.كانت المرجعية الرشيدة ولا زالت السد المنيع والحصن الحصين لحماية الإسلام والمسلمين
وذلك من خلال حنكتها وحكمتها ونظرتها الفاحصة للإحداث فهي القيادة الفذة التي إستطاعت وعلى مر التأريخ بأن تُخرجنا وتخلصنا من أصعب الظروف كما رأينا ذلك من خلال الفترات المُظلمة التي مرت علينا وعلى مدا قرون ..إن المرجعية الدينية في منظور أهل البيت عليهم السلام تُمثل الحصن الواقي للأُمة فهي صمام الأمان من الوقوع في شباك أهل الظلال والزيغ وعلى حد تعبير الإمام الصادق (عليه السلام) فإن العلماء هم المرابطون على ثغر أبليس وعفاريته ..فقد قال عليه السلام :
وعنه (عليه السلام) قال : قال جعفر بن محمّد الصادق(عليهما السلام) : علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعوهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته والنواصب . ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم [الإحتجاج ٨/١]
.. ولقد أكد أهل البيت عَلَى الدور المحوري المُهم والمُتمثل بكونهم أي العلماء رضون الله عليهم أمان من الوقوع في فخاخ ابليس وذلك من خلال كفالتهم لأيتام آل مُحَمَّدٍ عَلَى حد تعبير الإمام الجواد ع فقد قال عليه السلام : من تكفل بأيتام آل محمّد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم الأسارى في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم ودلائل أئمتهم ، ليحفظوا عهد الله على العباد بأفضل الموانع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء ، وفضلهم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء[ الإحتجاج٩/١] .
بل أن أهل البيت ذهبوا الى أبعد من ذلك في بيان دور العلماء ..حيث بينوا بأن الله تعالى يدفع عن الأمة البلاء ببركة وجود العلماء كما أشار الى ذلك الإمام الرضا عليه السلام في الحديث الوارد عنه والذي هو عبارة عن محاورة جرت بينه وبين زكريا بن آدم الأشعري القمي (رض) والذي وثقه النجاشي : «قلت للرضا(عليه السلام): إنّي أُريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء، فقال: لا تفعل، فإنّ أهل قم يُدفع عنهم بك، كما يُدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن(عليه السلام)»( الإختصاص) .
وفي هذا الحديث نُلاحظ بأن الإمام الرضا عليه السلام أشار الى أن الله تعالى يدفع البلاء عن أهل قم ببركة وجود زكريا بن آدم (رض) وهذا ما رأيناه في العراق وذلك عندما تكالبت علينا قوى الشر والظلال من شُذاذ الأفاق داعش حيثُ تعرض العراق والدول الأخرى الى أعنف هجمة ومؤامرة عرفتها البشرية عَلَى الإطلاق وعندما أبتليَ المسلمون بعدوٍ لا يفرق بين الصغير والكبير والمرأة ولا يرعى أي حرمة ولا ذمة ..فقد رأينا كيف دفع اللهُ سبحانه عنا هذا البلاء بوجود مرجع الطائفة الحقة المُحقة سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الوارف) ورأينا كيف إستطاع بحكمته العالية بأن يقف مدافعاً عن ثغر الإسلام والمسلمين وكيف صمد ببسالة وجرأة عالية من خلال إصداره للفتوى التأريخية بالجهاد الكفائي .. وكيف أستطاع أن يقلب الطاولة عَلَى رؤوس المتآمرين عَلَى الإسلام ويحول الإنكسار الى إنتصار ..
نعم إخوتي هكذا كانت المرجعية وهكذا ستبقى وكما عهدناها حصن حصين ودرعاً واقية لا تعرف للهزيمة والخنوع طريقاً .. فهي مثلت الإمتداد الطبيعي لخط أهل البيت عليهم السلام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat