اردوغان هل سيتخوزق كما القذافي او سيصطاد من الحفرة كصدام حسين ؟
احمد طابور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد طابور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن اردوغان صنيع المصادفة او انفلات من عقال الصدفة بل هو كان احد تلاميذ السلطة الاسلامية النامية التي اعتلت سدة الحكم في تركيا ، وذلك من خلال نجم الدين أربكان( توفي في عام ٢٠١١) والذي إطاحته السلطة العسكرية التي كان لها القول الفصل في قيادة دفة المركب التركي بعد انفتاحه على العالم الاسلامي وبالتحديد العربي .الا ان حزبه حزب الرفاه استطاع مرة اخرى بقيادة تلميذه اردوغان والذي أَنشق عنه وكون حزب العدالة والتنمية لاستلام السلطة العلمانية التعددية في تركيا والعين تنظر في الأفق لمسك مقابض الحكم بيد من حديد والتحول للدكتاتورية الأردوغانية التي تعيد امجاد الخلافة العصملية المبنية على دكتاتورية الحاكم الاسلامي .
في فديو لنجم الدين أربكان قال بان أميركا وإسرائيل عرضت عليه المشاركة في تقسيم الدول العربية الى دويلات مبنية على العرق والطائفة وهو قد رفض هذا العرض الا ان تلميذ له لم يسمه قد وافق على هذا العرض وكل الأدلة تشير بان هذا التلميذ هو اردوغان لا غيره .
خطوات اردوغان نحو السلطة
لم يكن حاكم اسطنبول اردوغان المنحدر من عائلة فقيرة ببعيد عن كل التطورات والتحزبات والتمفصلات السياسية في تركيا والعالم وخصوصا الدور الذي سيلعبه ليتحول الى سيد مطلق كأجداده العثمانيين فقام بعدة خطوات لتحقيق هدفه اهمها التحالف مع الجماعة الدينية القوية والمسماة بالنورسية وهي جماعة (سعيد النورسي) التي تملك الاف المدارس والبعثات الاسلامية في تركيا وشتى اصقاع العالم وكانت له خير سند وقاعدة . الخطوة الاخرى الانفتاح على العرب وذلك من خلال تحريك العواطف المستندة على قواسم مشتركة اهما الدين والطائفة فكان ان قام كما يشاع بالتنسيق مع المخابرات التركية بإرسال قافلة مساعدات كان يعرف بحتمية ضربها من قبل الاسرائليين ليستغلها كورقة تقرب الى العرب التي تدغدغ مشاعرهم مثل تلك المناورات ولجملة واحدة في مؤتمر دافوس بوجه الاسرائيلي شمعون بيريس وإنكليزية ركيكة ( ون مينيت) وبالتركيزعلى " انتم تقتلون الناس الأبرياء" استطاع بهذا الموقف المدروس ان يفتح أبواب تركيا للاموال العربية وبالأخص الخليجية منها مستندا على الجدران الطائفية التي طفت بقوة مؤخراً على السطح، لان ايران ومنذ سنين لها موقف ثابت ومتحدٍ في القضية الفلسطينية من خلال جمعة القدس السنوية في اخر جمعة من رمضان وكذلك الدعم اللوجستي والمادي الواضح والصريح للفلسطينين وقضيتهم الا ان بابها لم يطرق ولا من عربي واحد من الذين هرعوا وارتموا بحضن اردوغان بعد حركته التي قام بها . ومن الخطوات الاخرى هي ان القانون التركي لايسمح بالترشيح لرئاسة الوزراء من كان عليه حكما وأردوغان كان محكوما بحكم قضائي في تركيا لتهجمه على تركيا العلمانية الا انه استطاع الترشيح ،وذلك من خلال الاستقالة التي قام بها الرجل القوي في الحزب المعارض حزب الشعب الجمهوري (دنييز بايقال )اثر فضيحة الفديو الذي صور له وهو يمارس الجنس مع امرأة ، بعدها تراس الحزب المعارض الرجل الضعيف( كليجدار اوغلو )والذي لم يلوح لأردوغان بقضية محكوميته وبالتالي اصبح اردوغان رئيسا لوزراء تركيا العلمانية رافعا لواء الاسلام والقومية التركية .
