ملحمة قبل الملحمة
كاظم الحسيني الذبحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أزف زمن وقوع الواقعة !!
تسيل الدماء وتتجمّد على سيقان النخيل في جزائر البحر الحزينة ، فيبكي الأطفال بكاءً متصلاً لم ينقطع بعد أن سقى خليفتهم آبائهم عسل الموت الزؤام منذ عشرات السنين،فتستغيث الأرض من رائحة الموت الذي يحل في أرجاء العالم !!!!
إذا وقعت الواقعة في أرض اغتصبها أولاد العلج الأكبر،فيقوم العلج المشؤوم بسحق رؤوس مناوئيه بعد سقوط الحائط ، ويمكث على منبره خمسة شهور، وفي ذلك أمارةٌ لأهل مشرق منبره أن سوف يطالبهم العلج بالثأر وإضرام النار في مساكنهم في قادم الأسابيع ،فيسير إليهم سيراً حثيثاً ومعه تجار الأحذية ليذبح أبناء السبايا ..
تقع بعد ذلك الوقعة العظيمة على حافتي النهر العذب حينما تنحسر مياهه ،فيخطف أبصار المتصارعين الكبار الملفـّعين بعباءة السلام ،بريقاً كان مخبئاً !!
تزدحم الصقور والغربان تنهش الجـِيَف الملقاة على حافتي الموت الأحمر الذي تتكسر عنده سيوفهم التي أعدوها في الليل البهيم !
يأمر العلج المشؤوم بحرق قلوب البلدات جنوب دجلة ودجيل..
تسير الجموع صوب الجنوب فارين من العلج وجنده الأوغاد ،فتثمر عدن وتخرج من أرضها زهرة يفوح أريجها في الآفاق ،فيخاف منه العلج المشوم والنار تضطرم من نخيلة كوفان في أرض الصالحين ..
يعمد المبرقع ببرقع النور إلى إشعال الشموع ليزيح الظلام عن أمام العلج وجنده الأوغاد يذبحوا الأحلاس المرتابون في زمن النهوض ،فتكثر القتلى ،وتنتشر الجثث في الطرقات ،ويتقاذف العلوج رؤوسهم ،فتبكي الثكالى بأرض الدماء والسبي !!
يجوب العلج في طرقات المدينة المحطمة ،فيحترق قلب الفتى العربي الصبيح المحيا ،لكنَّ الحسيني يسبقه بقوس يحمله بيده اليمنى ،فيقتفي الأوغاد أثر الجموع الفارّين صوب الجنوب بعد هلاك الطاغية اللوّاط ،فرعون الصحراء الكبيرة ،فيظفر بهم في المدينة الطيبة فيقتل الزاكي الزكي ويسبي نساءها ،فيهرب الفارّون إلى أم البلدات فيسير الأوغاد ليقعوا في مصيدة الرب ويجيء من ورائهم صاحب القلنسوة السوداء ومعه طلائع الفتى الصبيح المحيا يكفف دموع الثكالى في أرض السبي والبكاء،فيأذن وقت الانتقام ،وتشرق الأرض بصبح جديد لم يعرفه أهل الأرض من قبل!!
هبُّوا إلى أرض الميعاد بعد وقوع الملحمة الغربية الصماء ،فلا تشكوا بما رأيتموه  في أعين قلوبكم ،وكونوا على حذر!! 
ا/4/2011

الموضوع السابق محاولات الاصلاح

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat