صفحة الكاتب : سعد السعيد

تَوضيح ضَروري !!
سعد السعيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


يُعتَقد في هذه الايام بان العُنف الاسلامي " السني " قد ظهر في السنوات الاخيرة بعد الاحتلال الامريكي للعراق , و هذا غير صحيح , فقد كان الاسلام " السني " الدموي قد ظهر بشكله المُسمَّى" السلفي الجهادي " منذ حوالي ثلاثين عاماً بعد انتشار ظاهرة المجاهدين الذين ذهبوا الى افغانستان لمقاتلة السوفيت الكفار المحتلين الى اخره !!
حيث ظهر هذا النوع من الاسلام على ايدي الامريكان و صنائعهم ال سعود و العوائل الوهابية الخليجية الاخرى الحاكمة في مشايخ الخليج و لَحِقَ بهم وهابيو العَرب و المسلمين الاخرين , و كذلك اشتركت معهم باكستان العسكرية و استخباراتها من اجل مصالحها و ارتباطاتها , و هو امر معروف للجميع !
و قبل ذلك كانت مرحلة اخرى للاسلام " السني " الوهابي الدموي في الجزيرة العربية ضد المخالفين لهم و ضد الشيعة في غزواتهم المعروفة , و حتى ضد الاتراك السُنَّة بسبب صراع النفوذ بينهما في وقتها .
و قبل ذلك ايضاً , فان الاسلام " السني " لعب ادواراً دموية قَلَّ نظيرها في تاريخ البشرية من خلال " الدولة العثمانية " التي استمرت لاكثر من 400 عام , حيث قامت هذه الدولة بسَفك دماء الملايين من البشر , مسلمين و غير مسلمين , و اعتدت على بلدان كثيرة و اختطفت الملايين من النساء و الرجال و سَخَّرتهم عبيداً لها او جنوداً يقاتلون من اجلها .
و كانت افعال تلك الدولة مَبنية على حُجَج دينية اسلامية " سُنية" ايضاً , و هي نَشر الاسلام و الغزو في سبيل الله !! على قاعدة ( ماغُزي قوم في عُقرِ دارهم الا ذُلُّوا ) و قاعدة ( من مات غازياً في سبيل الله فقد ادخل الجنة ) الى اخره من تلك النظريات الجهادية المعروفة !!
و الحقيقة ان الدولة العثمانية كانت دولة اسلامية " سنية " تعتمد المذهب الحنفي حصراً , و لم تكن سَلفية و لم تتقبل الفكر الوهابي ابداً , بل ان الاتراك العثمانيين يعتبرون الوهابيين مارقين من الدين الى اخره ... ! , و قد قاتلوهم اكثر من مرَّة , حتى ان الوهابيين تحالفوا مع الانكليز للغَدْر بهم , و هو امرٌ معروف في مَسيرة نشوء الدولة السعودية الوهابية و مراحل الصراع الطويل بينهم .
و العنف الذي مارسته الدولة العثمانية " السُنية الاشعرية الحنفية " ضد الشيعة و ضد الشعوب الاخرى لا يَقلُ عنفاً و دمويةً عن عُنف و دموية الوهابيين , بل ان العثمانيين صاروا مثالاً يُحتذى في القَسوة و قطع الرؤوس و سَبي النساء و الاستحواذ على املاك الناس بحُجَة الغنائم التي احلَّها الله للمسلمين !! , و تاريخهم في هذا الشأن معروف .
العثمانيون " السُنة الاشاعرة الاحناف " مارسوا العنف و الاعتداء على البَشر و لمئات السنين و الوهابيون " السُنة الحنابلة " مارسوا نفس تلك الاعمال و بنقس المستوى ... فاننا نتسائل !
ماهو الفرق بين هؤلاء و هؤلاء ؟! فكلُّهم " سُنَّة "و اعداء للشيعة و كلهم مارسوا الجريمة ضد الناس الاخرين تحت شعار نشر الاسلام و حُكم شَرع الله و في سبيل الله الى اخره من هذه الشعارات !
فما هو الفرق بينهم اذن ؟! ... لا فَرق في الحقيقة !!
و هذا يقودنا الى استنتاج واقعي ... و هو ان المذهب السُني كلُّهُ , بجميع مذاهبه و ارائه الفقهية , سواء كانت اشعرية الاصول كالمذاهب الاربعة , كما يُشاع , او حنبلية سَلفية و تطوراتها من اضافات ابن حزم الاندلسي و تلفيقاته و ابن تيمية و تنظيراته الاجرامية الى محمد بن عبد الوهاب , منظرهم الاكبر للعنف و السَبي في العصر الحديث الى القرضاوي المنافق الى مُنظِّري ( فقه الدماء ) في حركات التكفير في القاعدة و مشتقاتها امثال عبد الله عزام و المقدسي و المودودي و قبلهم سيد قطب , و غيرهم , هو مذهب دينيٌ سياسي الاهداف , و هو مذهب يعتمد العنف و الجريمة ادواةً لهُ في تحقيق غايات سياسية مُحددة , و لكنها متغيرة بتغيِّر طبيعة علاقات الاطراف التي تتحكم بطبيعة المشهد السيايسي في كُلِ وقت .... !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد السعيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/26



كتابة تعليق لموضوع : تَوضيح ضَروري !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net