صفحة الكاتب : مرتضى المكي

عندما يكون مدير النزاهة فاسدا
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا نستغرب ابدا عندما نسمع ونرى خروقات في العراق، وهذا فعال الديمقراطية الحديثة، فصدمتها ما زالت مدوية، فما بالنا من تكميم الافواه ودكتاتورية مقيتة الى عهد ديمقراطي، تعمل به ما تشاء إن كنت لم تستحي من الله، فحدثت في عراقنا الديمقراطي أفعال مشينة قلبت لذة الديمقراطية الى مرارة، ذاقها بألم شعبنا المسكين، وبفعل أولائك الذين لا يخسون الخالق.
لم نسمع قبل سقوط الصنم بهيئة للنزاهة لأنها لا توجد نزاهة أصلا، وبعد السقوط استبشرنا خيرا بأن هنالك نزاهة ومديراً لها، يراقب ويعالج ومن ثم يعاقب إذا ما حدث خرق او فساد، لكن المفاجأة حدثت عندما تبين ان يتسنم على إدارة النزاهة يكون مفسدا، لا أدري؛ أ لان كل أمور الفساد تمر على مسامعه، فأصبح بارعا في أساليب الفساد.
مصطلح اخر شابه النزاهة نوعا ما، هو مصطلح الإصلاح فيشرحه الفيترجي صديق زميلي باقر العراقي، وحسب تخصصه، انه عندما تفسد أداة في الماكنة ولم تعد تعمل بصورة صحيحة، نسارع لإصلاحها أي نقوم بإظهار مكامن العطل فيها، فإن قبلت التعمير أصلحناها، وان تعذرت قمنا بإستبدالها، وبنظري هذا هو المعنى الحقيقي للإصلاح الذي لا يتعداه معنى اخر.
انشر مصطلح الإصلاح كثيرا، وساد بين الأوساط حتى شغل حديث الساعة، جميل ان يفهم الشعب معنى الديمقراطية ويبادرون وسياسيهم الى الإصلاح، عندما يتعذر تعمير المراد اصلاحهم، والاجمل ان يكون المصلح خبيرا ومصلحا لنفسه ليكون ملما بكل معاني الإصلاح، كالفيترجي ذاك.
يجب ان يكون طالب الإصلاح نزيها، ولا تشوبه أية شائبة من شوائب الفساد لا من قريب ولا من بعيد، لكي لا يكون كمدير النزاهة، ومن هنا لا نسمح كشعب ان يكون المصلح مدعيا للإصلاح، ويحاول ركوب موجة هو لا علم له بها، ولا نسمح ان يستغفلنا ليحقق مآربه مغلفة بالإصلاح المزعوم.
كيف للمصلح ان يبدأ اصلاحاته؛ بضغط الجمهور، فلم يعلم بأن هنالك طرقا أخرى للظفر بالإصلاح، فالجماهير قد تفسد اصلاحاته فيما لو تعرضت لمندسين يركبون موجتهم، فالفيترجي ذاك لا يستخدم مطرقته في اصلاحاته، فحتما ستكون المطرقة؛ هي المساهمة في عرقلة عمل اصلاح تلك الأداة الفاسدة.
خلاصة القول: مما تقدم اتضح لنا كذبتين: الأولى النزاهة والثانية الإصلاح، ولو تٌركت المصالح الشخصية لظفرنا بإصلاح حقيقي ونزاهة عادلة، كإصلاح ونزاهة صاحبنا الفيترجي، والسلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/05



كتابة تعليق لموضوع : عندما يكون مدير النزاهة فاسدا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net