الحشد الشعبي أمل العراق
د . محمد الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظهر الحشد الشعب في اللحظات الأخيرة التي كاد أن يسقط فيها العراق، كان حينها السياسيون وقادة الجيش يحضرون حقائبهم للهروب من خارج العراق وتسليم العراق للدواعش من دون قتال، فجائت فتوى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دامت بركاته) لتقلب المعادلة وتحول العراق من منتهى الضعف الى أوج القوة والقدرة. فخلال الساعات الأولى لفتوى الجهاد الكفائي تطوع الملايين من الشعب العراقي للجهاد، يدفعهم للتطوع ركنين قويين في عقيدتهم:
الركن الأول: شوقهم للشهادة أقتدائا بسيد الشهداء الأمام الحسين (عليه السلام).
والركن الثاني: طاعتهم الكبيرة لزعيمهم ومرجعهم الأعلى نائب الإمام المهدي (عج) السيد علي السيستاني حفظه الله.
وبذلك أصبح للعراق - ﻷول مرة ومنذ قيام المختار قبل ألف وأربعمائة عام - جيش عقائدي استشهادي قادر على حماية أرض العراق والدفاع عن مقدساته وأعراضه وأمواله وطرد الإرهاب ومن تسول له نفسه العبث بأمنه وتمزيق وحدته وتلاحم شعبه. وهذا ما أراده منا القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿ﻮَﺃَﻋِﺪُّﻭﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢْ ﻣِﻦْ ﻗُﻮَّﺓٍ ﻭَﻣِﻦْ ﺭِﺑَﺎﻁِ ﺍﻟْﺨَﻴْﻞِ ﺗُﺮْﻫِﺒُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻋَﺪُﻭَّ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻋَﺪُﻭَّﻛُﻢْ ﻭَﺁَﺧَﺮِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻬِﻢْ ﻟَﺎ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻧَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻬُﻢْ ﻭَﻣَﺎ ﺗُﻨْﻔِﻘُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳُﻮَﻑَّ ﺇِﻟَﻴْﻜُﻢْ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻟَﺎ ﺗُﻈْﻠَﻤُﻮﻥَ (الأنفال: 60) ﴾.
وهنا لدينا بعض الملاحظات المهمة يجب طرحها:
1- الحشد الشعبي لابد أن يكون قوة عسكرية شعبية مستقلة الى جانب القوات المسلحة العراقية لدعهما والوقف الى جانبها، حتى بعد طرد داعش نهائيا من أرض العراق.
2- أن أستقرار العراق بعد طرد داعش سوف يكون رهن بقوة الحشد الشعبي، وبعبارة ثانية: بقاء الحشد الشعب قويا يعني بقاء العراق قويا ولا يمكن حينئذ التآمر عليه أو غصب حقوقه أو التفكير بتجزأته، أو مخالفة القانون والخروج على الدستور من قبل أيا كان.
3- على جميع الشعب العراقي برجاله ونسائه وشبابه أن يكونوا منتمين الى الحشد الشعبي سواء في الصفوف الأمامية أو في القوات الأحتياطية، ويكون الجميع متهيء ومتدرب على حمل السلاح للدفاع عن الوطن والمقداسات عند الحاجة.
4- لابد أن يكون لجميع منتسبي الحشد الشعبي وخصوصا القسم الأحتياطي من الرجال والنساء والشباب تجمعات وندوات عقائدية يومية أو أسبوعية في المساجد أو المدارس من أجل تنمية العقيدة والثقافة الإسلامية، وإبقاء هذه الشعلة وهاجة في قلوب الجميع.
وأن شاء الله يكلل هذا الجهاد وهذه الدماء الطاهرة لشهدائنا الأبرار بتعجيل الفرج لإمامنا المهدي عجل الله فرجه ويسهل مخرجه ويجعلنا من المستشهدين بين يديه.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . محمد الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat