نفاق سياسي مبتذل وتزلّف رخيص
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(( إنّ العراقيين ينظرون بفخر واعتزاز إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي استجاب بسرعة كبيرة لإرادة ذوي شهداء المقابر الجماعية والحروب والأنفال والمعتقلين والمنفيين بعدما اتضحت حقيقة استغفال جبوري للشعب وللجهة التي يعمل فيها , حيث لم يورد غناءه لصدّام في سيرته المقدّمة إلى المكتب الإعلامي بحسب مصدر من المكتب نفسه , وأنّ الحكومة التي يهمها راي الشعب لهي حكومة ناجحة بكل تأكيد , يأمل منها العراقيون الكثير , وإنّ المسلّة تنقل شكر وامتنان العراقيين لهذا القرار الذي يمّثل الرغبة الشعبية التي رأت في وجود شخص غنّى لصدّام حسين وأثنى على أعماله , كمتحدث بأسم الحكومة المنتخبة من قبل الشعب , خيانة لدماء ضحايا النظام المقبور )) .
وهذا النّص مقتبس من كلمة الشكر التي وجهها موقع المسلّة الشهير إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم أمس 18 / 4 / 2015 تحت عنوان ( شكرا .. رئيس الوزراء ) , والكلمة من بدايتها وحتى نهايتها ليست أكثر من نفاق سياسي مبتذل وتزلف رخيص ليس في محله , والمواطن العراقي بعد هذه التجربة المريرة لا يحتاج لكثير من العناء لمعرفة هذا النوع من النفاق السياسي المبتذل والتزلّف الرخيص , فذاكرة الشعب العراقي ولله الحمد لا زالت تحتفظ بالمئات بل الآلاف من المقالات والقصائد والخطب والأغاني التي مجدّت الطاغية صدّام , والمسلّة إذا أرادت أن تسلك طريق التزلّف للحاكم المنبطح , فهذا شأنهم وهم أحرار بمواقفهم , لكن أن يتحدّثوا بأسم العراقيين جميعا , فهذا أمر مرفوض وغير مقبول , لأنّ لا أحد من العراقيين قد طلب منهم وخوّلهم بذلك , وإذا كان القائمون على هذا الموقع حريصون فعلا على مشاعر وإرادة ذوي شهداء المقابر الجماعية والحروب , فالأولى بهم أن يطالبوا رئيس الوزراء بعزل المتحدّث الآخر سعد الحديثي , الذي هو أخطر من رافد جبوري بعشرات المرّات , والقائمين على موقع المسلّة يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة وتاريخ سعد الحديثي , ألم يكن سعد الحديثي هو من أقرب المقربين للمجرم الهارب طارق الهاشمي وقد رشّح معه لانتخابات عام 2010 ؟ أولم يكن بعثيا سابقا وحصل على شهادة الدكتوراه برسالته الموسومة ( الأهداف الأستراتيجية العربية لقادسية صدّام ) ؟ فكيف تسللوا لهذا الموقع الخطير والحسّاس ؟ وهل سأل موقع المسلّة السيد رئيس الوزراء عن الجهة التي رشّحت هؤلاء لهذا المكان ؟ وهل حقيقية أن الكفاءة والمهنية هي السبب الحقيقي وراء تعيينهم بهذا المكان المهم والخطير ؟ فإذا كانت الكفاءة والمهنية هي المعيار في تعيينهم , فالمفروض أن يتبوأ هذا المكان مهنيون لهم تاريخ ناصع ونظيف كأمثال الإعلامي المقتدر الدكتور نبيل جاسم الذي يقطر حبّا وحرصا وإخلاصا لبلده وشعبه , لا أن نكون منافقين ومتزلّفين بهذا الشكل المبتذل والرخيص , فقد آن الأوان لأن يجد المخلصون والحريصون على بلدهم وشعبهم مكانهم الذي يستحقونه .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat