صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

السحر بوابة نحو الجنس والمال
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قاسم, شاب عاطل عن العمل, منفلت جدا, مارس اللصوصية مع بعض أصدقائه, ثم امسك به في إحدى المرات وهو يسطو على احد البيوت, مهووس بالأفكار الجنسية, وهو لم يستطيع الزواج بسبب الفقر, ولا الحصول على حبيبة لأنه يعيش في بيئة منغلقة تماما, فكان إدمان الخمر نوع من الهروب, إلى أن فكر في إحدى المرات أن يصبح ساحراً, وهكذا ممكن أن يكون قريبا من النساء, جلب كتب السحر الأسود وغيرها, وأطال لحيته, وبدأت يستقبل المراجعين في بيته, من دون أي اعتراض من أمه العجوز, التي تفرح بالدنانير مهما كان مصدرها.

اغلب من يراجعه النساء, الساعيات للسيطرة على أزواجهن, أو التفريق بين آخرين حسدا وبغضا, فكان يستدرجهن في غرفته ليمارس الجنس معهن, تحت ادعاء أن العمل السحري يحتاج للكتابة بماء الزعفران على أجزاء من الجسد, وهكذا ما أن تكشف المراجعة عن جسدها, فتكون تحت رحمة شاب منفلت يعاني من كبت كبير, إلى أن  شاع خبره وطرد من الحي.

السحرة عبارة عن دجالين, ينتشرون في الإحياء الشعبية, مستغلين قلة وعي البعض, وخصوصا بين النساء, للفوز بالمال والجنس.

*أهم دوافع السحرة

من أهم دوافع السحرة هو الجنس, فيكون مفتاح السيطرة على النسوة المراجعات لهم, ممن يتمكن من ابتزازهن وإلا فضح أمرهن, فيكون جنس ومال, ومن دون أي جهد حقيقي, مجرد بيع الأوهام لنسوة حالمات حاقدات ضائعات, ولو كانت مهنة السحر من دون جنس ومال, لما دخل احد لهذا الطريق الحقير, وهنا ننبه النساء لعدم الاطمئنان لساحر, لأنهم جميعا يسعون للخداع والمكر بغرض الفوز بالمال وأشياء أخرى, الجنس احدها, والابتزاز طريقهم الأمثل, فكم من فتاة ضاع حلمها وأصبحت أسيرة دجال, وكم من عائلة تحطم بنيانها بسبب ساحر, يجب أن تفهم النسوة أن الساحر لا يقدر على تغيير القدر, فهو مجرد صعلوك يهدف للدنانير والجسد, فانتبهي أيتها المرأة لما يحاك ضدك.

*ادوار مفقودة: رجال الأمن, رجال الدين, المجالس البلدية

أولا: دور الجهات الأمنية: السحر والشعوذة هي جريمة بحق المجتمع, وهنا تقع  المسؤولية أولا على القوى الأمنية, حيث يجب ملاحقة هؤلاء المشعوذين, لما يتحصل من مشاكل في المجتمع, خصوصا أن جل إعمالهم هي مجرد نصب واحتيال, وتجاوز على إعراض الناس, ومن مهام الحكومة الأساس هو حماية المواطن والمجتمع, أما ترك الأمور هكذا من دون تدخل فإنها فوضى لا تنتج الا الأزمات, وهذه المحنة تسببت في أعادة تأهيل الدور العشائري, ليكون الحصن الذي يأوي إليه المواطن بعد غياب الدولة.

ثانيا: دور الجهات الدينية: مع الأسف بقي دور رجال الدين في الأحياء الشعبية  ضمن حدوده الكلاسيكية, مجرد وعظ من على المنابر, من دون فعل على الأرض, فمع كثرة المنابر الدينية في المناطق الشعبية لكن نجد للسحر والسحرة رواج كبير, وهذا الأمر يثبت نقطة كبيرة ضد من يمثل الحالة الدينية, حيث من أولويات مهمتهم الوعظ والإرشاد, لكن يبدوان المنهج المتبع لا يؤثر في رفع الوعي, والدليل تواجد السحرة في مناطقهم ومتابعة الناس لهم, اعتقد يجب البحث عن آليات أكثر نفعا وأسهل وصولا إلى الناس, في سبيل حمايتهم من السحرة.

ثالثا: دور المجالس البلدية: فمن صميم مسؤوليتها منع استمرار الساحر بالسكن في الحي, بل يجب حماية المجتمع من شره, عبر فرض أمر وجب التنفيذ وهو ترك الشعوذة وإلا يتم طرده من المنطقة, هذا الدور ألان غائب تماما بعد تحول المجالس البلدية إلى مقاولين ولصوص وسماسرة و دواعر, مما جعل الإحياء السكنية "الشعبية خصوصاً" تتحول إلى مكان خصب للممارسات المنحرفة للسحرة.

نطالب من الجهات الأمنية والحكومية محاسبة المجالس البلدية, عن تخليها عن مسؤوليتها, فيمكن اعتبارها شريك لكل فاسد, لأنهم أهملوا القيام بمسؤوليتهم في تنفيذ التعليمات.

رابعا: دور منظمات المجتمع المدني: اغلب ضحايا الدجالين هي النساء, وهنا يتوضح مدى ضعف دور مؤسسات المجتمعية الخاصة بالنساء, فمع كثرتها لكنها فشلت في خلق وعي يمنع النساء عن مراجعة السحرة, وخيبة الظن في عدم قدرتها على حماية النساء, اعتقد يجب على المنظمات شحذ الهمم والقيام بدور أكثر تطورا كي يتم حماية النساء من السحرة والمشعوذين.

أخيرا, نتمنى زوال هذه الحالة الشاذة,  والتي تهدد كيان المجتمع, وان ويرتفع وعي الناس, كي لا يكونوا فريسة سهلة للسحرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/24



كتابة تعليق لموضوع : السحر بوابة نحو الجنس والمال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net