ألف تحية للناجحين؛ وللحساد والفاشلين كرت أحمر مكتوب عليه: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ }
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وشكري لأخت علوية!!
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)الفرقان/31
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب/58.
و قال صلى الله عليه وسلم (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
وقال عليه الصلاة والسلام (( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة))
والمسلم ليس شتام ولا لعان ... ثم من أنت ومن نحن حتى نعتدي على الله ونطرد الناس من رحمته
فلا تتألى الله وتعتدي على ملكه فهو الذي يلعن وهو الذي يرحم .. فهل جعلت نفسك لله ندا ... اتقي الله
وان لم تكن مسلم فليس بعد الكفر ذنب ... ونعم ما قيل أساطين الحكمة :
حينما انتهى من صنع قبرى سوف ارحل ولكن قبل أن ارحل اسأل نفسي سؤال ماذا تركت من ذكرى لي في هذه الدنيا ؟
أن البعض يعتقد أن الحوار فوز وهزيمة ولا يعرف أن للحوار آداب وأخلاق يجب أن يتخلق بها وأن يحاور لا لأجل الجدال بل لأجل إيصال فكرته أما من يسب ويشتم فهذا مفلس لا يستحق أن يناقش بل تجاهله هو القرار السليم شاكر لك ومقدر
بعض الكتاب سباب شتام لا يعرف إلا تصيد الأخطاء وجمع الأغلاط والفرح بالعثرات واكتشاف الزلات، وهذا زير أجوف وطبلة خرقاء، منكس الفطرة، ومقلوب الإرادة، ومطموس البصيرة يعمى عن المحاسن، ويغفل عن الإصابة، ولا يرى الإنجازات؛ لأن نفسه سقيمة، وأخلاقه عقيمة، في غدته سموم يفرغها على الناس، وفي فؤاده ديناميت يثور على الآخرين. إن المعاقين نفسيا يجدون لذة في صلب الناجحين على خشبة الموت. وإن الأغبياء الحمقى يحسون بمتعة إذا مرغوا كرامة الشرفاء الأذكياء، الحسود الكنود يرى النعم على غيره تهديدا لأمنه وراحته فيسعى لتدميرها. أين الإنصاف عند بعض الكتاب وهو ينقد خصمه فلا يرى له حسنة ولا إصابة ولا إنجازا؟! حينها يسقط من عين القراء؛ لأنه أصبح معروفا بالحيف والتزوير وكتمان الحقيقة. إنك لن تستطيع بنفسك الضعيف أن تنفخ في وجه الشمس لتطفئها، فالشمس أكبر وأعظم من ذلك، ولن تستطيع بطرف ثوبك أن تغطي وجه القمر، والقمر أجل وأجمل. الكاتب العياب السباب الشتام النمام ذباب وقع في مجزرة، فهو يحمل القذى ويدور بالأذى ويوزع الوباء على الناس، أما الكاتب العفيف الشريف، فهو كالنحل تمص رحيق الزهور وترشف ماء الورود ثم تنتج عسلا مصفى فيه شفاء للناس .
يا حسرة على أعداء النجاح! صارت قلوبهم أفران غيظ وبراكين عداوة ومزابل حقد وحسد، ولو أنصفوا لاغتسلوا بماء الحب ولبسوا ثياب السلام ووزعوا على الناس ابتسامات الأمان وكلمات الرضا وورد البشرى. دع المفتري الناقم والحاسد الجاحد يلقى جزاءه بفعله ويقتل نفسه بخنجره ويتجرع كأس السم بيده، فهو وحده الذي أسهر ليله بحقده وأتلف أعصابه بحسده، ومزق روحه بانتقامه {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}. إذا لم تثن على خير فلا تسبه، وإذا لم تشجع ناجحا فلا تثبطه، وإذا لم تساعد عاملا مثابرا فلا تطعنه. عداوتك لأرباب النجاح معناها أنك فاشل، وغيظك من المتفوقين يخبرنا بأنك راسب، فلا تشهد على نفسك بالسقوط والخمول، فإن مزبلة التاريخ تنتظر كل وغد بليد، وكل جبار عنيد.. لعل من حكمة الله أن جعل للأبرار أشرارا يكفرون عنهم السيئات بالسب والشتم لحمايتهم من داء الكبر والعجب. ولا بد للتحف من مناشف ومناديل تمسح عنها الغبار {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}. النقد الآثم للناجحين براءة اختراع وشهادات حسن سيرة وسلوك؛ لأن الرذيل الهزيل يضيق ذرعا بأهل الفضائل، والفاشلين تزكم من روائح الزهور، والخنفساء يقتلها ماء الورد . ويروى أن أسد مر بغدير ورأى ضفدع ودار بينهم الحوار:ـ
مر الأسد بغدير فنقنق الضفدع يحذره، فقال له: يا ضفدع، أنت في مكان مهين، أسفلك في الماء وأعلاك في الطين، أما علمت أني كسرت قوافل الجمال، وهابني الرجال، واهتزت لزئير من يسكن في كهوف الجبال؟! وليس لي إلا أن أقول لكم ألف تحية للناجحين، وللحساد والفاشلين كرت أحمر مكتوب عليه: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ }. ويداً بيد لنتعاون لنزيل هذه المهازل من الجامعة ونتعاون لنشر العلم والمعرفة رفع الجهل من وسط المجتمع المتخلف الذي كانت تحت وطئت الأحزاب المفسدين وليتنافس المتنافسون للعمل سوياً احترام العلم والعلماء ونشر وعيهم الثقافي . ونعم ما قيل في ترك المذمة :
(ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا***ولا تكن من فراق الأهل في حرق)..
في الماضي كانت فكرة صناعة القبور فمرة صعبة و مؤلمة بالنسبة و ما كنت اسمعها حتى كانت تغرق عيناي بالدموع إلى أن اكتشفت بأنني أنا الذي اصنعه و بأنني أنا الذي اختار شكله فبناء على عملي يكون و أن كنت تقية سيكون روضة من رياض الجنة و مليئا بالراحة و السكون و أن كنت شقية و العياذ بالله سيكون حفرة من حفر النار و جحيما و عذابا لا يطاق و قبل أن ارحل سأترك لي ذكريات تحكي عني لأني افضل أن أكون الغائب الحاضر لا الحاضر الغائب
سأكون ابتسامة أمل على كل شفاه معذبا محروما من الراحة و الهناء ؛ نعم ستكون كلماتي لقم خبز تسد جوع كل فقير
سأكون مالا زهيدا ينفق بكرم لا بمن يكسي جسد طفل أو امرأة أو رجل و سأكون صدقة جارية متضاعفة متنايمة لا تنتهي
كلنا ذاهبون إلى الرفيق الأعلى و كلنا سنكون ساكني قبور فقد حان الوقت لتخلد ذكرانا على الأرض بعد رحيلنا كما تعلمون قال الرسول محمد صلى اله عليه و سلم ينقطع عمل ابن آدم عن الأرض إلا من ثلاث :عمل صالح و صدقة جارية وولد صالح يدعو له , ونهدي لجميع من مات على الإيمان والعلماء منهم ثواب سورة المباركة الفاتحة مع الصلوات على محمد وآله وعلى روح والدي وتابع اللهم بينهم بالخيرات والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
behbehani@t-online.de