الحكيم والصدر؛ بداية الأزمة أم نهاية الحل؟
وليد كريم الناصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حلول غائبة، معادلة الحكومة ينهش جسدها الفساد، لم يستفد السياسيون من دورات وتجربة الدول المجاورة، كابينة الحزب الحاكم، ركبت موجة التصريحات غير المسؤولة، في تنظير سياستهم، وسطوة وجودهم على هرم رئاسة المجلس التنفيذي، روح الفساد مازالت تجوب أزقة بدعة (التكنوقراط)، تصريح النائب عن دولة القانون عباس البياتي:" إذا كان لابد من التكنوقراط، فأن رئاسة الوزراء مع محافظتين، بثلاث وزرات سيادية، ستكون كافية كإستحقاق إنتخابي لدولة القانون"، هل يعني ذلك سيكون التكنوقراط محاصصة بثوب جديد؟
بعد إن أثقل الفساد كاهل البلد، تنبأ الدكتور حيدر العبادي، بحل أحجية الفساد بالتكنوقراط، وراح يصوّر الحل، بأنه نهاية الأزمة في العراق، وبين ضعف قراره وتباطؤ عمله، خرج أمام شاشات التلفاز، ليعلن عن برنامجه الإصلاحي، الذي أعدّهُ وحزبه الحاكم في دهاليز بيوتهم، وراح يحاكي عقول بسطاء الشعب، ببدعة (التكنوقراط)، و حل الأزمة، يكمن في إبعاد بعض الوزراء، والإتيان بأشخاص مهنيين، بعيداً عن المحاصصة والطائفية، متناسياً حضرته، وجوده في رئاسة الوزراء غير مهني، ولابد أن يبدأ الاصلاح من تحت قدميه.
بتقديم ورقة التكنوقراط، عدة تساؤلات لابد للشعب أن يلتفت إليها، إذا ما كان التكنوقراط هو الحل، هل طرحه الآن، إعتراف من حكومات الدعاة، إنهم حكموا العراق عشرة أعوام بلا مهنية؟ ولماذا يكتشف الحل في وقت متأخر من الفساد؟ وأين كان الدكتور العبادي خلال العشرة أعوام الماضية؟ هل ترأسه لجنة المالية سابقاً، جعلته مغيّب عن مشاكل الحكومة؟ وماذا يعني العبادي بمفردة التكنوقراط؟ هل هي محاصصة بثوب جديد لمساحة أقل؟ أم لملمة لأوراق حزب الدعوة؟.
الحكيم بتصريحه:" يجب أن يبدأ التكنوقراط من هرم السلطة وبشخصية الدكتور العبادي أولاً"، أغلق مشروع تسيس المفردة، وأبعد جميع الإتجاهات الملتوية، ودفع بالتكنوقراط بألإتجاه الواحد الصحيح نحو الإصلاح، وهذا ما أنتج مفهومين للتكنوقراط على الساحة الأول؛ إثبات الإصلاح الحقيقي، كما أشار إليه الحكيم، والثاني؛ ما عمد إليه الدكتور العبادي، إعادة المحاصصة بأقل مساحة، أقتصرت على بيت الدعاة، ومن وَقّع لهم بالولاء المطلق، من البعثيين ومرتزقة المصلحة الشخصية.
الصدر؛ لم يكن غائباً عن تشخيص الحلول، برنامجه الإصلاحي الأخير، هو ترجمة موسعة لما أشار إليه السيد الحكيم، ولم يكتف الصدر هنا بتقديم رؤيته بالحل، تعدى الأمر إلى تقديم الأسماء، التي قد تكون صالحة للنهوض بالواقع الإصلاحي، إذا ما درست سيرة تلك الشخصيات وأُنتخب الأصلح منها، وهنا أعطى رسالة الى حزب الدعوة، بأن" لا يمكن قيادة البلد برجالاتكم المفسدة، مع وجود بعض الأكفاء والمهنيين، المهمشين تحت سطوة حزبكم الحاكم، وهذا مارأه السيد الحكيم ضرورياً، بتأييده القائمة، لتضافر الجهود، والخروج من الأزمة.
بناء حكومة قوية بالتكنوقراط، يتطلب أساس قوي يرتكز إليه حجر البناء، وهنا لابد من الرجوع إلى أساسيات بداية تشكيل الحكومة، وتفعيل مفردة الشريك القوي، خصوصاً وإن الشريك القوي، هو الراعي الأول للإصلاح الحقيقي، والمتمركز بقوة التمثيل، من أبناء التحالف الوطني، بإعتبارهم جزء من الحل، وعلى السيد العبادي أن يعي دور ذك الشريك، للخروج بفريق قوي منسجم، يمكن من خلاله إنتشال البلد، من بحر الفساد، الذي أوجدته الحكومات السابقة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
وليد كريم الناصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat