صفحة الكاتب : اياد السماوي

سيطرة مسعود على نفط كركوك .. إعلان رسمي للحرب على بغداد
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما رفع المجلس الأعلى شعار حكومة الفريق القوي المنسجم , كنّا واثقون تماما أنّ هذه الدعوّة لا تعدو أكثر من شعار فارغ المحتوى لا طعم له ولا رائحة , بسبب الخلافات العميقة والشائكة والجوهرية بين أطراف ومكوّنات الشعب العراقي التي تمنع تشكيل مثل هذه الحكومة , وكنّا واثقون أنّ هذه الحكومة هي حكومة الفريق المنبطح الهزيل وليس كما روّج لها بأنها حكومة الفريق القوي المنسجم , وعندما اطلقوا صفة الاتفاق التاريخي على اتفاقهم النفطي المذّل والمهين مع مسعود , كنّا واثقون أيضا أنّ مسعود سوف لن يلتزم بهذا الاتفاق وسيتراجع عنه عاجلا أم آجلا , وهذا الاتفاق سينهار كما انهارت كل الاتفاقات السابقة مع حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي , وبالرغم من كل التنازلات المذلّة التي قدّمتها حكومة الفريق المنبطح الهزيل في هذا الاتفاق , وعندما تمّ ربط نفط كركوك بهذا الاتفاق صرخنا بأعلى أصواتنا إنّ هذا إقرار رسمي لمسعود بالسيطرة على نفط كركوك , فالسيناريو الذي توقعناه حدث وبأسرع مما كنّا نتوّقع , فلم تمضي سوى بضعة أشهر ليتراجع مهندس هذا الاتفاق عادل عبد المهدي ويتخلّى عنه ويرمي بمسؤوليته بخانة رئيس الوزراء والحكومة باعتبارها هي التي أبرمت هذا الاتفاق المهين والمذل , وها هو مسعود يعلن اليوم استقلال الإقليم النفطي عن بغداد وتصدير نفط الإقليم وكركوك بشكل مستقل ولحساب حكومة إقليم كردستان , وكأنّ نفط الإقليم وكركوك ملك لآل برزان وعصابتهم . 
إنّ قرار حكومة مسعود بالسيطرة على نفط محافظة كركوك التابعة لإدارة الحكومة الاتحادية , هو إعلان رسمي بالحرب على حكومة بغداد , وهذا القرار دليل دامغ يكفي لمعرفة دور مسعود في سقوط الموصل بيد داعش , واتخاذ سقوطها ذريعة لاحتلال كركوك وضمها إلى كردستان والسيطرة على نفطها , وللأسف الشديد أنّ بعض السياسيين يعتقدون أنّ خطوة مسعود هذه هي خطوة تكتيكية تتعلق بإعادة ترشيحه لرئاسة إقليم كردستان للمرة الخامسة , ليظهر أمام الكرد إنه القائد الأوحد والضرورة التي تتطلبها مصالح الشعب الكردي والقائد الوحيد القادر على الوقوف بوجه حكومة بغداد التي قطعت رواتب الموظفين في الإقليم , لكنّ من يعرف مسعود وأبيه وحقدهم المتجذّر على العرب بشكل عام والعراق بشكل خاص , يستطيع أن يستنتج أنّ قرار مسعود هذا قد تمّ التخطيط والاستعداد له منذ فترة بعيدة , وقد ساعده على تحقيق هذا السيناريو القذر من وضع يده بيده وتآمر معه على إفشال وإسقاط حكومة نوري المالكي التي كانت العائق الوحيد أمام أحلامه المريضة في ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى كردستان وتحقيق حلم إقامة الدولة القومية الكردية .
وأمام هذا التحدي الخطير وهذا القرار الذي هو بمثابتة إعلان الحرب على بغداد , فقد آن الأوان لحكومة الفريق المنبطح الهزيل , أن تنزع عنها ثوب الضعف والتخاذل أمام غطرسة مسعود واستهتاره وتجاوزه على القانون , واتخاذ كل ما من شأنه أن يحافظ على ثروة الشعب العراقي من الضياع والسرقة , والخطوة الأولى بهذا الاتجاه هي إلغاء الاتفاق النفطي المهين معه ومنعه من تصدير النفط إلى تركيا خارج شركة سومو حتى وإن ذلك إلى الحرب , فأمثال مسعود لا يفهمون سوى لغة القوّة , وبدون استخدام هذه القوّة فإن كركوك لن تعود للحاضرة العراقية . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/11



كتابة تعليق لموضوع : سيطرة مسعود على نفط كركوك .. إعلان رسمي للحرب على بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/12 .

الكورد ومنذ زمن طويل وفي زمن حكومات سابقة حكمت العراق يسعون للانفصال .وقد حملوا السلاح بوج تلك الحكومات وقاتلوها .ووقعت بينهم وبين الجيش العراقي وقعات عظام راح ضحيتها الكثير من الطرفين .وتاريخ العراق يحفظ تلك الاحداث .غير ان البعض من السياسين العراقيين ....يحاول بكلمات منمقة تغيير ذلك الواقع ..ومحاولة استخدام المشاعر القومية لؤئد شعور الاكراد ورغبتهم بالانفصال ..او ربما استمالتهم في هذه المرحله للقفز بهم على بعض الحواجز لغاية في قلب يعقوب ...العراقيون يعرفون جيدا كيف يفكر الكردي وما ذا يريد .فالانفصال للاكراد حق لايتزعزع ابدا من تفكيرهم وهو حلم طلما تمنوا تحقيقه لكن الظروف غير مناسبة تماما وهناك عقبات كثيرة تعترض طريقه .وفي ضوء ما افرزته العملية السياسية في العراق من حصة للاكراد في ادارة البلاد ارادوا استغلالها مرحليا حتى تاتي اللحظه المناسبة لتحقيق الحلم الموعود .وخاصة وان البيت الكردي منظم نوعا ما واساس قيام دوله موجود .والاجواء العالمية جيدة لطرح الموضوع ونيل موافقة المجتمع الدولي .وقد اعلن مسؤولي الاقليم ان مسالة الانفصال ستقع خلال عامين ..الاتفاق النفطي .الذي سمي انجاز للحكومة الحالية وتاريخي ..ماهو الا حبر على ورق ليس ل في الواقع وجود وهو ضحك على الذقون لااستغفال المواطن وتمرير الصفقة دون معرفة نقاطها وفصولها .وتلك من منجزات الاحزاب التي لم تقدم للعراق سوى المزيد من الخراب وضيا الحقوق وسلب اجزاء من ارضه لصالح الكرد مالهم فيها حق ولاجذور بل انهم اقوام جاءت من مناطق شرق اسيا وسكن منهم العراق وسوريا وايران وتركيا وبلغاريا .،فمن يريد الاستقلال عن الوطن الام يجب ا يكون له جذور في هذه الارض .حتى يدعوا بتلك الدعوة انما هو اغتصاب وبيع وسكوت مذل من قبل البعض الذي يبدو ان لايهمه مايجري فهو يسعى ايضا لذلك الهدف من خلال تقسيم العراق الى اقاليم ونيل كل حزب حصته في الارض والشعب والثروة لتكون ملك صرف لتلك الاحزاب القليلة المسؤولية والتي تبحث عن الذهب في ارض العراق .،،




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net