ( إذا سجدت فمكّن جبهتك وانفك من الأرض ) . عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت أصلي مع رسول الله (ص) الظهر فآخذ قبضة من حصى في كفّي لتبرد حتى أسجد عليها من شدّة الحر .

قال الصادق (ع) : ( لا تسجد إلاّ على الأرض أو ما انبتت إلاّ القطن والكتّان).  وقال : ( السجود على الأرض فريضة وعلى الخمرة سنّة ) . وظاهره أن السجود على الأرض فرض من الله عز وجل والسجود على الخمرة التي هي من النباتات ( حصيرة مصنوعة من سعف النخل ) ممّا سنّه الرسول (ص) .

طبقات الأرض :ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أشارت الآية الكريمة إلى حقائق علمية  جاء العلم أكدها .. وقد يكون الدعاء المعروف { السماوات السبع والارضين السبع .. أي أراضين سبع وأين مكانها ...؟. 

.قوله‏تعالى (‏ وفي الأرض قطع متجاورات‏):‏ يشمل هذا التعبير القرآني المعجز الحقائق العلمية بتكون الغلاف الأرضي ....  يتكون الغلاف الصخري للأرض من عدد من الألواح المتجاورة , التي يقدر عددها اثني عشر لوحا أرضيا كبيرا بالإضافة إلى عدد من الألواح الصغيرة‏,‏ ويفصل هذه الألواح عن بعضها البعض شبكة هائلة من الخسوف الأرضية التي تتراوح أعماقها بين‏65‏ كيلو مترا‏,150‏ كيلو مترا‏,‏ ويبلغ طولها عشرات الآلاف من الكيلو مترات‏,‏ والتي تحيط بالأرض إحاطة كاملة وكأنها صدع واحد متعرج يشبهه العلماء باللحام علي كرة التنس‏.‏......وكل واحد من ألواح الصخري للأرض له منشؤه الخاص به‏,‏ وبالتالي تختلف هذه الألواح في تركيبها الصخري والمعدني وفي متوسط كثافة مادتها وسمكها‏.‏‏ تكون كل واحد من ألواح الغلاف الصخري للأرض من الأنواع الرئيسية الثلاثة للصخور وهي‏:‏ الصخور النارية والرسوبية والمتحولة بتفرعاتها المختلفة‏,‏ والتي تشكل قطعا متجاورة في كل واحد من ألواح الغلاف الصخري للأرض‏,‏ تتباين فيما بينها في صفاتها الطبيعية والكيميائية وفي مظاهرها الخارجية‏,‏ وأشكالها علي سطح الأرض‏.‏ 

ما المراد  بالأرضيين السبع . الرأي الأول :. لم يتوصل العلماء لحد الآن إلى معرفة المراد من الآيات الواردة في عدد طبقات الأرض , يقولون إن الأرضيين السبع هو المماثلة في العدد ، كما يوجد سبع سماوات فأنه يوجد سبع أرضيين ، وقد أجمع بعض علماء التفسير من السنة والشيعة على ذلك ..

لكن { وقع الخلاف فيما بينهم في تحديد موقع الأرضيين السبع}وكيفية تشكلت، وقد طرحت عدة أقوال في المسألة أذكر بعضها : ورد في الدعاء  {اللهم رب لسماوات السبع والأرضيين السبع وما فيهن وما بينهن. الخ } فهل الأرض سبع طبقات .؟؟.  القول الأول :- انه سبع أرضيين طباقا ,  فوق بعض ، كالسماوات ، ويوجد في كل أرض مخلوقات خلقها الله  تعالى كما شاء ، وفوق تلك الأرضيين الـسبع توجـد الـسماوات  السبع. أي على شكل طبقات بعضها , يعني لكل ارض سماء .. وهذه لم تثبت ..!

القول الثاني :-قوله تعالى في سورة الطلاق -12- { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } فوق بعض ، لكن يوجد فوق كل أرض سماء فالأرض الأولى يوجـد  فوقها السماء الأولى ويوجد فوق السماء الأولى الأرض الثانية ويوجد فوقها ، وهكذا إلى السابعة .

القول الثالث :- سبع أرضيين والمراد الأقاليم السبع (القارات السبع) التي قسموا إليها المعمورة من سطح الأرض والتي يفرق بينها  البحار والمحيطات ...

هناك أراء كثيرة لا يستوجب الإطالة عندها لأنها كلها غير دقيقة , وهي مجرد اجتهاد من قبل المفسر او العالم الجيولوجي , ..راح بعضهم يمثل الكلمة مثل القول بالأرقام . فقالوا  ان استعمال السبع هو كاستعمال السبعين  بأنها  تدل على الكثرة ، وهذا يعني وجود أكثر من سبع سماوات ، .. هذا يعني إن هناك أكثر من سبع سماوات وأكثر من سبع أراضين ..ـــــــــــــــــــــــ

أذكر روايات لإخواننا السنة التي تـدل علـى وجـود الأرضيين السبع : 

١- عن ابن مسعود عن النبي(ص):{مـا السماوات السبع وما فيهن وما بينهن وما الأرضون السبع وما فيهن وما بينهن إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة } .ولا يفهم معنى هذا الحديث وليس فيه إجابة واضحة..

٢- قال الماوردي:.. سبع أرضيين بعضها فوق بعض تختص دعوة  الإسلام بأهل الأرض العليا ولا تلزم من في غيرها من الأرضيين .

قال قتادة : خلق سبع سماوات وسبع أرضيين في كل سماء مـن سمائه وأرض من أرضه خلق من خلقه .عن ابن عباس : إن الأرض سبع ، منبسطة ليس بعـضها فـوق  بعض . سبع سماوات ، وكانت الأرض كذلك ففتقناها سبع أرضيين ......................

 

 

{  قصة الخلق في سفر التكوين }.......... الخلق العام للأرض والبشر في سفر التكوين  ..

تشير قصة الخلق مصادر النصارى  في  سفر التكوين للرواية العبرية عن خلق السماوات والأرض في الإصحاحين {الأول والثاني من سفر التكوين أول أسفار الكتاب المقدس } .... النص .. 

 القصة الأولى – "أسبوع الخلق"

يعود التقسيم الحديث للكتاب المقدس إلى إصحاحات إلى سنة 1200 م تقريبا وتقسيمه إلى آيات إلى وقت لاحق. لذلك فالفصل بين الإصحاح الأول والثاني تقسيم لاحق. يعتقد بعض علماء الكتاب أن سفر التكوين يبدأ بقصتي خلق: الأولى من 1:1 إلى 2: 3 والثانية من 2: 4 ب إلى 2: 25 بينما تشكل 2: 4 أ وصلة بين القصتين. ويعتقد آخرون أن القصة الثانية استمرار للأولى. لان الكتاب وضع كما قلنا سنة 1200م. القصة الأولى – "أسبوع الخلق"..  تتألف قصة أسبوع الخلق من ثمانية أوامر إلهية نفذت في ستة أيام وتبعها يوم سابع للراحة: في البدء خلق الله السموات والأرض.. وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر{ مغمورة}  ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه ..فقال الله ليكن نور فكان نور. 

اليوم الأول: خلق الله النور وهذا أول أمر إلهي (ليكن نور). ثم فصل النور عن الظلمة فسمى "النهار" و"الليل".

اليوم الثاني: خلق الله الجلد وهذا ثاني أمر (ليكن جلد) ليفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. سمى الجلد "السماء".

اليوم الثالث: أمر الله المياه التي تحت السماء أن تجتمع في مكان واحد وأن تظهر اليابسة، وهذا الأمر الثالث. سمى "الأرض" و"البحر"، والأمر الرابع عندما أمر الأرض أن تنتج عشبا وبقلا وأشجار ثمر.

اليوم الرابع: خلق الله الأنوار أي الشمس والقمر في جلد السماء (الأمر الخامس) ليفصل النور عن الظلمة وتكون علامات للأيام والفصول والسنين.

اليوم الخامس: أمر الله البحار أن "تفيض بزحافات حية" وأن تطير الطيور في جلد السماء (الأمر السادس)، أي خلق الطيور ومخلوقات البحر وأمرها بالتكاثر.

اليوم السادس: أمر الله اليابسة أن تخرج مخلوقات حية (الأمر السابع)، أي خلق البهائم والوحوش والدبابات. ثم خلق الإنسان ذكرا وأنثى على صورته وشبهه (الأمر الثامن). وقال لهم "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض".[4]

اليوم السابع: بعد إكمال خلق السماوات والأرض "فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل".  هذه اراء النصارى في بدايات الخلق كما جاءت في كتبهم ....

 

 

 

 

عند المسلمين كيف خلقت الأرض ...؟

ما ورد عن القمي وعن الطبرسي ...عن الحسين بن خالد : قال: {قلت للإمام أبي الحسن الرضا(ع) ، أخبرني عن قـول الله  عز وجل {والسماء ذات الحُبك} فقال(ع) : هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه .  فقلت : كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول {رفع السماوات بغير عمد ترونها}  فقال(ع): سبحان الله ، أليس الله يقول {بغير عمد ترونها} قلت : بلى . قال(ع) : فثم عمد ولكن لا ترونه .... قلت : فكيف ذلك جعلني فداك . فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها ، فقال : هذه أرض الدنيا , والسماء الدنيا فوقها قبة والأرض الثانية فـوق الـسماء الـدنيا ، والسماء الثانية فوقها قبة والأرض الثالثة فـوق الـسماء الثانيـة ،والسماء الثالثة فوقها قبة والأرض الرابعة فـوق الـسماء الثالثـة ،والسماء الرابعة فوقها قبة والأرض الخامسة فوق السماء الرابعـة ،والسماء الخامسة فوقها قبة والأرض السادسة فوق السماء الخامسة ،والسماء السادسة فوقها قبة والأرض السابعة فوق السماء السادسة ،والسماء السابعة فوقها قبة وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء.. السابعة ، عز وجل{ للَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ }..  

ــــــــــــــــــــــ   عن أمير المؤمنين {ع} أنه صعد منبر الكوفة فقال: لا تسألوني عن آية في كتاب الله تعالى، ولا عن سنة عن رسول الله {ص} إلا أنبأتكم بذلك، فقام إليه ابن الكَوّاء فقال: يا أمير المؤمنين، ما معنى قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}؟ فقال {ع}: الذاريات هي الريح: قال له : {فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا}؟ قال : هي السحاب، قال له : {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا}؟ قال: السفن، قال له: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}؟ قال: الملائكة.

سورة  الذاريات .. من السور النازلة بمكة, ومعلوم أن كل السور التي نزلت بمكة تتحدث عن  الاعتقاد, التوحيد والمعاد, , ولهذا السورة تحدثت عن البعث والقيامة  وصحة وصدق ما جاء به النبي {ص}  وتحدثت عن جزاء المصدقين, وجزاء المكذبين, وما ينتظرهم بعد ذلك من عذاب الله تعالى ..

وقد أقسم الله تعالى في صدر السورة المباركة بهذه الأمور, الذاريات, والحاملات وقراً, والجاريات، والمقسمات، أربعة أشياء  اقسم بها على  صحة البعث والقيامة, الأشياء التي أقسم الله  بها عظيمة تدل على وحدانيته وربوبيته وعظمته, فالذاريات: الرياح, وهي لمن تأملها تدل على قدرة الله وعظيم تدبيره وتصريفه, ولا يمكن لأحد تصريف الرياح غيره ...

والرياح على أشكال ..منها ما يكون ليناً منعشا  لطيفاً تنعم به الأجسام .... ومنها ما يكون عنيفاً شديداً يدمر كل شيء, كما قال الله -عز وجل- عن الريح التي أرسلها على قوم عاد: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ}, وسماها بالريح العقيم, فهي لا تلقح السحاب ولا النبات, وإنما تستأصل حتى جعلتهم كأنهم أعجاز نخل خاوية, لا تبقي ولا تذر, ومنها ما يكون حاراً, ومنها ما يكون بارداً, ومنها ما له صوت {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} , ومنها ما لا صوت له, ومنها ما يهب من جهة المشرق وتسمى الصَّبا, ومنها ما يهب من جهة المغرب وهي الدَّبُور, ومن الجنوب، ومن الشمال, والنبي{ص} يقول: ((نصرت بالصَّبا وأهلكت عاد بالدَّبور), فمنها ما يأتي للنصر, وكما فعل الله -عز وجل- يوم الأحزاب حيث هزم المشركين الذين تجمعوا حول المدينة بالريح, ومنها ما يسوق السحاب, ومنها ما يلقحه, ومنها ما يلقح النبات, فهي أنواع كثيرة جداً, وهكذا {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} , هذا السحاب الذي نراه معلقاً بين السماء والأرض...

 صوره الله تعالى بالجبال {مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} , فهو آية عظيمة تسوقها الرياح ويصرفها الله , فتنزل حيث شاء الله, بالقدر الذي أراده الله -تبارك وتعالى- لا يزيد ولا ينقص, مقدر بقدر محدود في كل عام بنفس القدر, ولكن الله -عز وجل- يصرفه في كل عام بين المَحالّ وفق حكمته ... 

أما قول الإمام {ع}: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} يعني: الملائكة, منها ما هو موكل بالرزق, ومنها ما هو موكل بالعذاب, ومنها ما هو موكل بالوحي, والمطر والزرع وغيرها ومنها موكل بالموت والحياة ..

العرش عند الشيعة :........ما هو العرش وما معناه ...؟ 

الجواب :... العرش عندنا لا يخضع للتشبيه بعروش السلاطين , فهو مخلوق بشكل معين ولتقريب الصورة في أذهاننا أعطاه الله تعالى اسم العرش . ليس كما يتصور المشبهون أنّه مكان يجلس عليه الله تعالى ! او انه مقر مخصص لله تعالى , لأننا لو تصورنا هكذا يعني إننا أخرجنا الله من الإحاطة التامة بالكون ... ولكن العرش هو مكان منه يدار الكون بأمر الله تعالى ، فهو أشبه بـ ( مقر عمليات ) الكون . واليك بعض الأحاديث الشريفة التي تبين عقيدتنا في العرش :

روى الشيخ الصدوق  في كتاب التوحيد/316 ، قصة قدوم جاثليق إلى المدينة مع مائة من النصارى بعد قبض رسول الله {ص} ، وسؤاله أبا بكر عن مسائل عقائدية فكرية لم يجبه عنها ، ثمّ أرشده إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{ع} ، فسأله عنها فأجابه ،وضمن ما سأله  قال له : « أخبرني عن الرب أين هو وأين كان ؟ فقال علي عليه السلام : « لا يوصف الرب جل جلاله بمكان ، هو كما كان ، وكان كما هو ، لم يكن في مكان ، ولم يزل من مكان إلى مكان ، ولا أحاط به مكان ، بل كان لم يزل بلا حد ولا كيف » ، قال : صدقت ، فأخبرني عن الرب أفي الدنيا هو أو في الآخرة ؟ 

قال علي عليه السلام :«  لم يزل ربنا قبل الدنيا ، ولا يزال أبداً ، هو مدبّر الدنيا ، وعالم بالآخرة ، فأمّا أن يحيط به الدنيا والآخرة فلا ، ولكن يعلم ما في الدنيا والآخرة » . قال : صدقت يرحمك الله ، ثمّ قال : أخبرني عن ربك أيَحمل أو يُحمل ؟, فقال علي{ع} : « إن ربنا جل جلاله يَحمل ولا يُحمل » . قال النصراني : فكيف ذاك ونحن نجد في القرآن: { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}(الحاقة/17).

 فقال علي عليه السلام : « إنّ الملائكة تحمل العرش ، وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبّر ، وربك عز وجل مالكه ، لا أنّه عليه ككون الشيء على الشيء ، وأمر الملائكة بحمله ، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه » . قال النصراني : صدقت رحمك الله ... إلى آخر الحديث».  عن الإمام الصادق {ع} سئل عن قوله تعالى :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طه/5). فقال : « استوى من كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء" { معنى الشيْ هو المقدار } ...يقال للشيْ هو" كلّ ما له ماهيّة ما سواء كان خارج النفس , أو كان متصوّرا على أيّ جهة كان، إذا قلنا «هذا شي‏ء» فإنّا نعني به ما له ماهيّة معينة ..)   إنا كل شيء خلقناه بقدر ) أي : ما خلقناه فمقدور ومكتوب في اللوح المحفوظ ، قال الحسن : قدر الله لكل شيء من خلقه قدره الذي ينبغي له ....

عن داود الرقي ، قال :  « سألت أبا عبد الله {ع} عن قوله تعالى : {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}(هود/7). فقال لي : « ما يقولون في ذلك ؟ » . قلت : يقولون إنّ العرش كان على الماء والرب فوقه ، فقال : « كذبوا ، من زعم هذا فقد صير الله محمولاً ، ووصفه بصفة المخلوقين ، ذلك أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه » . قلت : بيّن لي جعلت فداك ، فقال : « إنّ الله عز وجل حمل علمه ودينه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر ، فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم : من ربكم ؟ ! فكان أوّل من نطق رسول الله{ص} وأمير المؤمنين {ع} والأئمة صلوات الله عليهم ، فقالوا : أنت ربنا ، فحملهم العلم والدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون . ثمّ قيل لبني آدم : أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا : نعم ربنا أقررنا ، فقال للملائكة : اشهدوا . فقالت الملائكة شهدنا على أن لا  يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين ... يا داود ! ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق » .

 باب معنى قول الله عز وجل: { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}(البقرة/255). قال : « سألت الصادق {ع}عن قوله تعالى:{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}(البقرة/255). قال : علمه » . وفي حديث آخر  { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} فقال : « السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي ، والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره » .ثم قال : يا فضيل ! السماوات والأرض وكل شيء في الكرسي» .

يقول زرارة :..« سألت أبا عبد الله{ع} عن قول الله عز وجل : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} السماوات والأرض وسعن الكرسي ، أم الكرسي وسع السماوات والأرض ؟ فقال : بل الكرسي وسع السماوات والأرض والعرش ، وكل شيء في الكرسي».ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما هو الكرسي وما معناه ...؟  عند علماء السنة .... رأي المذاهب الأربعة :...

يقولون هو مكان إثبات القدمين لله تعالى , وقد جاءت بذلك الأحاديث عندهم ,  روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي {ص} قال:  اختصمت الجنة والنار إلى ربها، فقالت الجنة: رب ما لي لا يدخلني  إلا ضعفاء الناس، وقالت النار: أوريت بالمتكبرين, يعني أججت بهم فقال الله للجنة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي، أصيب بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما الجنة فإن الله لا يظلم أحداً، ومن ينتهي إلى النار فيلقون فيها، فتقول: هل من مزيد؟ ثلاثاً حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض وتقول: قط قط ثلاثاً ... ثم يقول مدير الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء في السعودية :.."لا يلزم إثبات القدمين لله تعالى التجسيم، ولا التشبيه، فهو سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل في أسمائه ولا في صفاته. .... ويقول :... أهل السنة والجماعة يثبتون القدمين لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته ، وهما ليستا جارحتين ولا يقال ذلك خلافاً للمشبهة، ويثبتونها له عز وجل من غير تعطيل خلافاً للجهمية المعطلة ..اذن الكرسي مو موضع قدمين الله تعالى .. ولكن بدون تجسيم ولا تشبيه ...!!. 

 

 عند الشيعة ما هو معنى الكرسي.؟: 

يقول الشيعة كلمة كرسي تطلق على كّل شيء متجّمع ومترابط٬ ولهذا يطلق على المقعد الواطئ المتعارف عليه للجلوس٬ ويقابله «العرش» الذي يعني السقف٬ أو الشيء ذا السقف٬ أو الكرسي ذا القوائم المرتفعة٬ ولّما كان الأستاذ يجلس على كرسي أثناء التدريس٬ فقد انتقل اسم «الكرسي» ليدّل على العلم٬ وقد يستعمل رمزاً للسلطة والسيطرة أو يكون  كناية عن الحكومة والحكم...

 في هذه الآية نقرأ عن الكرسّي أنّه يسع السماوات والأرض٬ وعليه فيمكن أن يكون للكرسّي عّدة معان: أ) منطقة نفوذ الحكم : أي أّن حكم الله نافذ في السماوات والأرض وأّن منطقة نفوذه تشمل كّل مكان٬ يشمل عالم الماّدة برّمته٬ بما فيه من أرض ونجوم ومجّرات وبحار ومحيطات ..

بهذا يشمل العرش { عالم الأرواح والملائكة وما وراء الطبيعة} ٬ وهذا يكون بالطبع إذا وضع الكرسي في قبال العرش بحيث يعني الأّول «عالم الماّدة والطبيعة» ويعني الثاني «عالم ما وراء الطبيعة». وللعرش معان أخرى ..  يقول الشيخ علي  الكوراني :" ان العرش هو مكان الملائكة الذين ينفذون امر الله تعالى , أي الملائكة الكبار .. مثل غرفة عمليات .. ولم يذكر في قبال الكرسي٬فانه الوجود كله ..هو بمعنى عالم الوجود كلّه. ومنطقة نفوذ العلم : أي أّن علم الله يحيط جميع السماوات والأرض وأّن ما من شيء يخرج عن منطقة نفوذ علمه٬ لأّن الكرسي ـ كما قلنا ـ قد يكون كناية عن العلم٬ وهناك أحاديث كثيرة تعتمد هذا المعنى٬ جاء عن الصادق {ع}  عن معنى (وسع كرسيّه السماوات والأرض) قال: هو العلم , وهو  شيء أوسع من السماوات والأرض كلّها بحيث إنّه يحيط بها من كّل جانب ...

ــــــــــــــــــــــ  لذلك لا نستغرب إخفاء قبر فاطمة الزهراء {ع} وما جاء في أحاديث عنها إنها حبيبة الله تعالى { يرضى لرضاها ويغضب لغضبها }عن الصادق {ع} قال:قال جابر لأبي جعفرالباقر{ع} : 

جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك .قال الباقر {ع} حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله(ص)قال:إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور فيكون منبري أعلى منابرهم ، ثم يقول الله :يا محمد أخطب ، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها .ثم ينصب للأوصياء منابر من نور وينصب لعلي {ع} منبرا من نور فيكون منبره أعلى منابرهم ، ثم يقول الله : يا علي أخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها .

ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لابني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبر من نور،ثم يقال لهما: أخطبا ، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما .

ثم ينادي المنادي وهو جبرائيل{ع} :أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم ؟ أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا ؟ ....  فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى :يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم ؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين:لله الواحد القهار ، فيقول الله تعالى :يا أهل الجمع إني قد  جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة ، يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة . فيأتيها جبرائيل بناقة من نوق الجنة عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها الملائكة فيسيرون على يمينها وشمالها ..

فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت:فيقول الله:يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي؟ فتقول:يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم فيقول الله: يا  بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لاحد من ذريتك خذي بيده فادخليه الجنة . قال أبو جعفر(عليه السلام):والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطيرالحب الجيد من الحب الردئ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة ..  يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل : يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ، فيقولون : يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا  في مثل هذا اليوم ،

فيقول الله :يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة،انظروا من سقاكم شربة في حب  فاطمة،انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنة ....

ثم يتقدم جبرائيل يطلب منها ان تتقدم بظليمتها , فتخرج أدلة وفاء أم البنين ... تخرج كفي أبي الفضل العباس , هذا وفاء لام البنين وموقفها مع حبيبها الحسين ... لما رجعت العائلة وصلت دار الحسين ونادت افتحوا الباب أنا .. أنا الثاكلة!! أنا المفجوعة بابناءها .. أنا أم البنين .. قامت أليها زينب لاستقبالها  

الحمد لله رب العالمين 

24-2-2015


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/25



كتابة تعليق لموضوع : مجلس حسيني – التفاضل في المخلوقات – السماوات الأرض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net