التجني الاكبر للسيد حسن شُبَّر – الحلقة السابعة والاخيرة
نبيل محمد حسن الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نبيل محمد حسن الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
القيـادة النائبـة:
يذكر حسن شبَّر قضية القيادة النائبة بصورة مختصرة ومشوهة بعد أن إقتطع بعض ما ذكره الشيخ النعماني في كتابه ( سنوات المحنة وأيام الحصار ) ، ثم قال متجنياً كما هو شأنه :
(من افشل مشروع القيادة النائبة ؟
ومن أساء إلى الشهيد الصدر وجعله لا يقوى على صعود السلَّم ؟
وأصيب على إثرها بإنهيار صحي ؟
ألست أنت ذلك الشخص ؟ )[101].
وبسبب كون إدعاءات حسن شبَّر مخالفة للواقع ومجانبة للصواب سوف نتناول هذا الموضوع بشيء من التفصيل.
إنَّ فكرة الربط بين تأسيس القيادة النائبة وقرار الإستشهاد والتي طرحها الشيخ النعماني في كتابيه (الشهيد الصدر... سنوات المحنة وأيام الحصار) و(شهيد الأمة وشاهدها) هو ربط غير صحيح ولا يصح نسبته للشهيد الصدر (قده) ، وما ضبب نظرية القيادة النائبة هو عدم طرحها بصورة أكاديمية بخط يد الشهيد الصدر (قده) أسوة ببقية نظرياته لتصل فكرته إلينا صافية من كل شائبة ، فكان التشويه الذي لحق بنظرية القيادة النائبة كبيراً. والمقـدار الذي يمكن إحتماله هو أحد أربعة وجوه :
الأول. إفتراض أن يكون مقصده من فكرة القيادة النائبة هو أن تكون القيادة جماعية ، وهو طرح بعيد عن فكر الشهيد الصدر (قده) لأن الشهيد الصدر (قده) قد تخلى عن نظرية الشورى منذ سنة 1960م ولم يعد لفكرة القيادة الجماعية أي مكان في رؤيته الإصلاحية لاسيما بعد أن إنتقل من نظرية الشورى إلى نظرية ولاية الفقيه التي تعتمد بالأساس على القيادة المرجعية الرمزية ثم إنتقل إلى الدمج بين نظريتي الشورى وولاية الفقيه عبر طرحه لنظرية (خطي الخلافة والشهادة) ، ومن يدعي غير ذلك فهو بعيد جداً عن فكر ورؤية الشهيد الصدر (قده) لمنهـج العمل الإصلاحي ، لأن الإدعاء بإنَّ مقصد الشهيد الصدر (قده) هو تشكيل قيادة جماعية يتعارض مع ما ذكره الشهيد الصدر (قده) في نظرية (خطي الخلافة والشهادة) حيث تفترض هذه النظرية أنه (ما دامت الأمة محكومة للطاغوت ومقصيّة عن حقها في الخلافة العامّة فهذا الخط يمارسه المرجع ويندمج الخطان حينئذٍ ـ الخلافة والشهادة ـ في شخص المرجع)[102] في حين إن مفهوم القيادة الجماعية يعني تجزئة (الخلافة والشهادة) إلى خلافات وشهادات ، وهو مخالف لفكر الشهيد الصدر (قده) فضلاً عن كونه عامل ضعف في الأمة. فيتبين إنَّ القول بأن المقصود من تشكيل القيادة النائبة هو تشكيل قيادة جماعية نائبة هو قول لا يصح إسناده إلى فكر الشهيد الصدر (قده).
الثاني. ترجيح كون مقصد الشهيد الصدر (قده) هو تأسيس قيادات نائبة متتالية ـ وليس قيادة واحدة ـ تحمل كل منها صفة الإستقلالية عن الأخرى وبالتالي فإن كل منها يمكن أن تنطبق عليها نظرية (الخلافة والشهادة) ، والغرض من تأسيس قيادات نائبة بدلاً من قيادة واحدة هو ضمان إستمرار العمل الثوري فيما لو ضربت أحدى تلك القيادات ، وهي فكرة قد تكون مستمدة من السنة النبوية المطهرة حين عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معركة مؤتة ثلاثة من القادة لجيش المسلمين هم جعفر الطيار وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة (رضي الله عنهم) على التوالي ولكن لا دليل على مطلوبية هذه الفكرة من قبل الشهيد الصدر (قده).
الثالث. أن يكون للقيادة النائبة مبدأ العمل الجماعي ولكن بأن يكون هناك شخص واحد من بينهم يقود مجموع القيادة النائبة ، هذا الشخص المذكور هو الذي تنطبق عليه شروط (خطي الخلافة والشهادة). ولكن هذا الإحتمال يتعارض مع كون كل من المرشحين للقيادة النائبة غير مؤهلين لحمل صفة المرجع الشاهد المطلوب وجوده بصفات معينة حسب (خطي الخلافة والشهادة).
الرابع. ولعله الأرجح بعد تطبيقه على كلام الشهيد الحكيم (قده) الذي يقول : (كان رحمه الله يرى في مثل هذه الظروف يمكن أن تقوم جماعة من الذين تتجمع فيهم الشروط المطلوبة بالنيابة عن القيادة الأصلية المتمثلة بالمجتهد العادل الجامع للشروط من الشجاعة والخبرة والقدرة والسياسة في إدارة الأمور والتي كانت متمثلة فيه حينذاك. ولابد في هذه القيادة النائبة أن تكون واجدة لمجموع الشروط للقيادة الأصلية وإن لم تكن بمستواها ولذلك فقد يكون الذين يرشحون للقيادة النائبة ليسوا واجدين لهذه الشرائط ولكن بمجموعهم المركب تجتمع فيهم)[103]، وذلك نجد إنَّ القيادة النائبة ليست بديلاً عن القيادة الأصلية بل هي قيادة مؤقتة تأتمر بأوامر القيادة الأصلية ، أي إنها تمثل فكرة مجلسٍ قيادي تكون القيادة الأصلية فيه هي القائد له. وبذلك لا يشترط أن يتزعم القيادة النائبة شخص واحد حتى يمنع تعارضها مع (خطي الخلافة والشهادة).
أسباب رفض الشهيد الحكيم (قده) لموضوع القيادة النائبة :
إنتخب الشهيد الصدر (قده) أربعة أشخاص للقيادة النائبة هم : السيد مرتضى العسكري والسيد محمد مهدي الحكيم والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي والسيد محمد باقر الحكيم[104] ، وكانت خطة الشهيد الصدر (قده) ـ بحسب رواية الشيخ النعماني ـ تقتضي بأن يكسر الشهيد الصدر (قده) الطوق الأمني الذي يحاصره في بيته (مقر إقامته الإجبارية) ويذهب إلى الصحن الحيدري الشريف فيلقي خطاباً في الناس (يعلن فيه أسماء القيادة النائبة ويطلب من الناس إطاعتهم والسير تحت رايتهم)[105]، ثم يندد بالسلطة وجرائمها ويدعو الناس للثورة عليها حتى تضطر قوات الأمن إلى قتله في الصحن الشريف ، وبذلك يمكن الجماهير من إستثمار دمه ومواصلة الثورة ، على أن يسبق ذلك كله خروج جميع أعضاء القيادة النائبة إلى خارج العراق ليكونوا في مأمن من بطش السلطة العفلقية[106].
ويمكن ملاحظة أمر مهم في هذه الخطة التي ذكرها الشيخ النعماني هو كون جميع أعضاء القيادة النائبة هم اصلاً موجودين خارج العراق في تلك الفترة بإستثناء الشهيد الحكيم (قده) ، لذلك فقد عرض الشهيد الصدر (قده) الموضوع على الشهيد الحكيم (قده). وذكر الشهيد الحكيم (قده) إن من أسباب عدم تنفيذ مشروع القيادة النائبة يتعلق بالأشخـاص المنتخبين من قبـل الشهيد الصدر (قده) لهذه القيادة النائبة حيث (إنَّ بعض هؤلاء كانت لديهـم مشكلات حقيقية في الساحة الإسلامية الإيرانية ، وكان يراد لهذه القيادة أن تتحرك هنا في الجمهورية الإسلامية ، وفي ذلك الوقت كانت الأجهزة المسؤولة عن هذه الأعمال والنشاطات لها موقف سلبي تجاه بعض هؤلاء الأشخاص ، ومن ثمَّ كان تقديري أنَّ هذه القيادة لا يمكن أن تؤدي وظيفتها وتقوم بواجباتها بالشكل المناسب الذي يراد لها أن تقوم به ، وقد طرحت هذه الملاحظة وبعض الملاحظات الأخرى[#] ، الأمر الذي أدى إلى أن الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) ومن خلال رؤيته لتطورات الأحداث والواقع أن يسحب إقتراحه)[107].
ويمكننا أن نضيف بعض الملاحظات الأخرى التي نجد من المناسب التنبيه إليها :
1. لا يوجد ما يؤكد إنَّ الشهيد الحكيم (قده) قد إطَّلـع على الجزء الخـاص بخطـة الشهيد الصدر (قده) بكسـره للحصار الأمني وتضحيته بنفسه في الصحن الحيدري الشريـف ، ولذلـك يرجح الأخ محمد هادي الأسدي عـدم تأييد الشهيد الحكيم (قده) لفكرة خروجه من العراق في إطار القيادة النائبة (لأنه كان يعتقـد أن خروجه من العراق سوف يجعل النظام يعجِّل بالقضـاء على السيد الشهيد الصدر (رض) بسبـب طبيعة العلاقـة الوثيقـة بينه وبين السيد الشهيد)[108] ، فالنظام العفلقي المقبور كان حريصاً على تحجيم المعارضة الإسلامية وعدم السماح لها بأن تتحرك دولياً من أجل بيان مظلوميتها ، فلو خرج الشهيد الحكيم (قده) للقيام بهذا الدور فإنَّ ذلك يجعل النظام المقبور يسـرع في قتل الشهيد الصدر (قده) للقضاء على قيادة التحرك الإسلامي. ومن أجل هذا الأمر قام النظام العفلقي المقبور بإغتيال السيد حسن الشيرازي (قده) في لبنان في 2 / 5 / 1980م أي بعد أيام قليلة من قتله للشهيد الصدر (قده) في محاولة منه للقضاء على أي تحرك إسلامي عراقي داخل العراق أو خارجه.
2. إنَّ الربط بين إنشاء القيادة النائبة وتضحية الشهيد الصدر (قده) بنفسه في الصحن الحيدري الشريف يولَّـد خللاً خطيراً ، لأن إستشهاد الشهيد الصدر (قده) سيحول (القيادة النائبة) إلى قيادة أصيلـة تخلف قيادة الشهيد الصدر(قده) وهو لم يطرح فكـرة القيادة النائبة إلا لتكـون في موقـع النيابـة لا في موقـع الأصالـة ، لا سيما بملاحظة قـول الشهيد الحكيم (قده) : ( ولابد في هذه القيادة النائبة أن تكون واجدة لمجموع الشروط للقيادة الأصلية وإن لم تكن بمستواها ولذلك فقد يكون الذين يرشحون للقيادة النائبة ليسوا واجدين لهذه الشرائط ولكن بمجموعهم المركب تجتمع فيهم) ، فإذا ما تحولت القيادة النائبة إلى قيادة أصيلة فإنها سوف تتعارض مع رؤى الشهيد الصدر (قده) في نظرية (خطي الخلافة والشهادة) من جهتين :
الأولى: تفترض نظرية (الخلافة والشهادة) القيادة المرجعية الرمزية وليس القيادة الجماعية (وذلك في مرحلة ما قبل إستلام السلطة).
الثانية : القيادة النائبة لا تشترط الصفات التي يشترطها (خطي الخلافة والشهادة) في المرجع الخليفة الشاهد ، مما يمنع تحول القيادة النائبة إلى قيادة أصيلة لفقدانها أحد الشروط الأساسية ، مع ملاحظة إن من ينتخبون للقيادة النائبة لا يتم لحاظ توفر شروط المرجع الخليفة الشاهد فيهم مع إمكانية أن يحوزوا على تلك الصفات فعلاً ، بل إنَّ أهم صفة يجب أن يتحلى بها عضو القيادة النائبة هي الإخلاص وهي مرتبة أعلى من العدالة وقد عبَّر الشهيد الحكيم (قده) عنها بقوله : (ومن جملة هذه الشروط التي لاحظها الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) هو أن يكون هؤلاء الأشخاص مستقلي الإرادة بحيث يكونوا في تفكيرهم وتحليلهم ورؤيتهم للأشياء وإتخاذهم للقرار غير واقعين تحت تأثير جهة إلا الله سبحانه وتعالى والمصلحة الإسلامية العليا)[109].
وفضلاً عن ذلك فإنَّ أياً من أعضاء القيادة النائبة لم يكن في ذلك الوقت معروفاً كـ (مرجعية دينية) ، ففي تولي أحدهم لموقع القيادة الأصيلة (بعد فرضية تضحية الشهيد الصدر (قده) بنفسه ، فيها نقض لنظرية (خطي الخلافة والشهادة).
لذلك فإن الربط بين فكرتي القيادة النائبة وتضحية الشهيـد الصدر (قده) بنفسه هو ربط لا يمكن أن نتصور صدوره عن الشهيـد الصدر(قده).
3. لو لم يقتنـع الشهيـد الصدر (قده) بصحـة موقـف الشهيـد الحكيم (قده) الرافـض لفكـرة القيـادة النائبة لأستمـر في تطبيق خطته مستثنياً الشهيد الحكيم (قده) منها ، ولكنه لم يفعل مما يرجح صحة ما قاله الشهيد الحكيم (قده) من إنَّ الشهيد الصدر سحب إقتراحه بخصوص القيادة النائبة[110]، مؤيداً صحة ملاحظات الشهيد الحكيم (قده).
4. إفترض الشيخ النعماني إنَّ عدم تنفيذ فكرة القيادة النائبة أصاب الشهيد الصدر (قده) بالهم والحزن والإضطراب لأن الشهيد الصدر (قده) لم يكن يريد أن يقتل في الزنزانات بل كان يريد أن يقتل أمام الناس ليحركهم مشهد قتله ويستثيرهم دمه[111]، مع إنَّ الشهيد الصدر (قده) كان يمكنه تطبيق الجزء الثاني من الخطة المفترضة المنسوبة له (وأعني بها تضحيته بنفسه في الصحن الحيدري الشريف) ولم يكن يمنعه من تنفيذها أي مانع ، ولكنه لم يفعل ، وربما يقال أنه لم يكن يريد أن يضحي بنفسه في الصحن الحيدري الشريف ويترك الأمة بلا قيادة فلذلك إقترح موضوع القيادة النائبة ، ولكن هذا الرأي غير مقبول لأن الشهيد الصدر (قده) لو كان قد ربط بين موضوع إيجاد القيادة وموضوع تضحيته بنفسه في الصحن الحيدري الشريف لكان الواجب عليه هو إيجاد قيادة أصيلة بعده وليس قيادة نائبة. فلذلك لا يمكن القبول برواية الشيخ النعماني حول موضوع القيادة النائبة ولعل الأمر إختلط عليه.
5. لا بد وإنَّ ما كان يشغل تفكير الشهيد الصدر (قده) وقد قرر الإستشهاد مسألة من يخلفه في قيادة الثورة وإستثمار دمه من أجل إستنهاض الأمة لتلعب دورها المشرف الصحيح ، وحيث أنه (قُدِّسَ سِرّهُ) لم يكن يجد قيادة مرجعية يمكنها ان تخلفه في هذا الأمر ، فقد لحقه ما لحقه من همٍ وحزنٍ وإضطراب ومرض.
حسن شبَّر يستعمل ورقة أمريكا:
حين تحدث الشهيد الحكيم (قده) عن رؤية والده السيد محسن الحكيم (قده) الذي كان يرى أنَّ قيادة الحزب لا يصح لها أن تكون سرية في إطار الجماعة التي ترتبط بها وإنَّ ذلك يؤدي إلى إحتمال وقوع القيادة في خطر الإنحراف أو التأثير عليها من الخارج من خلال إرتباطات مشبوهة أو فاسدة ، فكان هذا الكلام بصورة عامة لجميع الأحزاب ولا يخص حزب الدعوة الإسلامية بالتحديد ، غير إنَّ حسن شبَّر يعمد إلى الرد على هذا المنطق السليم بكلامٍ عقيم ، فمما قاله ما نصه : ( شيء آخر نريد أن نهمس به في أذان السيد محمد باقر الحكيم ، هل وجد في حزب الدعوة الإسلامية خلال أربعين عاماً منذ تأسيسه عام 1377هـ إلى 1421هـ هل وجد فيه ما كان يخشاه عندما يقول : "إحتمال وقوع القيادة في خطر الإنحراف أو التأثير عليها من الخارج من خلال إرتباطات مشبوهة أو فاسدة ؟" ، هل ذهبنا إلى أميركا ؟ أو كانت بيننا وبينهم وفود ورسائل ؟ أفتونا مأجورين )[112].
ولقد صدق الشهيد الحكيم (قده) حين قال : (بعض الاشخاص وانْ كان معارضاً للنظام العراقي ولكنه لا يجد له موضع قدم في حركة هذه المعارضة ولذلك فهو يحاول ان يعبّر عن وجوده باثارة مثل هذه الشبهات كي يقال عنه انه موجود!!)
وحول مبررات التحاور مع أميركا قال الشهيد الحكيم (قده):
(كما تعرفون بأن المجلس الاعلى كان يتحاور مع امريكا منذ عدة سنوات ولكن كان على مستوى مكاتبنا فقط ، ولكن في هذه المرة ارتفع مستوى الحوار على شكل وفد ذهب من طهران ليمثل المجلس الاعلى ، وقرار ارسال هذا الوفد لم اتخذه انا شخصياً وانما رجعنا فيه الى المكتب السياسي ولم نكتف بذلك وانما رجعنا ايضاً الى الهيئة العامة وقمنا بمشاورات واسعة لاتخاذ هذا القرار، ولكن مع ذلك ارى من الضروري ذكر المبررات التي دعت الى الحضور لئلا يتحول الى عملية اعلامية يراد منها تضليل هذا الجانب او ذاك ومن هذه المبررات:
1- الجدية في التعامل مع القضية العراقية: فالولايات المتحدة الامريكية كانت ترفع شعار تحرير العراق ولكنها لم ترفع شعار اسقاط النظام. اما في هذه الايام فان العالم كله يتحدث ان الولايات المتحدة الامريكية قد تغير موقفها وخصوصاً بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وهي مجدة في اسقاط النظام، ولذلك فان هذه الجدية من قبلها تجعلنا أمام مسؤوليات جديدة.
2- وحدة المعارضة العراقية: ففي الوقت الذي يكثر الحديث في مختلف الاوساط السياسية والاعلامية وعلى كل المستويات لبيان ان المعارضة العراقية ضعيفة متفرقة متناحرة وليست موحدة، اما وجهة نظرنا فهي ان المعارضة ليست كذلك، وضربت امثلة عديدة لا اريد اطالة الحديث بذكرها ما خلا الاقتتال الذي حدث بين الاخوة الكرد في شمال العراق وقد تمكنا بتوفيق الله السيطرة عليه وانتهى… الاختلاف بين قوى المعارضة العراقية لم يصل الى درجة الاقتتال الذي حصل بين كثير من قوى المعارضة في العالم وأقرب مثال الينا ما حصل بين الاخوة اللبنانيين. المعارضة العراقية بحمد الله لم يصل بها الحال الى مثل هذا الأمر، وقد اجتمعت عدة مرات واتفقت على نقاط اساسية.. ولذلك فاني أرى ان اشاعة مثل هذه التهمة انما هو لغرض اتخاذها كذريعة للتنصل من المسؤوليات التي تفرضها حالة الشعب العراقي، ولذلك فان الحضور الى هذا المؤتمر هو للتعبير عن وحدة المعارضة.
3- تأكيد المشروع الذي ذكرناه بنقاطه المذكورة والمعروفة، والاّ فان الحديث عن هذا المشروع في اوساطنا فقط قد يجعل الكثير من الاوساط السياسية العالمية لا تهتم به، بل وقد يرى العالم ان المعارضة العراقية قد اصبحت ورقة بيد الولايات المتحدة بدليل انها ليس لديها القدرة على بيان مشروعها في مقابل المشروع الامريكي ولكننا بحمد الله قد وجدنا في هذا المؤتمر فرصة لاعلان مشروعنا وبيانه بصورة واضحة )[113].
وللأستاذ بيان جبر (ممثل "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" في سوريا ولبنان) تصريح حول هذا الموضوع وجدنا من الفائدة ذكره في هذا السياق ، قال فيه :
(أثارت زيارة وفد من المعارضة العراقية لواشنطن لغطاً كبيراً في العديد من الأوساط السياسية والإعلامية العربية الرسمية وغير الرسمية، ولا يزال. وبمقدار ما يتعلق الأمر بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، باعتباره أحد الأطراف الأساسية المشاركة في الوفد، لا بد أن نشرح وجهة نظرنا ونبين الأسباب التي دفعتنا إلى المشاركة في الوفد واللقاء بالمسؤولين في الخارجية الأميركية إيضاحا للحقيقة.
ترددنا كثيراً بشأن بيان الأسباب لولا أن هذا اللغط اتخذ وجهة أخرى ابتعدت في الكثير من جوانبها عن الصواب والموضوعية ولم تصب للأسف الشديد (مقتلها) في مجمل ما قالته وأكدته مع احترامنا للرأي والرأي الآخر. ولبيان الإيضاح وتوضيح الأسباب نؤكد ما يأتي:
1. نحن نعتقد إن الجدية الأميركية وإصرار الإدارة الجمهورية في واشنطن ليست (مغامرة) هذه المرة، بل هي توجه حقيقي علينا اغتنام فرصه التي تمنحها للأطراف المتضررة من صدام، ومخبول من يرفض الدخول في ساحة اغتنام الفرص، ولن نكرر خطأ البعض بـ (التنديد) بأميركا في الصحف و(التفاوض) معها في السر!!).
وقال أيضاً : ( إن مسؤوليتنا السياسية الوطنية تفرض وتفترض العمل في ساحة اغتنام الفرصة السانحة اليوم ، وهي فرصة أن لم نرتفع لاستحقاقها المفتوح والمنتج فإن الشعب العراقي مرشح لمجازر ابشع من بشاعة المجازر الحالية. لقد حدث أن تعامينا كمعارضة على مجازر النظام في الانتفاضة ولم نحسن التعاطي مع مخاوف السياسة الأميركية وقلقها أيام سقوط 14 مدينة ومحافظة عراقية بيد الثوار العراقيين. فانقلب الأميركيان إلى جانب (المهزوم) في حربه معها وتحولت هزيمته في الكويت إلى مجازر بشعة بحق العراقيين ولسنا في وارد تعداد جرائم النظام واستخدامه مختلف أنواع السلاح الكيماوي ضدنا، لكننا نقول إذا لم نحسن التعاطي مع المسألة الأميركية ونوظّف الطاقات والإمكانات للانفتاح على الصراع مع الديكتاتورية في بلادنا، فإن المجزرة الابشع أمامنا. نحن في معركة تقع في زمان حرج ومكان أضيق بكثير من مضيق جبل طارق، مع ملاحظة تأثير أبعاد جهات المعركة وضغطها الميداني والسياسي والعقائدي والنفسي علينا، فالبحر من أمامنا وصدام في بلدانا والأميركيان يتطلعون إلى العراق والديموقراطية والإصلاحات السياسية في الوطن العربي عبر الحملة العسكرية المقبلة. ولا نريد أن تخاطبنا أمهاتنا وإخواننا في السجون والمنافي وداخل أسوار الوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد (ابكوا كالنساء على فرصة لإنقاذ بلدكم لم تستطيعوا اغتنامها كالرجال) ومن بين أبناء العراق في المجلس الأعلى أصحاب الخبرة والتاريخ الطويل من المواجهات السياسية في الداخل والمواجهات السياسية في الخارج وبني الأحمر في الأندلس درس سياسي مهم اقله إننا لن نسلم العراق ثانية لـ(سايكس بيكو) 1916 ولن نسمح أن يكون مزرعة لعبد الرحمن النقيب - برسي كوكس وأبنائهم من عائلة التناسل (الإمبريالي) وأشقائهم في السلطة أمثال المجيد وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وصدام.
فإلى المزايدين نقول احتفظوا بمزايداتكم وللمطبلين كفوا عن التطبيل والتباكي على عراق صدام حسين أبو النعمة والحقائب السرية في فندق الرشيد وللمخلصين تريثوا قليلاً قبل إطلاقكم الأحكام القاسية!.
2. قبل ستة شهور من توجه وفد المعارضة العراقية لواشنطن لم تكن لدى المجلس الأعلى أية اتصالات مع الإدارة الأميركية ولم نجرب إجراء اتصال من أي نوع وفي أي مستوى لإيماننا أن الوقت لم يحن بعد لإجراء مثل هذه الاتصالات. وللحقيقة فإن المجلس الأعلى كانت لديه شكوكه المقنعة إزاء الجدية الأميركية حول إسقاط النظام وكنا نتحفظ دائماً في المشاركة باللقاءات والمؤتمرات والأجواء السياسية التي ترعاها الإدارة الأميركية هنا وهناك، لكننا كنا ولا نزال نعتقد ضرورة توفير الأسباب الكافية لإسماع صوتنا السياسي ومظلومية الشعب العراقي للأوساط الأميركية وبدورنا نستمع إلى وجهة النظر الأميركية، وهذا الإجراء الذي نمارسه ليس خلاف القاعدة أو القواعد المعمول بها في كل السياسات والدول والأنظمة الصديقة والمتشنجة مع واشنطن. وقد حققنا العديد من المكاسب السياسية ووفرنا على أنفسنا وعلى غيرنا في المعارضة العراقية جهوداً وسقفاً زمنياً لم يكن اختصاره وتضييقه لولا العمل بقاعدة الإسماع والاستماع، إن مشاركة وفد المجلس الأعلى في إطار وفد المعارضة العراقية تعود أسبابها إلى الرغبة في جس نبض الحركة السياسية الأميركية وجديتها وبالتالي تضييق مجال الانفراد في الحملة المقبلة وإسماع الإدارة الجمهورية صوت الأطراف الأساسية التي تصر على الشراكة على خلفية إنهاء المعاناة وإنقاذ المجتمع العراقي، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة (688 - 949) وان التغيير لا يتم إلا على يد الشعب العراقي.
3. إن وفد المجلس الأعلى لم يتوجه سراً للولايات المتحدة ولم يعقد اتفاقاً مع الخارجية والبنتاغون بشأن مستقبل العراق ولم يوقع على أي وثيقة تلزمه العمل بالقرارات والتوجهات الأميركية، بل انه ذكر المسؤولين الأميركيين باحترام رغبة الشعب العراقي الثابتة والتاريخية القاضية بإقامة حكومة وطنية ديموقراطية تلبي طموحاته وتحقق أهدافه من دون ضغط أو وجود أجندة إملاءات من هذا الطرف أو ذاك، لأن هدف قيام هذه الحكومة سيحقق بشكل طبيعي شروط الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة العربية على خلفية إن هذا الأمن ظل غائباً في العراق والمحيط العربي بسبب الإجراءات والممارسات الإرهابية لنظام بغداد عبر حلمه في قيادة العالم العربي ولو باستخدام القوة العسكرية. كما حدث في الثاني من آب 1990 باحتلال الكويت وتهديد المملكة العربية السعودية أو في حربه الطويلة ضد إيران، كما ذكر وفد المجلس الأعلى المسؤولين الأميركيين بأن الشعب العراقي يرفض كافة أشكال الوصاية والاحتلال والهيمنة على مقدراته وسيادته ووحدته الوطنية.
4. لم يذهب وفد المجلس الأعلى لواشنطن رغبة منه بزيارتها واستجداء للحلول الأميركية أو اتكاء عليها في مهمة إسقاط النظام فالمجلس يمارس دوره الميداني والسياسي منذ اكثر من عشرين عاماً في الشمال والوسط والجنوب العراقي ومقاومته الوطنية المشكلة من فيلق بدر والعشائر العراقية في الجنوب والوسط إضافة إلى أبناء العراق الذين يدعمون خططها واستراتيجيتها الميدانية تحولت إلى ظاهرة وطنية لا يمكن أن يتخطاها أحد وبهذا المعنى جاء الاعتراف الأميركي بالمجلس، وبهذا اللحاظ تمت المشاركة مع الأطراف العراقية وبناء على ذلك نعتقد إن مشاركة المجلس الأعلى في اجتماعات واشنطن جاءت تتويجاً لجهود ميدانية وسياسية طويلة بذلها المجلس في الداخل والخارج للتأكيد على دور المقاومة الوطنية الداخلية في تأصيل خيار التغيير. كما نعتقد أيضاً بأن المجلس أعاد صياغة قواعد العلاقة بين المعارضة العراقية والولايات المتحدة الأميركية فإذا كانت بعض القوى في المعارضة تتعامل مع التوجهات الأميركية بالشكل الذي يفقدها بعض (الهيبة) نتيجة لقاءاتها وعلاقاتها غير المتوازنة مع المؤسسات الأميركية، فإن المجلس الأعلى رفض الكثير من العروض كانت قدمت من قبل مؤسسات كبيرة وشخصيات مهمة لزيارة واشنطن منها دعوة آل غور نائب الرئيس الأميركي السابق للسيد الحكيم، ومؤدى رفض المجلس تلبية هذه الدعوات الشعور بأن الزيارات هذه إن لم تسفر عن نتائج حقيقية تفضي إلى موقف أميركي جدي من النظام - فإنها تتحول إلى (سهرات تلفزيونية) لا قيمة لها.
لقد ذهبنا للولايات المتحدة بناء على دعوة منها ولشعورنا إن الموقف الأميركي من النظام في عهد الرئيس بوش يختلف كلياً عن الإدارات السابقة كما إن تلك الدعوة كانت محددة بشرط أساسي هو إمكانية تطبيق القرارات الدولية دون الحاجة إلى العمل العسكري، لان من شأن تطبيق هذه القرارات (688 - 949) إضعاف بنية النظام العسكرية والأمنية على الشعب العراقي وما بقي ستقوم المعارضة العراقية وإرادتها الوطنية في الداخل به لإسقاط النظام. وللتاريخ نقول، بأن أحداً من أطراف المعارضة العراقية الذين التقوا رامسفيلد وكولن باول وديك تشني لم يطلب من الأميركيان مساعدة عسكرية أو أن تقوم القوات الأميركية بهجوم شامل وكل الكلام الذي قيل ويدعي غير ذلك فهو اتهامات لن نعيرها أية أهمية.
5. إن زيارة وفد المجلس الأعلى للولايات المتحدة لا تعني بالمطلق وجود تحالف بين المعارضة العراقية والإدارة الأميركية أو إن المجلس وضع كل أوراقه في سلة القوة العسكرية والقرار السياسي الأميركي، وهذا يعني إن المجلس الأعلى لا زال يعول على الإمكانية والدور العربيين في حل الأزمة المتفاقمة في العراق، بل انه يعتقد إن الجامعة يمكنها أن تلعب دوراً أساسياً في حل تلك الأزمة تماماً كما فعلت ذلك في لبنان أيام قوات الردع العربية وتالياً الاتفاق على إعادة الاستقرار وبناء الدولة والمجتمع المدني والتوافق اللبناني العام الذي تم في الطائف. ولذا نعتقد إن الجامعة العربية ترتكب خطأ فادحاً إذا وضعت أوراقها وصدقيتها ووجودها في سلة صدام وسلطته الإرهابية، وهو اختبار تاريخي لهذه المؤسسة العربية وضرورة وقوفها مع الشعوب وتحقيق أهدافها والمشاركة في تكريس وجودها وجديتها فيما كل زعماء العالم العربي يعرفون هذه السلطة وجبروتها وامتهانها للإنسان، إن غياب الجامعة العربية في المسألة العراقية وخلفيتها الإنسانية وعمليات القمع اللامحدود الذي تعرض إليه شعب العراق هو الذي يدفع بالمعارضة العراقية البحث عن أية نافذة تؤمن لها إيصال مظلومية شعبها ولو في آخر الدنيا!
فهل ستقوم الجامعة بهذا الدور أم إنها ستعمل في مشوار الأزمة وتنأى بنفسها عن مضمونها الخطير؟!)[114].
وفي حديث آخر يقول الشهيد محمد باقر الحكيم (قده) : (تثار في هذه الايام هنا وهناك في محافل مختلفة في صحف واذاعات ومحافل سياسية وهي ان المعارضة العراقية كيف تقدم المعارضة العراقية نفسها غطاء للتحرك الامريكي من اجل غزو العراق واسقاط النظام الصدامي؟ وان لم يكن هناك تعاون ولكن بالتالي فان المعارضة ستكون خيمة – على حد تعبيرها – رقيقة وليست سميكة للولايات المتحدة الامريكية؟!! الأمر الذي يترتب على ذلك ان القضية ستكون مأساوية جداً وخاصة بالنسبة للمعارضة الاسلامية المبدئية المضحية التي ضمخت مسيرتها بدماء الشهداء الطاهرة والمعاناة الواسعة والطويلة لعوائل الشهداء والمهجرين والمهاجرين والمشردين… الخ.
وفي معرض الرد على هذه الشبهة قال سماحته، عند التأمل قليلاً والنظر الى طبيعة الحركة الامريكية نجد ان هذه الشبهة لا أساس لها من الصحة وانما هي عملية تشهير وهتك وايذاء للمعارضة الاسلامية النظيفة بمثل هذه الادعاءات.. ففي أي وقت سمعتم ان الادارة الامريكية قالت اننا نريد غزو العراق لأن المعارضة العراقية قد طلبت منّا ذلك ؟! او ان الشعب العراقي قد طلب ذلك ؟ الادارة الامريكية تصيح ليل نهار في وسائل اعلامها اننا نريد دخول العراق لأن النظام العراقي يملك اسلحة الدمار الشامل ولا يسمح بدخول المفتشين ولا يطبق قرارات الامم المتحدة ذات العلاقة بهذا الموضوع ؟ نحن بالعكس ذهبنا وطالبنا مرات عديدة ودعونا مختلف المؤسسات الدولية وطالبنا بتطبيق القرار (688) الذي قدمته فرنسا والجمهورية الاسلامية وتركيا.. مرات عديدة قلنا.. يا فلان ويا فلان.. يا كوفي عنان.. ان المسألة ليست مسألة اسلحة الدمار الشامل وانما المسألة ان هناك قمعاً وارهاباً واضطهاداً لهذا الشعب.. ولكن لا احد يسمع مبررين ذلك بمبررات عجيبة وغريبة اذا كان الامر كذلك فكيف يصح لملتبس عليه او لشخص طيب طاهر مخلص ان يلتبس عليه هذا الأمر ويرى بأن المعارضة العراقية تقدم نفسها غطاء للادارة الامريكية؟!)[115].