تصفية البيت التركي الداخلي
بعد ان بدا الاقتصاد التركي بالانتعاش قام اردوغان والتي أصبحت خيوطه كلها بيد اردوغان بتصفية البيت التركي الداخلي ليخلوا له الملعب فقص جناح العسكر وروضهم بعدما كانت لهم الكلمة الفصل أصبحوا تابعين لما يملى عليهم من قبل اردوغان وذلك من خلال فبركة قضية لرؤوسهم بالتخطيط لقلب نظام الحكم وزجهم في السجون التركية . التفت الى أصدقاءه ومسانديه النورسية فبدا ان يقصيهم من المناقصات والمقاولات التي أصبحت كلها بيد اردوغان وكذلك التسقيط الاعلامي من خلال الشماعة العاطفية والتي تربط تلك الجماعة بإسرائيل واميركا والتي كما هو ديدن تلك الشعوب المغيبة والجاهلة تصدق ما يميله عليها قبطان المرحلة وفعلا آلت الى السقوط ولا تزال سائرة نحو النهاية فيما نجم اردوغان يلمع في سماء تركيا كديكتاتور قادم لا محالة رغم ان النورسيين ونتيجة لمدارسهم المنتشرة ووصول تلاميذهم الى مناصب مهمة في الدولة التركية ورغم تسريب مكالمة اردوغان لابنه وهو يوصيه بضرورة اخراج ال ١٥٠ مليون يورو من المنزل وكذلك تسليط الاعلام على فساده المالي الا ان اردوغان استطاع الصمود وذلك من خلال تحريك العاطفة وذر الرماد في العيون وإظهار ما قدمه من بناء وإعمار لتركيا وعلى الرغم ايضا بان هذا الأعمار يعتمد على بيع تركيا للمستثمرين ، وحال لسان الشارع التركي الذي جُهّاله اكثر بكثير من مثقفيه يقول دعه يسرق دعه يحلم ما دام انه يعمل لتركيا وعمله واضح للعيان .
اردوغان وازدواجية التعامل
قام اردوغان بحملته المعروفة ومساعدته الواضحة للمسلحين الذين حملوا السلاح في سوريا ضد حاكمها بشار الأسد متحججا بالدكتاتورية وفي نفس الوقت يستقبل حكام العرب وتحديدا الخليجيين بالاحضان وكانهم مولودون من رحم الديمقراطية وحقوق الانسان .قام ايضا بضرب النورسيين بحجة عمالتهم لإسرائيل وأمريكا وهو لحد هذه اللحظة لم يرفض طلبا أمريكيا ولم يغلق السفارة الإسرائيلية بل لم يحتج لديها ولا لمرة واحدة .
اردوغان وكركوك
ضمن خطاباته المستمرة كان اردوغان يؤكد على ان كركوك للتركمان وهذا خط احمر لايمكن المساس به ، الا انه ما ان تم الاتفاق مع حكومة كردستان العراق بموضوعة النفط لم يبالِ بعد ان ضم اقليم كردستان كركوك كأحد محافظاته وجعلها الأهم في مفاوضاته مع حكومة المركز في العراق ولم يحرك - اي اردوغان - ساكنا بذلك ، رغم ان معظم تركمان كركوك موافقون على الانضمام لحكومة اقليم كردستان الا ان هذا لا ينفي براغماتية الخطاب الاردوغاني .
الدستور التركي
يحدد الدستور التركي رئاسة الوزاراء لمرتين فقط ولمدة اربع سنوات عن كل مرة ورئيس الوزراء هو الحاكم التنفيذي الفعلي لتركيا والرئيس بروتوكولي فقط ، فبعد انتهاء الفترتين لم يكن من بد لاوردوغان الا الانصياع وعلى مضض لما ينصه الدستور التركي لانه لم يمتلك القوة الكافية لتغير الدستور لصالحه فجاء (بداود اوغلو) البيدق الذي يحركه كيفما يشاء لا كما تناقل اعلامنا مؤخراً بوقوع شرخ بين اوغلو وأردوغان وهذا ما يتمناه اعلامنا فصدقه ، فالاختلاف وقع بجزئية بسيطة حول التفاوض مع أكراد تركيا فقد كان اردوغان رافضا لتكوين مجموعة مقترحة من الممثلين والفنانين للتفاوض مع كورد تركيا، هذه هي تفصيلة الخلاف البسيطة .
في شهر حزيران القادم ستتم الانتخابات البرلمانية وسيفوز اردوغان وحزبه باغلبية مطلقة وسيقوم بتغير الدستور ليكون نظام الحكم رئاسيا ولمدة ٥+٥ سنوات ، وسيكون اردوغان هو الرئيس وسيحقق حلمه ببناء اللبنة الاولى للدكتاتورية الأردوغانية الاسلامية على طريقة اجداده العثمانيين ، وبذلك اطلق أردوغان طلقة الرحمة على تركيا الديمقراطية وبالتالي سيربح اردوغان وستخسر تركيا الكثير .وربما حينها اسوة بكل الدكتاتوريات ستنفجر ثورة وسيهرب ، فإما ان يتخوزق كالقذافي او سيصطاد من حفرة كصدام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat