صفحة الكاتب : علي الزاغيني

الطب رسالة بين الانسانية والجشع
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اللهم لا تسلط علينا لا حاكم و لاحكيم 
التعامل مع الانسان يختلف جذريا مع التعامل مع باقي الكائنات الحية  لما للانسان من خصوصية وعقل يدرك تجعله مدرك  لكل  الامور ولما ميزه الله بالكمال والعقل اضافة الى الحواس الاخرى  التي تميزه عن جميع المخلوقات الاخرى , بكل تاكيد ان العقل الانساني مختلف من شخص لاخر  ولكن هل  استغل الانسان عقله بخدمة البشرية  ام  سخر عقليته لامور جانبية الغاية منها التخريب والقتل   بصناعته للاسلحة وغيرها  التي تفتك بالبشرية .
عندما نتحدث عن العقل الانساني  لا يمكن ان  ننسى الطب  والاطباء وما قدموه للبشرية جمعاء من خدمة انسانية  لا يمكن ان نتجاهلها ولا يمكننا ان نتغاضى عنها ولكن  عندما تتحول المهنة الانسانية  الى جشع وطمع وتجارة باارواح البشر  لم تبقى هيبة  للطب والاطباء    وتكون مجرد تجارة لكسب المال وتجارة باعضاء البشر  بعيدا عن كل الاخلاق والرحمة  والقيم السماوية   ويتناسى من اقسم بعد تخرجه على العمل بشرف  واخلاص   تحت كل الظروف  من  اجل الحفاظ على حياة  الناس   ومنحهم الامل بعد ان تسلل الياس اليهم جراء المرض  مع كل هذا  لم  يهتم سوى بالمال  وكيفية يناء مجده مهما كانت النتائج  التي قد تحصل للمرضى  وما يعانوه من  عوز مالي قد يضطر قسم منهم الى  طلب المعونة وبيع الاثاث من اجل انقاذ المريض مهما كلف الامر.
قد  لا يخفى على الجميع ما يتعرض له  المريض من مضايقات وعمليات ابتزاز  من قبل البعض من الاطباء وسماسرتهم بطرق شتى من اجل الفات نظره من المستشفيات الحكومة الى العيادات الخاصة ومن ثم الى المستشفيات الاهلية  وان كان الامر لا يتطلب كل هذا العناء من اجل كسب المال وارهاق كاهل المواطن  وكما لا يخفى ان البعض من الاطباء يتعاملون مع صيدليات ومختبرات وعيادات اشعة   وسونار  بعد الاتفاق على نسبة معينة  يتقاضاها  منهم  علما ان هذه الخدمات الطبية المذكورة متوفرة بالمستشفيات الحكومية وبنفس الكادر الذي يعمل مساءا   في العيادات  الخاصة  والمستشفيات الاهلية  وربما بنفس الكفاءة  مع تغير بسيط  باسلوب التعامل  والانتظار حتى تكون هناك حركة للمراجعة معهم وان كان الامر  لا يتعدى سوى المجاملة على حساب صحة المريض وما ينفقه من اموال من اجل  سلامته .
المواطن دائما  ما يبحث عن العلاج  السريع والتشخيص الصحيح لحالته المرضية  لذا نجده يسال اكثر من شخص عن طبيب او مستشفى اهلي  حتى يطمئن قبل اجراء  اي فحوصات طبية او عملية تداخل جراحي و هذه ناتجة عن قلة الثقة بالمستشفيات الحكومية  وما غرسه البعض من الاطباء وكادرهم الصحي وحتى الاداري  بالخدمة  المجانية  التي تقدمها المستشفيات الحكومية  وعدم انتظام والتزام اطباء الخفر في صالات الطوارئ   وقلة خبرتهم  بالعمل  وهذا ما يولد اخطاء طبية قاتلة  قد تؤدي الى تضاعف الحالة لدى المريض او الوفاة  في بعض الاحيان , وهذا كله يقلل الثقة بمراجعة المستشفيات الحكومية وحتى الاهلية منها ويلجا المريض للسفر  الى خارج العراق للعلاج  مهما كانت النتائج والتكاليف التي تترتب على سفره .
على الحكومة يقع  دور كبير في  التاثير على حياة المريض  وتقليل المراجعات للمستشفيات الاهلية  من خلال توفير خدمة طبية  واطباء اكفاء وكذلك توفير كافة الادوية والمستلزمات  الطبية  والعمل على بناء مستشفيات اكثر تطورا وبما يوازي  المستشفيات العالمية وادخال الكادر الطبي والصحي بدورات  تطويرية داخل وخارج العراق من اجل تطوير كفائتهم ومهاراتهم  والاستعانة بالخبرات العراقية  المهاجرة وان كان بشكل مؤقت . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/27



كتابة تعليق لموضوع : الطب رسالة بين الانسانية والجشع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net