صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

هل نجحت إسرائيل بتشويه الإسلام؟
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، عدة مقاطع فيديو تشير بشكل مباشر، لتعاون إسرائيلي مع تنظيم الدولة "داعش" وأشارت التقارير أيضا، عن وجود دعم لهذه المجموعات، من استخبارات دول عظمى، اشتركت في بلورت هذا الفكر، وأن هذه الأيدولوجية لم تكن وليدة الساعة، بل أسس لها، وتم زرعها داخل الوسط الإسلامي، بالتعاون مع أنظمة ودول خليجية عربية.

قبل أكثر من نصف قرن، أنشأت هذه الجماعة، وبدعم مخفي من أنظمة خارجية، وعلى رأسهم الصهاينة، التي تخطط لمستقبلها، فتعلم أجيالها بأن إسرائيل، تمتد من الفرات إلى النيل.. وقد جندت كثير من الأشخاص، وأرسلتهم إلى البلاد العربية، بصفتهم أئمة مساجد! وأخذت تثقف لهذا الفكر الجديد، وربطته بالإسلام، لان أكثر الدول التي تنوي احتلالها، تحمل الهوية الإسلامية.
أستمر هذا المنهج، وأخذ بالتطور والتبرعم، حتى نشئ أول تنظيم في أكثر الدول فقرا وجهلا، أطلقه عليه "القاعدة" في أفغانستان، التي أخذت مساحة إعلامية كبيرة جدا، وكان مهمته الأساسية، هي رسم صورة إرهابية ودموية عن المسلمين، في أعين مواطنو الغرب، التي استهدفتهم بتفجيرات وقتل باسم الإسلام، وكان 11 أيلول عام 2001 الذريعة لاحتلال أفغانستان وبعدها العراق.
ثم أخذ هذا التنظيم يتقهقر ويتلاشى، حتى ولد من رحم القاعدة؛ عدة تنظيمات، أستمرت بالتطور في بلاد الشام، بعد إن وجدت أرض خصبة لزراعة مثل هذه الأفكار الدخيلة، وبعد أحتلال العراق عام 2003، أرسلت سوريا، تلك المجموعات إلى العراق، وقاموا بهجمات كبيرة، راح ضحيتها ألاف العراقيين الأبرياء.
حتى نشاء ذاك الورم الخبيث، وسرعان ما احتضنته إسرائيل وعرضت خدماتها، من تغذية وإسناد، بالتعاون مع الدول الخليجية وأولها السعودية، التي أخذت على عاتقها نشر الفكر المتطرف، إلى أبعد الحدود، وأطلقت عليه اسم "الدولة الإسلامية" أخذ بالتمدد والانتشار الكبير، في الأراضي الرخوة، ليفرض عقيدة الموت والقتل والذبح، دخل الأراضي العراقية، بإسناد داخلي وخارجي.
قوة العقيدة الشيعية المبنية على الإسلام المحمدي الأصيل، وقفت بوجه هذا التمدد، وكان من الصعب اختراق هذه العقيدة الجعفرية الصلبة، أسقطت كل المخططات، بفتوى قائد الشيعة العظيم(السيد السيستاني دام ظله) أعلن الجهاد الكفائي، وأنطلق حشد السماء؛ كالسجيل، على أعداء الإسلام.
من يبرع في ربط الإحداث، يجد إن ما حصل مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس، هي سلسلة لعمليات ستقوم بها تلك المجموعات، لعزل المسلمين داخل فرنسا والاتحاد الأوربي بشكل عام، وخلق نوع من الكره والعنصرية، اتجاه المسلمين في العالم، وكان المستفيد الأول والأخير من تلك الإعمال، هو الكيان الصهيوني، الذي يعمل ويرسم ويخطط قبل أكثر من خمسين عاما لمثل هذا اليوم.
ولسذاجة العرب وجهلهم، انطلت عليهم تلك الخدع بسهولة، بل كان لهم الدور الأساسي في ترسيخ هذا المفهوم المتطرف في عقول شبابها، والآن تسوق إسرائيل في عقول العرب من خلال إعلامها، "إن إيران عدوة العرب" لضرب عصفورين بحجر واحد، وهذا أيضا يصب في مصلحتها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/25



كتابة تعليق لموضوع : هل نجحت إسرائيل بتشويه الإسلام؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net