الخير حالة مأزومة , لا يُرضي حاجات الغرائز الكامنة في الأعماق البشرية , التي لا تطيق هيمنة النفس العلياء والمطمئنة إلا فيما شذ وندر.
فالغالب على البشر أنهم محكومون بالنفس الأمّارة بالسوء , والتي حاولت العقائد والرسالات الأرضية وغيرها أن تنتصر عليها , وما تمكنت إلا بدرجات نسبية متفاوتة.
فهذه النفس هي التي تسود وتنتصر في معظم الأحيان , وتسخّر العقل لتسويغ شرورها وفظائعها وخطاياها وآثامها.
وحالما تقرن سلوكها البشع بالدين , فأنها تستعبد البشر وتستخدمه لغاياتها وأهدافها , أي أنها تمتلك قدرات المخادعة والتضليل وتحريف الرؤى والتصورات.
فهي طاقة تخريبية متأججة في الأعماق , ولابمكن لجمها إلا بجهد عظيم , ولهذا فأن التفاعلات الدامية لا تنتهي والحروب على أشدها كلما إزداد عدد الناس.
وما يدور اليوم في واقع الحياة , أن هذه النفس قد كشّرت عن أنيابها , ووظّفت الأدمغة والعواطف والمشاعر والمعتقدات لتسويغ ما تقوم به وتراه , وتَقدِم عليه من إجراءات وتداخلات ذات مطامع وشنائع وجرائم بحق الوجود الأرضي بأسره.
ومن عجائب هذه النفس أنها تحفز في الآخرين قدرات تساهم في إستلطاف سلوكها , وإنتشاره ووصوله إلى كل مكان.
فالنفس الأمّارة بالسوء تستنهض السوء البشري , وتلهب طاقاته وتجعله متناميا ومؤثرا ومدويا في الأصقاع.
وما يدور في هذا المكان أو ذاك , إنما يشير إلى إنفلات هذه النفس من عِقالها , وإنهيار طبقات النفس الأخرى وإندحارها في زوايا الأعماق , التي حوّلتها إلى أسيرة مصفدة بإرادة السوء والشرور!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat