صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

لاغيبة على (مسؤول) !
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من حسنات (الفيس بوك) انه اضفى على حياتنا الرتيبة بعض الحيوية حين منحنا فرصة التواصل مع اصدقاء ابعدتهم الظروف عن العين لاالذاكرة ، ووضع امامنا قصصا وحكايات واقوال وكتابات اعادت الينا لذة القراءة التي باتت ترفا لدى اغلبنا..ومن مساويء (الفيس بوك ) انه صار يمكن ان يصبغ نهاراتنا باللون القاتم بعد ان اصبح الاطلاع عليه ضرورة وحاجة يومية تضاهي الاستماع الى اغنيات فيروز الصباحية او الاستمتاع ببرنامج اذاعي خفيف الظل ، اذ تصادفنا فيه اخبار صادمة وصور مفجعة وقد نطلع على آخر تصريحات المسؤولين (الفايخة) ونظرياتهم اللاواقعية ويزداد يومنا قتامة حين نقرأ تعليقات القراء وماتجود به الالسنة من غث وسمين يصل احيانا الى حد الشجار وتبادل الشتائم ليعكس ماتمور به النفوس من ضغينة وألم وجهل وتبعية ...
في الدول الغربية ، يتبادل المارة الابتسامات وهم يخوضون رحلتهم الصباحية الى العمل او الى اشغالهم الخاصة ايمانا منهم بثقافة الابتسام التي تجعل ايامهم اجمل ، اما اذا نظرنا الى وجوه المارة في شوارعنا فسنجد اصرارا على ممارسة ثقافة ( التجهم ) ، اذ يخوض كل منا رحلته الصباحية الى عمله او اشغالة الخاصة وقد امتلأت جعبته بهموم (عراقية ) بحتة ...تأخير استلام الراتب وماسيترتب على ذلك من متاعب ..مواجهة موجة حر قاسية خلال انتظار توقيع مدير ما على معاملة دامت المراجعة لاتمامها اشهرا ..الاستماع الى اغان هابطة ...سماع دوي انفجار وتوقع عدد الضحايا وتخيل الاشلاء المحترقة ..الرضوخ لانتظار ممض لزحف المركبات في ازدحامات لاتنتهي ..الاستماع او المشاركة في نقاشات عقيمة حول اوضاع البلد (المتهرئة) ..وهكذا ، تتظافر جهود (الفيس بوك) مع الهموم اليومية لتصدر الى الشارع وجوها عراقية متجهمة ومرهقة ...
في الاسبوع الفائت ، اسهم (الفيس بوك) في ارتفاع نسبة التجهم والارهاق واليأس لدينا بعد ان تداولت صفحاته موضوع الامتيازات التي منحها نواب البرلمان لأنفسهم وماحفلت به من تجاهل لحاجات الشعب واستعلاء على همومه وامعان في سرقته ، اعقبها قرار وزارة التربية بالغاء معهد الفنون الجميلة ومايقف وراء ذلك من محاولة ممنهجة للاطاحة بالتعليم والفن والابداع في العراق ، ثم تلا ذلك تلك المبادرات الاستعراضية لكشف ذمم المسؤولين واعتبارها نصرا يحسب لاصحابها بينما هي في حقيقتها واجب مفروض على كل مسؤول ، وتخلل كل هذه المواضيع تصريحات مستفزة لبعض المسؤولين منها مطالبة السيد المالكي لهيئة النزاهة بمحاسبة سراق المال العام في محاولة جديدة للضحك على الذقون رغم ان اغلب الذقون العراقية شابها الملل من ضحك المسؤولين عليها ولم تعد تصدق حكاياتهم ( الانتخابية ) ، أما من يواصل الاصغاء الى تصريحاتهم وتصديق وعودهم فهو اما من المنتفعين من استمرار تواجدهم او ممن اختار ان يكون اعمى بملء ارادته ومثل هذا الشخص لن يتبين له الخيط الابيض من الخيط الاسود حتى لو اشرقت عليه الشمس كل يوم ألف مرة ..
وبين هؤلاء واولئك ، تدور احاديث ( الفيس بوك ) ف(يرفع) المنتفع اوالاعمى من قدر المسؤول ويمنحه كل الاعذار الممكنة و(يكبسه ) المتضرراو الواعي وقد يصل الأمر حد غليان الصفحات وانفجارها بتبادل الاتهامات والشتائم ،، بينما يواصل المسؤولون بلامبالاة كاملة احصاء غنائمهم والبحث عن (زواغير ) جديدة للانتفاع وذرائع جديدة للضحك على الذقون !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/02



كتابة تعليق لموضوع : لاغيبة على (مسؤول) !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net