صفحة الكاتب : احمد كاطع البهادلي

زواج القاصرات جريمة لا تغتفر
احمد كاطع البهادلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(منار) فتاة تبلغ من العمر ثلاثة عشر ربيعاً، وهي أم لطفلين الكبير عمره سنتان والصغير لم يبلغ السنة لحد الآن, تزوجت من رجل ثري يكبرها باثنين وثلاثين عاماً !!! كان قد وعد أهلها بأن يسجل أحدى دوره باسم أبيها كمهر للعروس، إذا وافقوا على زواجه من ابنتهم منار, وبعد التي والتيا وافقت بعد إقناع الأهل لها وضغطهم وإصرارهم على الموافقة, فبعد ذلك تمت إجراءات الزواج واكتملت على عجالة، وتزوجت منار وكانت الليلة الأولى هي أصعب ليلة في حياتها؛ كونها الليلة الوحيدة التي تبات فيها منار خارج المنزل ولأول مرة، وكذلك مفارقتها للعبها وإخوتهاوبعدها عن  حضن أمها المغموس بالهمز! وحنان أبيها المغطى باللمز! لكن وكما يعبرون "ما باليد حيلة" إذ إنهم أهلها , فكان زوجها في تلك الليلة كالوحش معها لم يراعي صغر سنها وطفولتها وخوفها الشديد، بل على العكس كان كالذئب الكاسر معها أخذها إلى السرير رغم صراخها وبكائها وتوسلها به، وانحنائها لقدميه تقبل تارة يمناه وتارة أخرى يسراه، لكن لم يعبأ بتوسلاتها، ولم يلتفت لصغر سنها كان همه إشباع غريزته الحيوانية معها, كان فضاً غليظا جلفاً شرساً، فلما قضى منها وطره وتركها بعد انقضاء نزوته كالكلبة النافقة تلملم جراحاتها وأوجاعها لوحدها فتارة تمسح دموعها، وأخرى تحاول فيها مسح دماءها، فأظلمت الدنيا بوجهها وأخذت تلك الليلة تبكي وتنحب نحيب الأطفال تلك القاصر, التي لم ترَ في حياتها من طفولتها شيئاً، ولم يكن لها أدنى فكرة عن الزواج، فكانت ضحية أبوين جشعين لم يعبأ لابنتهم، ولم يعيرا لها أي أهمية سوى أنهم باعوها في سوق النخاسة كالجواري والعبيد! 
بيت القصيد في الموضوع، إن منار لديها طفلين وهي طفلة تحنُّ لعرائسها ولطفولتها وللعبها مع أنها أم لطفلين, من يقول: إن الشرع جوَّز لنا، فإني اتفق معه ولكن أوَليس الشرع طلب أن نراعي الزمان والمكان والحدث، أوَليس الشرع طلب أن تستأذن البنت في الزواج، أوَليس الشرع أوصى بأن لا يكون الفرق واسعاً بين الزوجين، وثم ان البنت في هذه الفترة من العمر تحديداً لم تنضج  ولم تبلغ مبلغ النساء، وهل يا ترى الفتاة في هذا العمر سيكون جهازها التناسلي مهيأً ورحمها للزواج وللحمل أيضا !!! ألف علامة من علامات التعجب عن هذا الصنيع والعمل، أرجو أن أجد الإجابة وأرجو أن ننحي الدين والتراث من رؤوسنا عند مناقشتنا لهذا العمل وبلا تعصب أو جهوية في طرح الموضوع أو مناقشته، فالمهم هو أن نستخلص لرأي نحفظ فيه الطفولة من هذه النزعة الحيوانية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد كاطع البهادلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/30



كتابة تعليق لموضوع : زواج القاصرات جريمة لا تغتفر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net