سيادة العراق وهيبته والأجتياح التركي؟
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل أيام وبلا أية مقدمات صحى العراقيين في أحد صباحاتهم المليئة دائما بالنكد والخوف والقلق على وقع أصوات جنازيردبابات ومدرعات وباقي الأسلحة الثقيلة للجيش التركي وهو يتوغل بالعمق العراقي لأكثر من (100) كلم!، ليعسكر في معسكر (الزلكان) في ناحية بعشيقة الموصلية!.
وبغض النظر عن صدقية النوايا التي يدعيها الأتراك! بأنهم جاءوا بناء على طلب الحكومة العراقية لتدريب الجيش العراقي!، فأن واقع الحال يقول غير ذلك تماما!؟، حيث لم يرد ولم نسمع أي تصريح بذلك من قبل مسؤولي الرئاسات الثلاثة؟!
وخاصة في خطاب رئيس الحكومة(العبادي) عن أزمة التدخل ، حيث أشار وأكد الى رفض أي تواجد أجنبي على الأراضي العراقية، مؤكدا على عدم الطلب من القوات التركية بذلك!، وطالبا منها الأنسحاب الفوري؟!،
الأكثر صلافة وقباحة في الموقف التركي المشين هو أنه وعلى الرغم من رفض الحكومة العراقية وجود القوات التركية على الأراضي العراقية وضرورة أنسحابها ألا أن الرئيس العثماني(أردوغان) يرفض الأنسحاب!!، مما يؤكد سوء النوايا التركية؟!!.
وعلى الرغم من حالة الألم التي يعيشها العراقيين وهم يرون وطنهم قد اصبح لقمة سائغة في فم هذه الدولة العثمانية وتلك الدولة الخليجية، وفي فم وأطماع مسعود البرزاني وأقليمه، بعد أن أصبح العراق ومع الأسف وكما يقال(ملطشة)!! لدول الجوار والأقليم.
ألا أنني ورغم كل ذلك و ما حدث من توغل وتجاوز تركي على السيادة العراقية، لا أرى في ذلك عجبا!!، فقد عملت الأدارة الأمريكية ومنذ سقوط النظام السابق، على أضعاف الحكومة المركزية في بغداد وأمتهان سيادة العراق، بشتى الوسائل وذلك بخلق الصراعات والفتن السياسية،بين الأحزاب السياسية الماسكة والمشاركة في الحكم،
وفتح الحدود العراقية ليستوطن الأرهاب ويعشعش في الأرض العراقية وليستباح العراق من كل دول الجوار ومن دول الأقليم الطامعين أصلا بالعراق منذ مئات السنين!!.
أن عالم اليوم هو عالم الأقوياء!!، ولا مجال للضعفاء فيه!، وأذكر هنا ان الرئيس المصري المخلوع (حسني مبارك) وقبيل ثورة الجماهير عليه، عقد أجتماع للحزب الحاكم تدارس فيه أوضاع البلاد
وركز على نقطة جوهرية في الأجتماع قائلا مهما تكن ظروف البلاد الداخلية صعبة، علينا ان لا نضعف ويجب أن تبقى مصردولة قوية مهابة بين الدول.
نقول أنه وحتى بعد صدورقرار مجلس الأمن بوضع العراق تحت طائلة البند السابع، عقوبة له بعد أحداث الكويت عام 1991 وبقدر ما خلخل وأضعف هذا القرار وضع العراق خارجيا بين دول العالم وجعله عرضة لمفتشي الأمم المتحدة بلا أية قيود وفي أي وقت !!
ألا أن العراق ظل قويا متماسكا من الداخل وعصيا على دول الجوار الكارهين والحاقدين والمتربصين له!، فلم تتجرأ أية دولة من دول الجوار ودول الخليج من المساس بالأرض والسيادة العراقية!.
ألا أن مجريات الأمور والأحداث التي عصفت بالبلاد من بعد السقوط والأحتلال الأمريكي البغيض للعراق وتدخل كل دول الجوار بالشأن العراقي، بسبب من ضعف القيادات والأحزاب السياسية البائسة التي قادت البلاد من بعد السقوط وفسادها الفضيع والمخزي وعدم وطنيتها,
وما عاشته من صراعات وتناحرات طائفية أضافة الى لهاثها وراء مصالحها الحزبية والفئوية والقومية والشخصية الضيقة، ادت بالتالي الى كل هذا الخراب والدمار والضياع والذي وصل الى حد التجاوز على سيادة العراق وأرضه ومياهه من كل دول الجوار وآخرها وليس أخيرها! التجاوز التركي.
أن حالة التناحربين قادة الأحزاب السياسية وحتى داخل التحالف الواحد والحزب الواحد!! وعدم أتفاقها على أية قرار وطني يخدم البلاد ويجنبها أية شرور أضافة الى فساد تلك الأحزاب ونهبها لثروات الوطن وترك الشعب يفتقر الى أبسط الخدمات، رغم الثروات والموارد الهائلة التي دخلت العراق من تصدير النفط منذ عام 2003 والتي ذهبت كلها هباء!
كل هذه الأمور وغيرها رسمت صورة مهزوزة ومشوهة عن العراق في عيون العالم، ولم يعد له ذلك التأثير والأهتمام بين دول العالم!، وكيف يكون للعراق أهتمام و هيبة بين دول العالم؟ والرئيس (معصوم) الذي شارك في مؤتمر (المناخ والأرهاب) الذي عقد في باريس أخيرا، يفقد(يضيع)!!! الخطاب الذي يفترض ان يلقيه في المؤتمر،
وهنا لا بد من الأشارة بأن الرئيس (معصوم) الوحيد من بين(86 ) رئيس دولة شارك في المؤتمر تم أستقباله من قبل وزير الخارجية الفرنسي( لوران فابيوس)!! عكس الرؤساء الباقين الذين تم أستقبالهم من قبل الرئيس الفرنسي (هولاند) حسب الأعراف الدبلوماسية.
أن هيبة الدولة وقوتها من هيبة وقوة قائدها ورئيسها!، ولنا بالرئيس الروسي (بوتين) خير دليل على ذلك الذي اقام الدنيا ولم تقعد لحد الآن على خلفية أسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك!! والذي جعل الرئيس(اردوغان) يرتجف خوفا!!!! ويتوسل هنا ويتوسط هناك من أجل عقد أجتماع لتسوية الأمر!!.
ومن أين تأتينا الهيبة ورئيس حكومتنا(العبادي) يظهر أمام العالم وهو يرتدي(دشداشة سوداء مع عرقجين أسود)!!!! وهو يشارك في مراسيم أربعينية الأمام الحسين عليه أفضل السلام.
أما كان الأجدر به أن يرتدي بدلة سوداء ومعها ربطة عنق سوداء، تعبيرا عن المشاركة في هذه المناسبة العظيمة، ثم على رئيس حكومتنا أن يعرف هو وغيره أن الأمام الحسين عليه أفضل السلام هو رسالة وفكر وبرنامج عمل من أجل الناس ومن أجل أحقاق الحق، وهذا لا يكون بلبس (الدشداشة واللطم)! بل يكون بالسير على نهجه ورسالته.
نقول أخيرا أن العراق لا يستحق كل هذا الذي جرى ويجري عليه والذي هو بسبب سوء قادته وأحزابهم السياسية، الذين أضاعوا هيبة العراق وسيادته و أوصلونا الى كل هذا الضياع والضعف والتشتت والفقر، وحسبنا الله.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat