صفحة الكاتب : باقر العراقي

هل تبحثون عن قائد؟
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


تختلف المعارك باختلاف أزمانها وقادتها وتغير خططها وتطور أسلحتها سواء على المستوى المادي او المعنوي  وتبعا للظروف التي تمر بها البلاد، فمثلا كانت وسائلها السيف والخيل، ثم تطورت إلى ما هو عليه الآن، من دبابات وطائرات وغيرها، لكن يبقي عنصر القيادة هو من يتحكم بمصير الشعوب وحروبها.
لو أعدنا ذاكرتنا قسرا وقهرا، إلى ذلك اليوم المشؤوم، العاشر من حزيران، وما تلاها من تلاطم الأحداث وتفاقمها، وانهيار المنظومة الأمنية، وانشغال المسؤولين المعنيين بحالهم المخزي، فبدلا من يبحثوا عن حلول، أخذوا يتهمون جنودهم بالتسرب، أو يتهمون بعضهم البعض الآخر بالخيانة، وهنا لا يمكننا رفع المسؤولية عن أي أحد، وابتداءا من القائد العام للقوات المسلحة.
لأننا لو لم نضع اللوم على القيادة، نضرب بكل القوانين المنطقية العسكرية والسياسية عرض الحائط، ونتجه بأنفسنا للدفاع عمن يُتهمون ببيع العراق، وكانت السبب الرئيس في تفتيت المنظومة الأمنية والعسكرية بل وحتى الاجتماعية، وما رافقها من قتل وتهجير وتشريد وسبي وتصليب، وتخريب للبنى التحتية، وسرقة وتجريف ما تبقى من الآثار.
لكن اليوم تغير الحال، بفضل القيادة الحكيمة لمرجعية السيد السيستاني، ومن لبى نداءها من القادة الشجعان، وأبناء العراق البررة، فتغيرت قواعد اللعبة، واُستعيدت العقيدة الوطنية، التي سرقت من قبل القادة الفاسدين السابقين، وأصبح الجندي الضحية، يعود للمعركة ويرد الصاع صاعين لداعش.
الأمر الحاسم الآخر، هو الحضور الميداني لرموز دينية وطنية  لمناطق القتال، وخاصة في وقت احتدام معركة صلاح الدين الأخيرة، حيث ذكر الخبير العسكري وفيق السامرائي، بأن حضور القادة، وخاصة السيد عمار الحكيم لخطوط التماس مع العدو، أعطى دفعا عظيما للقادة الميدانيين وجنودهم، للتضحية والثبات، وجعل العدو يلوذ بنفسه، من هول الصدمة التي سببتها له، المعنويات المرتفعة للقوات المشتركة.
 القول الفصل في المعارك، للقائد الشجاع، والمتعقل بعقال الحكمة، الذي يبحث عن أسباب النصر، لا لتبرير الهزيمة، فمن يتحصن بأسواره وحماياته، ومطلقا لسانه وأذنابه لتسقيط الآخرين، لا يأتي منه الا السوء.
يبقى رهاننا وأملنا، على قائد يقف مع الجيش والحشد الشعبي قلبا وقالبا، ليكون رمزا وطنيا حكيما معتدلا، يلتف الجميع حوله وقت الملمات، وشجرة مثمرة يُستظل بها عند قائظ الأيام، وخيمة يجتمعون فيها، وقت الشدائد وعند اختلاف الآراء.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/18



كتابة تعليق لموضوع : هل تبحثون عن قائد؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net