صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الحوّاكون!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكررت مرارا , وعلى مدى القرن العشرين ولا تزال , عبارة "العرب يجهلون ما يُحاك لهم" , وقد وردتني من صديق العبارة نفسها وهي في مقال.
وهي عبارة تثير الضحك والبكاء معا!!
فالواقع العربي منذ الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم , يمضي على ذات النمطية وما تغيرت فيه إلا البيادق!!
فالمدعون بالسياسة أو القابضون على كراسي السلطة لا يعرفون سوى أن يجلسون في "الجومة" ويحركون المنوال يمينا ويسارا ويمضون في هذا السلوك حتى يدفنون في "جومتهم"   .
الساسة العرب تُعطى لهم التصاميم بألوانها وأشكالها ويزوَّدون بالخيوط الملونة , وما عليهم إلا أن يتعلموا كيف يحوكون , ويتحركون بنمطية تؤدي إلى إتقان الصنعة , وإنتاج المواقف والتفاعلات اللازمة لتحقيق المصالح , والمحافظة على نجاح المشاريع المرسومة.
فالعرب في واقعهم السلوكي يحوكون لأنفسهم المصيبة بعد المصيبة والوقيعة بعد الأخرى , ويلقون باللوم على الآخر , الذي ينفذون تصاميمه وخرائط أهدافه وتطلعاته.
فالسياسي العربي حائك من الدرجة الأولى , ويتقن جيدا كيف يصنع المصائب والمشاكل , ويحرق بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان.
فمن الذي أوجد الواقع الذي يعيشه العرب اليوم؟!
أ ليس الحكام العرب وبلا إستثناء؟!
أ لم يفشل أصحاب السيادة والجلالة والمعالي والسمو في وضع الأسس الكفيلة بإنطلاق مستقبل عربي مشرق , وعجزوا عن التفكير بمصير ومستقبل الأجيال , وحوّلوا الواقع إلى سقر؟!
فالعقلة الحقيقية والجوهرية في القيادات كافة وليست في الإنسان العربي , هذه القيادات التي توالت على التسلط وإمتهان الإنسان ومصادرة إرادته وسحق مصيره هي التي تحوك - بما أوتيت من طاقات التدمير والإحتكار والإحتقار  -  سجادة الفناء والعناء والقهر العربي في كل مكان وزمان.
فلماذا نلوم الآخرين ونحسبهم يحوكون , وما هم إلا من ذوي الخبرات بالتصاميم , والحائك المنفذ المتفاني هو العربي إبن العربي ولا عجب!!  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/21



كتابة تعليق لموضوع : الحوّاكون!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net