صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأقوياء يهابون الأقوياء!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من قوانين السياسة والتفاعلات الدولية أن القوي يَهاب القوي , والأقوياء يفترسون الضعفاء , والضعفاء يفترسون بعضهم البعض؟!!

 
المُفتَرِس لا يُفترَس , فالأسد لا تأكله الهوائم , والصقور لا تأكلها الحيوانات الأخرى كالكلاب وغيرها , لأنها تهابها وهي ميتة!!
 
ومن أهم القوانين أن الأقوياء لا يُؤتمَنون , وأنهم يميلون نحو الأقوياء , ولا يعنيهم إلا آليات تحقيق المصالح وبلوغ الأهداف , فلا ثقة ولا وفاء ولا ثبات في سياسات الأقوياء , وإنما هي التفاعلات الإفتراسية الدائبة , والتواصل مع ما يتوافق معها , ويساهم في زيادة قدرات إلتهام الأهداف.
 
وما يجري في المنطقة , لا يشذ عن هذه الأليات , المتحكمة بسلوك القوى الساعية بالإتجاهات الأقوى , التي تؤمن المصالح بخسائر أقل , ولهذا فأن القوة اللازمة لتحقيق مصالح الأقوياء , هي الفاعلة في المنطقة والمُؤيَّدة بهم والمحمية بإرادتهم , لأنها تترجم منطلقاتهم وتؤمّن مصالحهم وتنجزها بقدرة أكبر.
 
وأصبحت الدول العربية , لما أصابها من إضطراب وهلهلة , أهدافا سهلة وفرائسَ سمينة للجميع , وتنصلت العديد من المجتمعات عن هويتها , وتشبثت بمواصفات ومسميات جديدة تتوافق ومصالح الدول المُفترسة , وتنفيذ برامجها ومشاريعها الدفينة.
 
ولهذا فأن العروبة تم دحرها أو إلغاؤها من الوعي العربي المعاصر , لكي تحل مكانها الهويات الجديدة , اللازمة للتواصل في إنجاز المشروع , وإدامة التفاعلات الضرورية للتنمية التدميرية للذات العربية في كل مكان.
 
ومما يثير العديد من علامات الإستفهام , هناك من بين العرب الكثيرون المستعدون والمؤهلون للإنطلاق إلى حيث تريد البرامج والمخططات , وهم يندفعون بغفلة وسذاجة , ولا يفهمون ماذا يتحقق من حولهم ويُستثمر فيهم , وإنما هم أدوات لتمرير أفظع المخططات وأقبح التفاعلات وأسوؤها في مسيرة المجتمعات المعاصرة.
 
ولا يمكن للعرب أن يستعيدوا قوتهم وكرامتهم وعزتهم ويرهبوا الآخرين من حولهم , إلا بالعودة إلى عروبتهم وإدراك المخاطر الحافة بهم , ووعي أن لا بد لهم من الإعتصام بما يجمعهم , ويؤهلهم للحفاظ على هويتهم وذاتهم وموضوعهم , وأن لا يكونوا أدوات سهلة لتحقيق أهداف الآخرين , الذين يسخرونهم لإستعادة أمجادهم , والوصول إلى أهدافهم بخدعهم وأضاليلهم , وإمتهان العرب وفقا لمسميات وتصورات وتوصيفات لا قيمة لها ولا معنى , إلا أن يقتل العربي العربي ويقضي على وجوده الوطني والإنساني , ويدفع بالأجيال لتكون من ممتلكات الآخرين وعبيدهم.
 
فهل أدرك العرب اللعبة أم أنهم في غفلتهم يعمهون؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/18



كتابة تعليق لموضوع : الأقوياء يهابون الأقوياء!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net