هل الصحفيون منقادون للسياسيين أم بالعكس ..؟؟
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثيرة هي الصفات والنعوت التي تتمتع بها الصحافة والصحفيون , فقيل أن الصحافة هي السلطة الرابعة , وقيل أن الصحافة لسان الشعب , وقيل أن الصحافة جهاز رقابة مستديم , وقيل وقيل ..... الخ , وان الصحفيين يمتلكون التأثير المباشر على عقول وأفكار المواطنين , وإنهم جحافل تنادي بالحق والحقيقية وهم يمارسون دورا فاعلا بإماطة اللثام عن كل ما هو مركون في الزوايا , ومغطى بأغطية التستر , والذي أريد قوله أن الصحفيين الاصلاء الأمناء الذين يمتلكون منظومة من الأصالة والنقاء والترفع والنزاهة والصدق والصراحة والموضوعية يشكلون جبهة متراصة وواعية وناطقة باسم الشعب , ومعبرة عما يختلج في صدره وفكره من حقائق وطموحات ومردودات , وان الصحفيين والاعلاميين الذين لا يبيعون أنفسهم للسلطان الجائر مهما كان وبأي ثمن يكون , هم القادة الحقيقيون للجماهير , ويمتلكون استقلالية متميزة تجعلهم في منأى عن التبعية والذيلية لأي قائد متعسف وظالم أو مسؤول متسلط . فالصحفيون الذين يمتلكون كل الشروط الذاتية والموضوعية للعمل الصحفي لا ينقادون للسياسيين المدانين , ولا ولن يكونوا أبواقا لهم , ولا يحرقون البخور في مجامرهم , ولا يزوقون ولا ينمقون صورهم . ويطرحون بالصدق والمصداقية حقيقية السياسيين سلبا أو إيجابا فان صفحات جرائدهم مفتوحة لنشر كل السلبيات والايجابيات التي تطفح على السطح من جراء سلوك السياسيين مهما كان , فإننا أمام هذه الحقائق نجد أن الصحفيين لا يحتاجون السياسيين المتعنتين , ولا يتحولون إلى حوائج في جيوبهم أو إلى دمى في أيديهم , إذا كانوا أي (( الصحفيين )) حقا وحقيقا متحصنين بنظافة اليد والضمير , ولا يتطفلون على موائد المسؤولين الظالمين المتجبرين , ولا يمدون أيديهم مقابل تزويق وتنميق صور السياسيين الذين يريدون من الصحفيين أن يدوروا في فلكهم , ويسبحون بأسمائهم , ويخفون سلبياتهم , ويبرزون أنشطتهم سواء كانت صغيرة ام كبيرة , وكل سياسي يحاول أن يحيط نفسه بمجموعة من الصحفيين والإعلاميين الذين يمارسون دورا إعلاميا دعائيا من اجل أن تظل صورته مشرقة ويحظى بتأيد وإعجاب المواطنين .
من هذه اللمحة السريعة والمركزة نعرف جيدا أن الصحفيين والإعلاميين يمتلكون تأثيرا واستقطابا أكثر مما يملكه السياسي وهذه حقيقية ناصعة لا غبار عليها ... وان السياسي في أي بلد يحاول جاهدا أن يخطب ود الصحفيين والإعلاميين ويكسب رضاهم , ويستل منهم المدح والمديح والدعاية لوجوده السياسي. فالواقع يقول أن السياسي أحوج إلى الصحفي وليس الصحفي أحوج إلى السياسي , ولكن إذا توافقا واتفقا وانسجما قلبا وقالبا وفكرا ومنطقا وتوحدة الرؤى والأفكار بينهما ففي هذا فوائد ومنافع جمة لكل منهما وللمواطنين ككل . فالصحفي والسياسي جناحا العملية السياسية , فالواجب يحتم عليهما السير في طريق الوئام والانسجام والرفد المتبادل وتبادل المشورة والرؤيا , وبهذا تتحقق المردودات الايجابية الخلاقة التي تخدم نفسيهما وتقدم أروع الخدمات والانجازات للشعب والوطن , لاسيما في هذا الظرف العصيب الذي يحتاج إلى التعاضد والتكاتف والعمل المشترك من اجل أن تتم العملية السياسية بصورة سليمة ومنتجة وموحدة , فقد سئمنا الفرقة والافتراق وحاجتنا الآن إلى الوحدة والتوحد والانجازات المبدعة والخلاقة والتي تصب في قناة عراقنا الناهض وشعبنا الصابر .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat