حقيقة الكتاب المبين
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وسنورد معنى الكتاب المبين بصورة مقتضبة، حيث يقول تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ)، والتنزيل تخفيف كما لو قلنا: سننزل هذا المطلب، أي سنخفّفه؛ لأنّ حقيقة الكتاب المبين لا تستوعبه الدنيا، ولكن اصول المطالب الموجودة في الكتاب المبين موجودة في مصحف القرآن الكريم، والكتاب المبين هو حقيقة القرآن وعلومه الغيبيّة بنصّ سورة الدخان، وسور اخرى فضلًا عن الروايات كي يوسوس من يتمرّد على التراث الروائي المعتبر أو يطعن على مذهب الإماميّة بالباطني.
(حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ( «1»)، أي جعلًا مخفّفاً يتحمّله الوجود الأرضي، (جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً)، وإلّا فإنّه في حقيقته ليس لفظاً عربياً ولا فارسياً ولا إنجليزياً، كما هو الحال في معاني القرآن، فإنّها لغة بشريّة موحّدة، بل لغة عقليّة موحّدة بين الإنس والجنّ والملائكة، فضلًا عن حقائقه وحقيقته العينيّة التكوينيّة الملكوتيّة، وهذا ما نستفيده من كلمة (جَعَلْنَاهُ) الواردة في الآية، أيصيرّناه ونزلّناه بصورة ألفاظ، وإنما هو وجود تكويني وحقيقة من الحقائق، وأمّا ماهي هذه الحقيقة؟ فهذا بحث آخر لسنا في صدد الخوض فيه في المقام.
وقال تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ* إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ* لَايَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِن رَبِّ الْعَالَمِينَ* أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُدْهِنُونَ) ( «2»).
فالقرآن يقول: هل أنتم مرتابون بهذه الحقيقة ولا تصدّقونها؟
وهذا القرآن الذي هو تنزيل ونزول، والنزول هو مقابل الصعود، كما هو معروف في اللغة. والقرآن الكريم ينبّئنا أنّ كثيراً من المغيّبات والحقائق موجودة في الكتاب المبين، يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ( «3»).
إنّ هذا إدّعاءٌ حقّاني كبير، ومن يستطيع في هذا العصر أن يثبت هذا الإدّعاء أنّ القرآن فيه كلّ شيء؟
باللَّه عليكم لو لم يكن للقرآن قريناً آخر وهم أهل البيت عليهم السلام كيف يمكننا أن نثبت هذه الحقيقة أمام الامم الاخرى؟
المصدر: الحداثة العولمة الإرهاب
في ميزان النهضة الحسينية
ص50
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat