صفحة الكاتب : ماجد هديب

لِنعْتَرِفْ بِخِيَانَتِنَا لِيَاسِرعَرَفَات
ماجد هديب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أوسلُوٌّ هِي مَحَطَّةُ كَكُل الْمَحَطَّاتِ وُصُولاً الى فِلَسْطِين.. لَمْ نَصِلْ بَعْد, وَلَكِننَا سَنَصُلُّ بِعَزِيمَةِ شُعَبِنَا وَصَلَاَبَةِ ارادته, وَمِنْ لَهُ تَحَفُّظ, فان لِي اُكْثُر مِنهُ, لَكُنَّ ايماني بِقدرةِ شُعَبِي وَبِحُقِّهِ فِي اقامة الدَّوْلَة يُلْغِي مَا اتخوف مِنهُ وَأَتَحَفَّظُ عَلَيهِ, لَأنَ الْاِنْتِفَاضَةُ لَمْ تَقِفْ بَعْد, وَمَرَاحِل تَطَوُّرِهَا 
مَا زَالَتْ فِي اِسْتِمْرَار.
 هَذَا مَا كَانَ يُرَدِّدُهُ دَوَّمَاً شَهِيدنَا الْخَالِدِ يَاسر عَرَفَات فِي جلساته حَوْلَ اِتِّفَاقِيَّة اوسلو فهُوَ الْقَائِدُ الْاِسْتِثْنَائِي، الَّذِي جَاءَ لِشَعَبَهُ مُنْقِذَاً ومنتشلاً لَهُ مِنْ حَيَاة الذلِّ وَالْمهَانِ لِيَنْقُلُهُ الى حَيَاة الْكَرَامَةِ, وَمِنْ حَيَاة التَّوَسُّلِ عَلَى اعتاب مُؤَسِّسَات التَّمْوِينِ الى الْاصْطِفَافَ امام مُعَسْكَرَات الثَّوَرَةِ لِاِمْتِشَاقِ السِّلَاَحِ, تَمَامَاً كَمَا كُل الأنبياء الَّذِينَ ارسلهم اللَّه لِإِخْرَاجِ النَّاسِ مِنْ حَيَاة الظلِمَاتِ الى النور.. إِنّهُ رَسُولَ شُعَبِ فِلَسْطِينِ جَاءَ لِإِحْقَاقِ الْحُقِّ وارساء الْعدْلَ فِي ظل عَالم مُتَغَطْرِس أَغُمْضَ عَيْنَيْهِ عَنْ جَرِيمَةِ اِغْتِيالِ وَطَنِ وَتَذْوِيبِ هُوِيَّةِ شُعَبِ وَتَشْتِيتِهُ. اِنْه مُفَجِّر الثَّوَرَةِ، لِحِمَايَةِ أَرْضِ الرِّسَالَاتِ السَّمَاوِيَّةَ، حملَ الْبُنْدُقِيَّة وَخَاضَ الْحُروب، وِجَابَ الأرض طَوَّلاً وَعَرَضاً لِلتَّعْرِيفِ بِحُقوقِ شُعَبِهِ وَاِسْتِقْطابِ الدُّعمِ لَه،وصلَ لَيْلُهُ بِنهَارِهِ وَلَمْ يَتْعَبْ, رَغْمٌ مَا فَعُلُوًّا وَحَاوَلُوا, سَوَاءٌ كَانَ ذلكَ مِنَ انظمة الْخِيَانَةَ وَالْغَدَر او الأعداء, حَيْثُ كَانَ يَخْرُج بعد كل حرب او مؤامرة مِنْ تَحْتَ الْأَنْقَاضِ ممتشقاً سِلَاَحُهُ رَافِعَاً بِإِصْبَعَيْهِ، إشَارَة النَّصْرِ، وَقصفة زَيْتونٍ بِالْيَدِ الْأُخْرَى لِلْإِبْقَاءِ عَلَى خَرِيطَةِ فِلَسْطِين سِيَاسِيًّاً. هُوَ لَيْسَ كَمَا نَحْنُ, وَنَحْنُ لَا نَمْلُكَ ان نُكَوِّن كَمَا هُوَ, هُوَ الْقَائِدُ الْمُوَاطِن, وَهُوَ الْغَاضِبُ الْهَادِئ, وَهُوَ الْحَاسِمُ الْحَنُون.. هُوَ الثَّوْرِيُّ السياسي والمسالم الشَّرِس, وَهُوَ الْمُبْتَسِمُ الْمُتَجَهِّم, وَالطِّيبَ الصّلْب.. يُدَاعِبُكَ كَطِفْلِ امامه, يَتَحَسَّسُ عَلَى الآمك واوجاعك, يَجْمَعَ الْكَلُّ حَوْلهُ, يسَالُ عَنْ مِنْ يُعَادِيهِ, وَمِنْ يتامر عَلَيهِ او يُعَارِضُهُ ايضا ,وَيُسَارِعُ لِلْاِطْمِئْنَانِ عَلَيهُمْ كَلَمَّا بَلَغَهُ اِنْهَمْ بِحَاجَةِ الى مِنْ يَتَلَقَّفُهُمْ مِمَّا اِصْبَحُوا فِيهِ مِنْ مَرَضٍ او عَوَزٌ. يَجْمَعُ الْجَمِيعُ, وَيَجْلِسُ مَعَ الْجَمِيعِ ليُرْسل مِنْ خِلَالهُمْ رَسَائِل لِلْجَمِيعِ لِتَحْقِيقِ هَدَفٍ سَعَى الِيه فَيَجْمَع الْعَمِيل وَيُجَالِسُهُ ان أراد ايصال أمرٍ لإسرائيل ليَرْبَك مَا ارادوا فعلَهُ, كَمَا كَانَ يُجَالِس مِنْ بَاع نَفْسهُ لِأَنْظِمَةِ الْغَدَرِ ليفْسُد حسابات مَا تُكَالِبُوا عَلَيهِ, لَكِنهُمْ وللأسف قد نَالُوا مِنهُ ,لَيْسَ لقْوَة فِيهمْ, او ضُعِف مِنهُ, بَلْ لِثِقَتِهِ الَّتِي منَحهَا لِشُعَبِهِ الَّذِي اِنْفَضَّ مِنْ حَوْلهُ ,لَيْسَ كَرِهًا فِيهِ, بَلْ لِأَنّهُ تَاهَ فِي الْبَحْثِ عَنْ مُصَالِحِهِ وَالْاصْطِفَافِ مَعَ قُوَّة وَعِصَابَاتٍ وَحِسَابَاتٍ فَاِكْتَمَلَ حِصَارُهُ بِفُعُلِ هَؤُلَاءِ ليصْبَحْ حصاره عرْبياً وَدولياً بَعْدَ ان مَهَدُوا لِهُ فِلَسْطِينِيَّا فَاِتَّجَهَ قَبَلَةُ الْقُدُسِ وَعَّيْنَاهُ تَدْمَعَانِّ مردداً لِقَدْ خذلوني يا قَدَّسَ وما عاد لي قوة للوُصُولِ الِيكَ وَسُيوف غَدَرهُمْ تُلَاحِقِنَّي وانا عَلَى اعتابك. نِعْمَ لِقَدْ غَدرُوا بِهِ وَاِنْفَضُّوا مِنْ حَوْلهُ, لانَهُمْ ارادوا سُلْطَة لَا ثَوَرَة وَلَا دَوْلَة, فسَاهَمُوا بِخُطَّةِ انهاء الْكُبَّارَ وَاسقاط حكمة الشُّيُوخِ وَتنحية نخبة الثُّوَّارِ وَاِسْتَبْدَلُوهُمْ بِتَيَّارِ الأسرلة وهم مِنْ أَرَذْلِ الصّغَار, الَّذِينَ غَدِرُوا بِهِ وَمَا زَالُوا يَتَبَاكَوْنَ عَلَى رَحِيلهُ وَنَحْنُ مَعهُمْ لَسْنَا ابرياء, لِأَنّنَا سَمْحَنَا لِهُمْ ان يَخْدَعُونَا, كَمَا سَمْحُنَا لِغَيْرهُمْ الْمُتَاجَرَةَ فِينَا بِشِعَارَاتِ الْمُقَاوَمَةِ الَّتِي هِي مِنهُمْ برَاءٌ. نِعْمَ عَلَينَا ان نَعْتَرِفُ بَانَنَا غَدَرُنَا بِياسر عرفات عندما اِلْتَزَمَنَا الصُّمَتُ على حِصَارِهِ وَتَعَامِيِنَا عَنْ حُفَّظ اُرْثُ نِضَالَهُ وَتَجْسِيدَ فِلَسْطِينُ جُغْرَافِيَّا بَعْدَ تَجْسِيدِهِ لهَا سِيَاسِيًّا.. نعم لِنَعْتَرِفْ بَانَنَا غَدَرُنَا بِيَاسِر عَرَفَات وَعَلَينَا أن نَقْرَ ايضا بَانَنَا مَا زَلَّنَا فِي مَرْحَلَةِ صمتٍ وَخَنُوعْ لأنِهُمْ نَجَّحُوا فِي ايصالنا لِمُرحلَةٍ مُتْعِبَةٍ لَا نَجْرُؤُ عَلَى قَوْلِ فِيهَا وَلَا نَمْلُكَ فَعَل وَلَا حَتَّى قرَارٍ... لِنَعْتَرِفْ اذا بِخِيَانَتِنَا.
كاتب فلسطيني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد هديب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/13


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : لِنعْتَرِفْ بِخِيَانَتِنَا لِيَاسِرعَرَفَات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net