الدعاة أم الدعوة
يقول حسن شبّر في ص(92): (ان التفريق بين الدعاة والدعوة كلام يدعو للسخرية حقاً فالدعاة إنما أصبحوا دعاة لأنهم آمنوا بالدعوة ، فهل يمكن ان يكون الدعاة رجالاً صالحين ولكن دعوتهم باطلة؟) ، وينقل كلام الشهيد الحكيم (قده) بأن الشهيد الصدر (قده) أوصى بالدعاة وليس بالدعوة حينما قال: (اوصيكم بالدعاة خيرراً فإنهم امل الامة) أو (أوصيكم بشباب الدعوة خيراً فإنهم امل الامة) وليس (اوصيكم بالدعوة خيراً فإنهم أمل الامة).
إنَّ السخرية الحقيقية هي أن نغفل عن إنهم دعاة لأي شيء ؟ وهي دعوة لأي شيء ؟ إنهم دعاة لإقامة الدولة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية ، دعاة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وانتم ترون أنها صفات جميع المؤمنين ممن انضموا الى صفوف حزب الدعوة الاسلامية او ممن لم ينضموا إليه ، فكل مؤمن هو داعية ، ولا يحق لحزب الدعوة الاسلامية أن يحتكر هذا الاسم (الدعوة) كما لا يحق لتنظيم آخر غيره ذلك. كما ان الداعية ضمن صفوف حزب الدعوة الاسلامية إنْ رأى من حزبه ما يخالف وظيفته الشرعية فالواجب عليه مخالفة الحزب والعمل بالشرع فالاساس في العمل كله هو الدعاة وهم الذين اوصى بهم الشهيد الصدر (قده).
فهل يوصي الشهيد الصدر (قده) بحزب يخالف المرجعية ولا يطيع اوامرها ولا يعترف بقيادتها للامة ويجعل من نفسه بديلاً عنها ؟!
وهل هذه صفات من يمكن ان يكون املاً للامة ؟!
أفتونا مأجورين يا سيد حسن شبَّر.
***************
الهوامش:
[101] الرد الكريم ـ ص91.
[102] شهيد الأمة وشاهدها ، القسم الثاني ـ ص33.
[103] المصدر السابق ـ ص193.
[104] شهيد الأمة وشاهدها ، القسم الثاني ـ ص194.
[105] المصدر السابق ـ ص192.
[106] المصدر السابق ـ ص192.
[#] أنظر إلى الأدب الجم والخلق الرفيع الذي إصطبغ به حديث الشهيد الحكيم (قده) وهو يتكلم عن أمور جوهرية تعارض فكرة (القيادة النائبة) التي طرحهـا الشهيد الصدر (قده) فهو هنا يكتفي بأن يسميها (ملاحظات) تأدباً مع الشهيد الصدر وفكـره ، حتى لا يدعي أحد أنه كان يرى نفسه أعلـى شأناً من الشهيد الصدر (قده) أو أن أفكاره أنضج من أفكار الشهيد الصدر (قده) ، بهذا الخلق الرفيع تحولت دقة النظر وقوة البيان وصحة الدليل إلى مجرد (ملاحظات) ، فالسلام على الشهيدين الباقرين الصدر والحكيم وسقاهما الله عزوجل من حوض الكوثر.
[107] المصدر السابق ـ ص195.
[108] إطلالة على السيرة الذاتية ـ ص36.
[109] شهيد الأمة وشاهدها ، القسم الثاني ـ ص194.
[110] المصدر السابق ـ ص195.
[111] المصدر السابق ـ ص195و196.
[112] الرد الكريم ـ ص32.
[113] هذا الحديث مأخوذ من موقع السيد محمد باقر الحكيم (قده) عبر شبكة الأنترنيت العالمية ، وهو : http://www.al-hakim.com
[114] هذا المقال للأستاذ بيان جبر مأخوذ من موقع الوكالة الشيعية للأنباء ( إباء) في شبكة الأنترنيت العالمية ، وهو http://www.ebaa.net
[115] هذا الحديث مأخوذ من موقع السيد محمد باقر الحكيم (قده) عبر شبكة الأنترنيت العالمية ، وهو : http://www.al-hakim.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat