في القلمون.. (السيد) يقلم أظافر السعودية!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أتابع باهتمام وحرص شديدين منذ أيام نجاحات المقاومة اللبنانية الباسلة في منطقة القلمون، وخصوصاً الانتصارات المتحققة على عناصر (جبهة النصرة) الإرهابية في جرود عرسال، الأمر الذي جعل فلول هذه التنظيمات المندحرة تهرب نحو بلدة (عرسال) اللبنانية، وتختلط بالنازحين السوريين، مدعومة بغطاء سياسي من كتلة الحريري في مجلس النواب، والحكومة اللبنانية. دون أن تنظر هذه الكتلة (الطائفية) ولو لمرة واحدة بعين المسؤولية الوطنية لما حصل للكثيرمن عناصر الجيش اللبناني في القلمون على يد عصابات النصرة الإرهابية. أنظروا للتشابه الكبير بين الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، والأوضاع في لبنان، خصوصاً من جهة الطابور الخامس الذي تمثله في العراق كتلة الضغط (النجيفية الجبورية)، وتمثله في لبنان كتلة المستقبل (الحريرية)!!
وبطبيعة الحال فإن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها جيش الفتح، الذي تكوَّن من انضمام عدة منظمات إرهابية مدعومة مالياً ولوجستياً مباشراً من قبل السعودية، واوردغان، مثل (جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى وفيلق الشام وفصائل عسكرية سورية، ولبنانية سنية) بعد معاركه أمام قوات حزب الله في القلمون، دفعت بتنظيم داعش الى الاشتراك في المعركة أيضاً، وفتح جبهة حربية ضد حزب الله من أجل تخفيف الضغط على جيش الفتح، ولعل هذا التنسيق، والتعاون العسكري بين داعش وجيش الفتح والنصرة لم يحصل من قبل. لكني أظن أن شعور (داعش) بحجم الخطر المحدق به وبجماعاته، والناجم عن التنسيق بين الجيش السوري وحزب الله وربما مع الجيش اللبناني في بلدة العرسال أيضاً، ونتيجة للضربات الماحقة التي يوجهها أبطال المقاومة اللبنانية الى الإرهاب في القلمون، ستؤدي الى طرد جميع المنظمات الإرهابية من تلك المناطق الاستراتيجية - بما فيها تنظيم داعش نفسه - والعودة به الى الرقة مرة أخرى – حيث تتركز قوة داعش هناك - وهذا يعني تمكين الجيش السوري، وحزب الله من السيطرة التامة على طرق الأمداد والتواصل البري والبحري ودفع جميع المنظمات الإرهابية (السعودية) للتجمع في الغوطة حيث هناك معقل جبهة النصرة، من أجل خوض معركة دمشق الكبرى اضطراراً، وهي المعركة التي يريدها الجيش السوري وحزب الله من أجل كسر ظهر الإرهاب تماماً.
وللتأكيد على هروب عناصر النصرة نحو مدينة عرسال، فقد صرح أمير "النصرة" في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود اللبنانية (أبو مالك التلي)، وهو يخاطب عدداً من أهالي العسكريين اللبنانيين المختطفين لديه أن حوالي ألف مقاتل يتواجدون في محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا، مهدداً حزب الله بأنه لن يدخل محيط البلدة إلا على أجساد المقاتلين، والجنود اللبنانيين المختطفين لدى الجبهة..!!
وهنا نود أن نشير الى أن أظافر (القط السعودي) كانت طويلة في القلمون، وجرود العرسال قبل وصول حزب الله اليها مؤخراً، إذ يكفي أن نعرف أن هذه المنطقة كانت مصدر الخطر الرئيسي على الداخل اللبناني طيلة ثلاث سنوات، بعد تحولها الى مركز لتوريد السيارات المفخخة والانتحاريين، ومنصة لإطلاق الصواريخ على مناطق البقاع الشمالي، وصولا الى البقاع الأوسط. وكان التهديد السعودي لسلام ووحدة وأمن المجتمع اللبناني كبيراً. لذلك، وبناء على كل هذا اتخذ حزب الله قرارا استراتيجيا، بتقليم الأظافر السعودية من خلال إحكام سيطرته على جرود عرسال، تاركا للجيش اللبناني مهمة الامساك بأمن البلدة، وطرد المسلحين منها مستقبلا..
إن سيطرة المقاومة اللبنانية مؤخرًا على مساحات واسعة جديدة في جرود عرسال، وتمكنها من السيطرة على وادي ومعبر الدرب، وحاجز الرهوة التابع لجبهة النصرة جنوب غرب جرود عرسال، سيدفعها لأن تواصل تقدمها باتجاه سهل الرهوة حيث يعد (معبر الدرب) أساسياً للجماعات التكفيرية التي كانت تهرب عبره السيارات المفخخة باتجاه بلدة اللبوة المجاورة..
إن إجراء دراسة لخارطة الحرب الدائرة الآن في المنطقة تبيّن أنّ منطقة القلمون -جرود عرسال- تتمتّع بإمكانيّات عسكريّة واستراتيجيّة مهمة جداً، فهي تشكل نقطة وسيطة بين الشمال والجنوب تمكّنها من استيعاب عدد كبير من المسلّحين الجاهزين لتنفيذ الهجوم باتّجاه ريف دمشق الغربيّ وصولاً لدمشق.. وهي تشكّل أيضاً قاعدة انطلاق جيدة لتأمين مجموعات مسلّحة، تتمدّد جنوباً عبر الزّبداني فالداخل اللّبنانيّ وتُسيطر على طريق الشام، مع استغلال محضّر مسبقاً لعناصر من الدّاخل اللّبنانيّ تنطلق من مخيّمات النازحين السّوريّين في هذه المنطقة والتي تُعتبر من الأكبر عدداً ضمن هذه المخيّمات المتواجدة في لبنان.
- لتشكل قاعدة تواصل واسعة مع البيئة اللّبنانيّة المؤيّدة لهذه الجبهة والمشاركة في الحرب السوريّة إعلاميّاً وسياسيّاً ومذهبيّاً وعسكريّاً، وذلك بإدخال العدد والعتاد والسلاح لدعم نقطة القلمون عبر بلدة عرسال وجرودها...
من هنا وبعد إظهار الأهمّيّة الاستراتيجيّة لمنطقة القلمون –جرود عرسال، والتي جاءت على لسان المحللين الاستراتيجيين وليس على لساني، لاسيما في هذه الحرب التي تشن على الجيش السّوري، والهادفة الى استلام الحكم بعد السيطرة على دمشق، والإطاحة بالرئيس الأسد،
يمكن فهم حرصي على متابعة أحداث القلمون، لأن النصر المتحقق على الإرهاب في لبنان سينعكس انعكاساً ايجابياً عظيماً على الوضع السياسي والأمني في سوريا، وهذا سينعكس بدوره على الوضع الأمني في العراق.. لأني أرى أن رئة داعش ليست في الفلوجة، إنما في الرقة السورية، وقطع الأوكسجين عنه هناك، سيميته هنا في العراق حتماً..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat