صفحة الكاتب : مرتضى المكي

حكاية ذي قارية للمدى
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمر الشاب العراقي بفترة عصيبة, قد لا يعيشها غيره, فكل شاب في العراق يطمح بأن يحقق طموحاته ورغباته, بعد أن يحصل على فرصة عمل بعد تخرجه,لكن لا يعلم بأن في العراق أصبح الشاب العراقي؛ في زاوية النسيان, فلا ترعاهم هيئة, ولا تهتم بهم وزارة, فبعد أن ينهي رحلته الأكاديمية؛ يكون مضطرا للعمل بالقطاع الخاص, أو يلتحق بصفوف القوات الأمنية, أي كانت شهادته.
دعوني أقص لكم قصة, قد عاشها اغلب الشباب, وذاق عذابها اغلب العوائل العراقية, في أيام دراستنا في احد المعاهد العراقية في بغداد, كان لنا صديقا اسمه (صلاح), كان كتوما ولا أحد يعرف عنه وعن عائلته, وطبيعة معيشتهم, إلى إن فكت شفرته بصعوبة, فوجدناه ابنا وحيدا لعائلة غير ميسورة الحال, لا معيل لها إلا هو, فكان يجمع بين الدراسة والعمل, فاستمر بعمله بائعا في كراج العلاوي حتى بعد تخرجه.
تزوج صلاح, وازدادت مسؤولياته وما عاد عمله يسد كل متطلباته, فقرر الالتحاق بصفوف القوات الأمنية, فترك زوجته التي لها معه أسبوع واحد, ولم يعلم بأنه الالتحاق الأخير, ليأتي نبأ فقدانه من ضمن الذين فقدوا؛ في قاعدة سبايكر الجوية في صلاح الدين, بعد شهرين من فقدان صلاح؛ والده المريض والمسن قد توفى, لتصبح العائلة مكونة من؛ أم مفجوعة, وأخت مطلقة, وزوجة لا تعرف مصير زوجها هل هو حي, أم نحر على يد الأشرار.
أم صلاح ذاقت الأمرين, فساعة تأن لفقدان زوجها, الذي كان يهون عليها مصيبة ولدها, ويعدها بأنه سيعود يوما ما لتكحل ناظرها به, وساعة تصرخ مستنجدة بولدها عله يسمعها لتشكو له, نكبات الزمان وما جرى لها بغيابه, حتى كانت ضحية ذلك الأنين والثبور, فقدان عينيها اللتان ذهبتا؛ لتخبرا الزوج والابن بما جرى بعد رحيلهما.
يبدو أن الدنيا تريد لهذه العائلة؛ مزيدا من الألم والمصائب, فعم صلاح الذي أوعد أم صلاح؛ بأجراء عملية عينها بعد رجوعه من مقر عمله في البصرة, شاءت الأقدار أن يذهب هو الآخر, ضحية حادث مرري, ليأخذ معه ما تبقى من عين لتلك الأم المفجوعة.
مصيبة مرت بعائلة ذي قارية, قد لا تختلف عن المصائب التي ذاقتها عوائل عراقية أخرى, لنثبت للعالم بأن العراقيين ولدوا من رحم الأزمات, ليلد في العراق رجال غيارى, أبوا العيش تحت وطأة الظلم والاضطهاد, ولا بد من التحرير والعيش الكريم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/25



كتابة تعليق لموضوع : حكاية ذي قارية للمدى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net