صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

((عين الزمان)) نحـن المـُمـولــين
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا تبحثوا عن ممولي داعش فنحن الممولين.. فلم يعد التنظيم الإرهابي بحاجة الى تمويل خارجي ، كون مصادر التمويل الداخلي اجدى وانفع ، وهي واحدة من اهم أسباب بقاء داعش واستمراره..
هذه حقيقة قائمة لابد ان يأخذها السياسيون مأخذ الجد ، ولابد للقادة العسكريين الذين يخططون للمعارك مع التنظيم الإرهابي للقادة العسكريين الذين يخططون للمعارك مع التنظيم الإرهابي ان يحسبوا هذا الامر .. معظم تمويل داعش من السلاح والعتاد هو ما يحصل عليه من المعارك ومن المواقع التي ينسحب منها الجيش العراقي .
حصل هذا في الموصل وغنم التنظيم آلاف الاليات والمدرعات والدبابات والمدافع وقطع السلاح الخفيف والمتوسط ومخازن عامرة بالعتاد ، بحيث حصل على مالا يحلم به أي جيش ، فسلح مرتزقته ونقل جزءا كبيرا من هذا الذي حصل عليه الى سورية ، فانقلبت  موازين القوى هناك لصالحه ، بسبب التسليح الجديد واستطاع ان يحقق موازنة على الارض ويحتل مناطق جديدة كان يسيطر عليها الجيش السوري . وفي بيجي حصل على أسلحة واعتدة جديدة مكنته من تحمل ضربات القوات الأمنية العراقية ، كما حدث في منطقة مصفى بيجي ومركز القضاء الذي كان تحت سيطرة القوات المسلحة العراقية ، وحصل ايضا في معسكرات تكريت ، و حصل التنظيم على كميات كبيرة من الأسلحة والاعتدة والاليات في منطقة الرمادي مكنته من السيطرة على  المحافظة التي كانت عصية عليه .
هذه الأسلحة والأجهزة والاليات تُقيّم بمئات الملايين من الدولارات وما كان للتنظيم ان يحصل عليها وبهذه الكميات من أية جهة داعمة ، بينما حصل عليها دون خوض معارك أحيانا ، فزادت من قوته وامكانياته في مجابهة القوى الأمنية العراقية ، وسوى هذا فان التنظيم حصل على أموال طائلة عند دخوله الموصل من خلال سرقة المصارف الحكومية ، والسطو على أموال المؤسسات الرسمية في المحافظة ، وحصل هذا أيضا في بيجي وصلاح الدين والرمادي ، ان عمليات النهب والسلب للمال العام وبيوت المواطنين ومحلاتهم واموالهم جعل كل  ذلك مصدرا اقتصاديا كبيرا مكنه من إدارة شؤونه وشؤون افراده ، وهي حالة نادرا ما تحدث في المعارك.
مصدر اخر أكثر خطرا لتمويل داعش هو النفط العراقي ، فالتنظيم مازال يسرق النفط من مناطق عدة في العراق ويبيعه في السوق السوداء ويجني منه أموالا يدير بها شؤونه. .
2300 عربة  استولى عليها التنظيم عند غزوه الموصل وبهذا العدد من العربات المدرعة يمكن تسليح جيش جرار ، واصبح الارهابيون بهذه الغنائم اكثر قدرة على التحرك والتنقل وخوض المعارك ، خاصة عندما عمد التنظيم الى تفخيخ بعض المدرعات بما يعادل 500 كغم من المتفجرات ما يجعل من هذه العربات قنابل موقوتة يستخدمها الارهابيون في اقتحام المواقع العسكرية والمدنية الحصينة ، واحداث ثغرات في الحواجز والاطواق الأمنية ، وما كان يستطيع فعل هذا من قبل ،  لذلك نحن مازلنا نشكل الممول الرئيس لتنظيم داعش ، وكل تراجع في أي معركة معناه مزيدا من التمويل له  ، لذلك على القادة الاستراتيجيين ان يحسبوا هذا بدقة وان يمنعوا الانكسارات العسكرية بما يحقق له مزيدا من التمويل. وقد قيل في الموروث :
(اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وان كنت تدري فالمصيبة أعظم)
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/28



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) نحـن المـُمـولــين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net