صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

جدوى التعويل على واشنطن
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الرئيس أوباما الذي يشبهني كثيرا تحدث في برلين عن هزيمة داعش ومكاسبها قصيرة الأجل، وأكد لرئيس الحكومة العراقية دعم واشنطن المستمر لبغداد في مواجهة التنظيم الشرير، وكان ذلك على هامش مؤتمر برلين  الذي عقدته الدول السبع الكبرى في العالم، لكنه لم يغفل عن الوضع في سوريا، وماوصفه أوباما بالعدوان الروسي على أوكرانيا، وملف العراق، ومواجهة تنظيم داعش المتطرف.

رئيس حكومة العراق السيد العبادي لديه مطالب عديدة، لكنه يعرف إن إمكانية تلبيتها جميعا غير واردة في المرحلة الحالية بإستثناء إن أمريكا وبعض الحلفاء تعهدوا بتقديم المزيد من الدعم الجوي والتسليح والتدريب لقوات عراقية مرتبطة بالحكومة مباشرة، ولهذا فليس متوقعا أن تكون مكاسب العراق كبيرة من مؤتمر برلين الذي جرى التحضير له بوصفه مؤتمرا للحلفاء الكبار، لكنه يناقش قضايا العالم بطريقة أكثر جدية من بعض مؤتمرات العلاقات العامة كالذي عقد في باريس قبل أيام قليلة، وكان محوره الأساس محاربة داعش، والحقيقة إن المؤتمر كان يمثل مصلحة لباريس التي تريد بيع طائرات وأسلحة لدول تخشى داعش وأخرى تتحالف ضدها، عدا عن الدول التي تختلق الأعداء وتشتري السلاح لمحاربتهم بكل الطرق الممكنة.

ماهي المساعدة التي يمكن للدول السبع الكبرى أن تقدمها للعراق في هذه الظروف التي تدخل فيها دول أخرى أعضاء في الناتو وحليفة للغرب كشريك لداعش في حربه ضد العالم العربي والإسلامي، وتمارس دورا قاسيا في تخريب البنية الإجتماعية والتاريخية والثقافية للدول ،وتلغي هويتها الوطنية، وتعمل على تقويض جهود بناء الديمقراطية فيها كما في العراق مثلا الذي عاش تجربة مرة خلال السنوات العشر الماضية، وقدم آلاف الضحايا من مواطنيه وخربت بنيته الإقتصادية، ولم يعد من امل كبير في إصلاح ماخرب في ظل وجود تحالف غير معلن بين الجماعات الإرهابية واجهزة مخابرات إقليمية ودولية بل وحكومات حتى لم تعد تخشى كشف زيف غدعاءاتها ودورها في ما يجري من مشاكل وعمليات إرهاب في المنطقة.

الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من العراق كثيرا برغم علمها بضعف قدرات الحكومة العراقية التي تتنازعها الخصومات والحروب الداخلية والفساد، ومع وجود جماعات سياسية ودينية مرتبطة بالخارج، وتعمل على تقويض الجهود الرامية لتحقيق منجزات إقتصادية وسياسية بعد سنوات من العنف أعقبت إسقاط نظام صدام حسين، فداعش الذي يتمدد في مناطق السنة يواجه بردة فعل من المجموعات الشيعية التي ترى في الولايات المتحدة الشريك غير الموثوق به، وتعرف إن إنتظار تدخلها في الملف العسكري لن يحقق الكثير مع إستمرار الشك الأمريكي من ولاءات العراقيين، والدور الإيراني، وهذا مايفسر رفض الأمريكيين الإسراع بتجهيز العراق بقطع الغيار والأسلحة والطائرات حيث تخشى واشنطن من سقوط تلك الأسلحة والمعدات بيد حلفاء إيران الذين يحاربون مشروعا ليس بالضرورة إنه ضد المشروع الأمريكي في المنطقة.

لاتتوقعوا الكثير من واشنطن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/18



كتابة تعليق لموضوع : جدوى التعويل على واشنطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net