صفحة الكاتب : باسم العجري

من أرتد بعد وفاة الرسول (صلواته تعالى عليه وعلى آله)؟.
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران/ 144.
عند قراءتنا لهذه الآية الكريمة نجد تفسيرها، في عقولنا القاصرة تدل على أن بعد النبي (صلواته تعالى عليه وعلى اله) هناك من ينقلب على عقبيه، والانقلاب هنا، له إشكال، كما حددها بعض المفسرين، ووضع النقاط على الحروف، ومنهم من تجاهل السبب الحقيقي، للانقلاب، وذهب يبحث في زوايا التاريخ إلى مخرج لأصحابه، لكي ينقذهم من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، بعد وفاة الرسول (صلوات ربي تعالى عليه وعلى اله).
هنا نجد معنى الآية في تفسير الميزان، للطبطبائي (قدس سره) يرى أن فيها من سياق العتاب والتوبيخ: فأن محمدا (صلواته تعالى عليه وعلى آله) ليس إلا رسولا من الخالق مثل سائر الرسل، ليس شأنه إلا تبليغ رسالة ربه لا يملك من الأمر شيئا، وإنما الأمر له وحده والدين دينه باق ببقائه، فما معنى اتكاء إيمانكم على حياته حيث يظهر منكم أن لو مات أو قتل تركتم القيام بالدين، ورجعتم إلى أعقابكم القهقرى واتخذتم الغواية بعد الهداية؟.
ما حصل عند قول عمر بن الخطاب، عندما مات النبي( صلوات تعالى عليه وعلى اله) من قال: انه مات قتلته، وفي أول ساعة لفقدانه؛ نكروا الحق، وهو الموت والفناء الذي وعد الخالق عباده، وبهذا النكران ترتب عليه شيء أكبر وهو الدين الإسلامي، هو دينه عز وجل، فهل ينتهي بموته، فلسفة الموت عند المسلمين يجب أن تكون مهضومة في تلك ا
لمرحلة، لعدة أسباب، أولها وأهمها أنه هم أصحاب خاتم الأنبياء وهذه ميزة تحسب لهم لو كانوا يشعرون بها، داخل أنفسهم وليس على الظاهر فقط.
قال: أبن القيم؛ في تفسيره، أن هذه الآية هي تزكية أبو بكر الصديق، بلحاظ أنه قال: (أن من يعبد محمد فأن محمد قد مات وأن من يعبد ألخالق فأنه حي لا يموت)، وبدأ يبرر بأن من الأصحاب من ارتد، فقاتل المرتدين، وبهذا تعتبر أعظم فضيلة له، والسؤال هنا هل كان المسلمين لا يدركون ما هو الموت؟، ولم يعلمهم الرسول ( صلواته تعالى عليه وعلى اله) فلسفة الحياة والممات، في الدين الإسلامي.
في الختام؛ ثمة أمر شرع بعد موت الرسول (صلواته تعالى عليه وعلى أله) هو تأسيس العنف والقتل، وكذلك وجود باب الارتداد، لشرعنه القتل، وبهذا تأسس الإرهاب بعد وفاة خاتم الأنبياء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/11



كتابة تعليق لموضوع : من أرتد بعد وفاة الرسول (صلواته تعالى عليه وعلى آله)؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net