صفحة الكاتب : امل الياسري

قل هاتِ جداً كجدهِ لأقول فيكم مثلها!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلمة سر محمدية سرمدية البقاء، بوجود الإمام زين العابدين (عليه السلام)، في واقعة الطف، وهو يعاني مرضاً شديداً، لا يستطيع معه الحركة والنهوض، للدفاع عن والده ونساء البيت العلوي الطاهر، حيث بات وحيداً بعد العاشر من محرم الحرام، يوم أقدمت الفئة الأموية المنحرفة، على قتل أبن بنت نبيها، فظهرت الحقيقة من خلال، عقيلة الطالبين السيدة الحوراء، بضرورة المحافظة على حياته، حتى لا تخلو الأرض من حجة، ليعد العدة لإكمال عملية التغيير، وإسقاط الحكم الأموي الفاسد! 
الدور الإعلامي للإمام السجاد (عليه السلام)، أكثر تأثيراً، وأمض قوة من السيوف والرماح، وبات هو وعمته السيدة زينب (عليها السلام)، ثورة ضاربة للإعلام اليزيدي المزيف، وأبواقه المأجورة، التي حاولت نشر ثقافة السكوت، على الظلم والظالمين بين المسلمين، بل وحتى تأييدهم وإقناعهم للسذج، بأن الحسين (عليه السلام) خرج على طاعة الخليفة، لذلك أصبحت مهمة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، قيادة مشروع لتصحيح الدين، وتعميق مفهومي الإمامة والولاية، فكان مدرسة متكاملة في الإيمان، والعبادة، والتقوى، والزهد، والفضيلة! 
 حضور الإمام السجاد (عليه السلام) في نينوى، سر كربلائي خطير، كان السبب في إحياء واقعة الطف، وخلودها الى الأبد، فأتخذ من الدعاء والبكاء، أعظم ثورة بوجه الطغاة، فقال مرة: كيف لا أبكي وقد منع أبي الماء، وهو أهون موجود وأعز مفقود، لقد مات عطشاناً، في زمن تعطيل الحدود، وإيقاف الشريعة الإسلامية السمحاء، ونشر البدع والفتن، وكان لا بد من المواجهة والتصحيح، ليميز الخبيث من الطيب، فآل أمية ما هم إلا كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً!
روي أن هشام بن عبد الملك، كان يحاول الوصول الى الحجر الأسود، في موسم الحج فلم يستطع بسبب الزحام، وفجأة تكشف الطريق لرجل ذي هيبة، هوت إليه الأفئدة، وناخت العقول بفكرها نحوه، وأمسك الإمام زين العابدين بالحجر الأسود، فسأل هشام مَنْ هذا؟ وكان الفرزدق حاضراً، فأنشد: 
هذا الذي تعرف البطحاء       وطأته والبيت والحل والحرمُ
وليس قولك مَنْ هذا بضائره        العرب تعرف مَنْ انكرت والعجمُ
فسأل الفرزدق هشاماً: هات جداً كجده وأباً كأبيه لأقول فيكم مثله! 
إن قول الشاعر الفرزدق كان في محله، فشتان ما بين الثريا والثرى، ولا وجه لمقارنة أهل بيته الأطهار، بدءً بأجداده محمد، وعلي، وجدته الزهراء، وعمه الحسن، وأبيه الحسين (عليهم السلام أجمعين)، فهم معدن الرسالة، وبيت النبوة، تركوا الدنيا، وكأنها قنطرة للعبور وما عمروها، وإنما أثاروها بالعلم والزهد، ومنهم سيد الساجدين، وزين العابدين، الذي أقام عاشوراء في كل لحظة من حياته، وبدت شعائر البكاء والعزاء، خالدة خلود أصحاب الكساء، الذين أبعد الباريء عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً!  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/08



كتابة تعليق لموضوع : قل هاتِ جداً كجدهِ لأقول فيكم مثلها!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net