صفحة الكاتب : احمد العلوجي

مستشفى اليرموك بؤرة للقذارة و الفساد
احمد العلوجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لن اكتب مقدمة لهذا المقال وسأدخل مباشرة في صلب القضية التي شدتني للكتابة عنها برغم اني كثيرا ما رغبت بإهمالها وتناسيها لكن كما يقول المثل الدارج ( البيك ما يخليك ) و بطبيعتي لا اترك أمرا الا بعد ان اشفي غليلي بالكتابة عنه لإراحة ضميري، و عسى ان تصل هذه السطور الى اذهان المعنيين بكلماتها ، واوجاعها التي عسى ان تسمع من به صممُ ، فقد قادني حظي العاثر الى مستشفى اليرموك لاجل إنجاز اجازة مرضية خاصة بموظفي الحكومة و يا ليتني لم ادخل أروقتها و غرفها التعيسة والقذرة ، وسط زحمة المراجعين بمختلف أعمارهم وبطش بعض الأطباء والمعاونين و المضمدين بعد تحولهم الى شياطين عابثة ، وعمال و عاملات النظافة الذين يطلق عليهم بـ ( المقطاطة ) لقطهم المرضى والراقدين،  اذ لن يقوموا بواجبهم الا بعد حَلب جيوبهم وجيوب مرافقيهم وأقاربهم وصولاً الى الظهر السابق للمريض ، بلا إنسانية وبلا ضمير و مفتقدين للرحمة والشعور بالمسؤولية .

قادني فضولي الصحفي الى التجوال في باحات وأروقة مستشفى اليرموك المملوء قذارة لأطلع عن كثب عن ما في هذا المكان ومن خفايا عظيمة ، لاصدم بما شاهدته من مأساة حقيقية يعانيها المراجع من الباب الى المِحْراب، و ابسط مقومات النظافة تفتقر لها هذه المؤسسة التي توصف بالصحية في وقت اضحكتني كثيراً ( لافتات ) هيئة النزاهة ومكتب المفتش العام لوزارة الصحة، المعلقة على الجدران الخارجية و الداخلية لهذا المشفى الحكومي التي تشدد على النزاهة و النظافة ،،، هذا المكان الذي ربما لم تطأه اقدام الوزيرة الميدانية جداً السيدة عديلة ولو كانت هناك متابعة حقيقية و حرص وطني و شعور بالمسؤولية لما وصل الحال بهذا المكان الى المأساوية مع احتفاظي بالصور التي سأسلمها لمن يرغب بها باستثناء هيئة النزاهة ، و الكارثة الاخرى والأكثر ايلاماً ان مستشفى اليرموك متوقف عن استقبال حالات الولادة لعدم وجود ( البنج ) وهذا ما اعترفت به احدى العاملات في جناح الولادة في مستشفى يقع ضمن الإطار الحكومي و هو بلا بنج منذ اكثر من شهر ، ولكم ايها السيدات والسادة ان تقدروا حجم الفساد والاهمال و القتل المشرعن الذي يمارس في هذا المكان الموبوء و القذر .

كل دول العالم تبحث عن ما يضمن صحة وسلامة ابناء شعوبها و توفير بيئة صحية سليمة ، الا المسؤولين في العراق جل همهم كيف يشغلون المواطن المغلوب على أمره بالأزمات والضيم والعوز والحرمان وافتقار ابسط الخدمات برغم الأموال المرصودة والتي رصدت للقطاع الصحي في العراق ، وربما مستشفى اليرموك مثال بسيط جداً عن الواقع الصحي المزري في بلدٍ يزخر بالطاقات والخبرات المهمشة والمحاربة من قبل الجهلة والعصابات والأحزاب المخربة والكتل الكونكريتية السياسية و دعاة الوطنية المزيفة ، فهذا واقع الحال الصحي في العاصمة بغداد وسط صمت المسؤولين و رافعي يافطات العفة و النزاهة زوراً و بهتانا ، وانا الله وانا اليه راجعون .

Ahmed_alawji@yahoo.com 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد العلوجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/08



كتابة تعليق لموضوع : مستشفى اليرموك بؤرة للقذارة و الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net