تتصاعد وتيرة الأعمال في مشروع حفر خندق حول مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب السنة والكرد من جهة، والكرد والحكومة المركزية من جهة ثانية والمهددة من تنظيم داعش الذي حاول ولأكثر من مرة إرسال تعزيزات الى المناطق المحيطة بالمدينة بغية إختراق تحصينات البيشمركة والدخول إلها عنوة، كما إنه يهدد كركوك من جهة الجنوب ويتواجد لديه المئات من المسلحين في الحويجة العربية التي شهدت عمليات نوعية ضد التنظيم من قبل قوات أمريكية خاصة وبمعونة الكرد وتمكنت تلك القوات من إعتقال العديد من المسلحين الذين كانوا يخططون لهجمات ويباغتون القوات الكردية من حين لآخر.
الخندق الذي تزمع كردستان حفره حول كركوك يبرره الكرد بالحاجة الى موانع طبيعية بغية التمكن من السيطرة على الخطوط الفاصلة عن المناطق العربية المحتلة من داعش في كركوك وتلك المتصلة بالموصل حيث ينشط داعش ويهدد من حين لآخر وبهذا يتمكن الأكراد من تمتين خطوطهم الدفاعية والقتال المنظم والصمود لفترة طويلة ولإحباط أية هجمات محتملة لكن ليس متوقعا أن يحظى هذا الأسلوب من العمل بقبول في بغداد التي تنظر بعين الشك الى أي خطوة يقوم بها الكرد وتعدها تكريسا لنفوذهم على المدينة الغنية التي تضم إضافة الى الثروات مكونات إجتماعية متفجرة كالقنابل، حيث الكرد الذين يعتقدون بعائدية المدينة الى إقليم كردستان، والعرب السنة الذين يرونها مدينة تاريخية لوجودهم، والتركمان الذين يؤمنون بتركمانيتها، بينما يعيش القليل من المسيحيين والشيعة، وربما مكونات أخرى لاقيمة لوجودها على مستوى النسب والأعداد.
كان الحديث يجري أيضا عن خنادق يمكن حفرها على إمتداد الحدود بين الأنبار المسيطر عليها من داعش والسنية المكون، وكربلاء التي تضم مراقد أئمة شيعة وهي شيعية بالكامل وتتصل بالنجف التي يوجد فيها مرقد الإمام علي، وبقية مدن الفرات، وهناك حديث عن خنادق حول بغداد لحمايتها من هجمات التنظيمات المتطرفة، لكن تلك الخنادق لم تر النور إلا بشكل محدود للغاية ووفق خطط عسكرية مرحلية ضمن إستراتيجية المعارك العابرة، غير إن الخلاف لايركز على الحاجة الى تلك الخنادق، بل هو نوع من النقاش حول النوايا، فإذا كان الشيعة يريدون تحصين دفاعاتهم في مواجهة داعش، فإن العرب السنة والشيعة معهم وأطراف في حكومة بغداد ترى إن النية الحقيقية هي لضم كركوك الى إقليم كردستان وفصلها تماما عن بقية العراق، والإستحواذ على كل مايتوفر فيها من ثروات تعود في النهاية الى الدولة الكردية المزمعة التي ينوى القادة الكرد الترويج لها وتأكيد إعلانها، سواء من خلال قرار مركزي، أو بقرار من برلمان الإقليم، أو بإستفتاء يتم إعتماده لإتخاذ قرار بهذا الشأن.
فهل سيواصل الكرد مساعيهم لضم كركوك، أم هي حرب خنادق لاتنتهي.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat