صفحة الكاتب : محمد الحسن

هل أبتلع العبادي طعماً؟!..
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما يُخالف منطق الأشياء، يخضع لتحليلات بغية معرفة السر وراء تلك المخالفة التي يُدركها العقلاء. المنطق يفترض عدم مقدرة العبادي على تشكيل حكومة جديدة، من الناحية الدستورية والواقعية على حدٍ سواء، سيما إنه أهدر فرصة سابقة أُتيحت له، عندما فوّضته المرجعية، الشعب، والبرلمان؛ فكيف يستطيع إستثمارها بعد سحب التفويض؟!

عملياً، لا يمتلك العبادي ثقلاً برلمانياً يؤهله لإطلاق مشروع "حكومة تكنوقراط"، وشعبياً؛ فالظروف الإقتصادية وتجربته الإصلاحية الأولى، لم تؤهلانه لمضاعفة رقمه الإنتخابي (خمسة آلاف). الإعتراض الشيعي على العبادي، بدأ بالمجلس الأعلى، وقد يفتك بدولة القانون، إذ إنّ حزب الدعوة هو المكون الوحيد داخل كتلة القانون، الذي يعتبر الحديث عن تغيير العبادي "خطيئة كبرى"..!

توصيف تغير العبادي بهذا الوصف المرعب، قد يستند على "خديعة كبرى" أو ربما مؤامرة، عنوانها تكنوقراطي، ومضمونها مكوناتي يسرّع من دخولنا في عراق أو دول "ما بعد داعش"!..

الصمت (السني-الكوردي)، مصحوباً بلقاء قيادات رئيسية في هذين المكونين برئيس الوزراء، إتصالات وإجتماعات أخرى بين بعض القوى الغربية والعبادي من جهة، والسنة والكورد من جهة ثانية.. الأهم، دور السفارة والخارجية السعودية في عملية الشحن والتفريغ الطائفي اليومي. هذه ومعطيات أخرى، تُشير إلى إنّ ثمن (التكنوقراط) هو العراق ذاته.

الأمريكان يسعون بجهد كبير، لحل الأزمة العراقية أولاً، لإنها الأساس الذي منه تبدأ التسويات، ومنها القضاء الأبدي على "داعش". السيناريو المطرح أمام الأمريكان؛ يمثّل إرادة القوى السنية والكوردية المتطرفة والساعية نحو تقسيم العراق، أو تأسيس كونفدراليات. هذا السيناريو مؤيد بقوة من قبل السعودية، وهو البديل، المريح لإسرائيل، عن داعش..!

العوامل التي ساعدت العبادي على الدخول، بشعور أو بدون شعور، ضمن هذه اللعبة الكبرى؛ صمت المرجعية، وتوفر البدائل البرلمانية إذ سيعوض فقدانه لإطراف التحالف الوطني، بالمقاعد السنية والكوردية المتماهية، ظاهراً، مع مشروع العبادي، والمؤسسة واقعاً لهذا المشروع. أيضاً للواقع الإقتصادي، والإحباط الشعبي دور جعل العبادي يُغلّف مشروعه بمفاهيم برّاقة توحي بإنهاء الفساد والمحاصصة. 

الثمن الذي ينتظره العبادي، ومن وراءه حزب الدعوة، هو ضمان عدم منافسة أي شريك أو حليف أو خصم سياسي لهم في السلطة (التكنوقراطية) التي ستتحوّل عاجلاً إلى حزبية أكثر من سابقاتها. 

عملية إغراء حزب العبادي، بفرصة ذهبية وفق سياقات تبدو واقعية وضرورية، غير إنّها ستؤسس لمركز ودولة ضعيفة لا شيء فيها، سوى حزب، خُدع أو أعجبته الفكرة فتآمر لا شعورياً تحت عقدة (نقص السلطة)، سيما إن المرجعية إختارت الصمت..!

ثمة قصور في فهم رسالة المرجعية، إذ إنها صمتت معترضة على فشل العبادي تحديداً، عندما تستّر على محاسبة "كبار المفسدين"، وحين يجدّ الجد؛ ستعود المرجعية أسرع من القطارات التي يسعى لصعودها العبادي!..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/17



كتابة تعليق لموضوع : هل أبتلع العبادي طعماً؟!..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net