صفحة الكاتب : عباس الكتبي

عاشوراء دروس وعبر..الدرس السادس:دور المرأة في الاحداث السياسية
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسمه تعالى:(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ).
هناك نظرة سلبية عند كثير من الشعوب الماضية، تعتقد ان عبادة المرأة وما تقدمه في سبيل الله لا تقبل،وكان اكثر اليونانين يعتقدون ان المرأة كائن نجس وشرير وأنّها من عمل الشيطان.
الروم وبعض اليونانيين يعتقدون ان المرأة ليست ذات روح إنسانية أساساْ، وأن الرجل وحده هو الذي يحمل بين جنبيه مثل هذه الروح دون غيره.
العلماء المسيحيين في إسبانيا كانوا يبحثون حتى الآونة الأخيرة- في أن  المرأة،هل تملك مثل الرجل روحاً إنسانياً أم لا؟وأن روحها هل تخلد بعد الموت أم لا؟ حتى توصلوا-بعد مدة طويلة-الى ان للمرأة روحاً برزخية،وهي نوع متوسط بين الروح الإنسانية والروح الحيوانية،وأنه ليس هناك روح خالدة بين أرواح النساء،إلا روح مريم.
هذا الكلام مذكور في تفسير"الأمثل"،وكتاب" وستر مارك"،وكتاب"حقوق المرأة في الاسلام".بل حتى بعض الناس في مجتمعنا العشائري،ينظر الى المرأة كأنها دآبة،وعندما تذكر المرأة على ألسنتهم،يردفوها بعبارة:(أجلكم الله).
القرآن نزل في عصر،كان المجتمع يعتقد أنها كائن ملعون،ومنبع كل إثم وانحراف وفساد،فشجب البارئ سبحانه وتعالى هذه النظرة المشؤمة والخاطئة اتجاه المرأة، وساوى-القرآن- بين الرجل والمرأة في مسألة الوصول الى الكمال المعنوي، فقال تعالى:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)،وأيضا بيّن لنا ان المرأة تقوم بدور مهم-ان كان سلبي أو ايجابي-بالحياة الاجتماعية، والسياسية،فذكر القرآن قصة أمراة نوح ولوط،وأمراة فرعون،والسيدة مريم عليها السلام،وحمّالة الحطب.
التاريخ بماضيه وحاضره، أثبت ان المرأة لها تأثير كبير في تغيير الحدث والوضع السياسي،كما حصل مع مسلم ابن عقيل عليه السلام،فهناك مواقف غير مشرفة لبعض النسوة مع مسلم، وهناك مواقف تخلّد،وتذكر بإجلال واحترام كبير،كموقف السيدة طوعة رضوان الله تعالى عليها.
كربلاء،قدمت لنا أروع النمادج من النساء،اللاتي دافعن عن الحق والدين، وعن أهل البيت عليهم السلام،ووقفن بوجه الظلم والطغيان،وحثّن الأبناء والأزواج على نصرة الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام،لنأخذ إنموذجاً من هذه النماذج النسويّة:
عمرو بن جنادة الأنصاري"رضي الله عنه"،هو اصغر جندي في معسكر الحسين عليه السلام،كان يبلغ من العمر إحدى عشر سنة،وقد مات أبوه في المعركة،فلمّا طلب الأذن من الحسين،لم يسمح له بذلك عليه السلام وقال:((هذا غلام قُتل أبوه في الحملة الأولى،ولعل أمّه تكره ذلك.
اندفع الفتى يلحّ على الامام عليه السلام،ويقول له:إن أمّي أمرتني! فأذن له،فلم يلبث إلاّ قليلا حتى استشهد،واحتز رأسه،ورموا به صوب مخيم الحسين،فبادرت إليه أمّه فأخذته وجعلت توسعه تقبيلا،ثم مسحت عنه الدم،ورمت به رجلاً قريباً منه فصرعته، وسارعت الى المخيّم فأخذت عموداً وحملت على أعداء الله وهي ترتجز:
أنا عجوز في النساء ضعيفة
                  خاوية بالية نحيفة
اضربكم بضربة عنيفة
               دون بني فاطمة الشريفة
واصابت رجَلين-فكانت كاللبوة الهائجة- فبادر إليها الإمام الحسين عليه السلام،وردها الى المخيم.
كذلك كانت زوجة وهب رضوان الله عليه،وبطبيعة الحال النموذج الأكبر والتي تقتدي بها النساء،هي سيدتنا ومولاتنا السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليها السلام،فقد واجهت طاغية عصرها، عبيدالله بن زياد في الكوفة،ويزيد بن معاوية في الشام، عليهما لعنة الله،بكل جرأة وشجاعة، وقلبت المجتمع الكوفي والشامي بالخطب التي ألقتها،فكشفت كذب وزيف ودجل يزيد بن معاوية-عليه اللعنة-امام الرأي العام. 
ليس بعحيب ان تلعب المرأة هكذا دوراْ ،في احداث مهمة تمس المجتمع الانساني، منذ القدم فأول أمرأة تحدت وواجهت الطاغية فرعون هي زوجته،وفي الوقت الراهن كل العالم شاهد كيف تصدّت النساء الكرديات للارهاب في كوباني السورية،حتى انهزم الارهاب وتطهرت المدينة من دنسهم.
في العراق ضربت"أميّة جباره"أفضل الامثلة لدور المرأة،في الشجاعة والبسالة والتضحية،حينما عندما قاتلت مع ابناء عشيرتها والقوات الأمنية داعش،عندما هجم على ناحية العلم،فقاومتهم وانقذت بعض الجرحى،ورفضت الاستسلام الى ان استشهدت بشرف،نشدتكم الله! أَليس أميّة جبارة أفضل من مليون"شارب"،اشباه أثيل واسامة النجيفي،ومهدي الغراوي،وعبود قنبر،وقائدهم العام للقوات المسلحة!؟
أمّ مؤيد الفهيداوي الأنبارية،تلك المرأة العجوز،التي حملت السلاح مع أبناءها،وهي تشجع المقاتلين بالاهازيج، وتحثهم على المواجهة،وتصدت معهم لداعش الارهاب، فسميّت بخنساء الأنبار.
هناك كثير من النساء حرضن ازواجهن وأبنائهن في الذهاب الى القتال عندما صدرت الفتوى من المرجعية بالجهاد الكفائي ضد داعش،وأعطن تضحيات جسيمة،وبعضهن يشاركن الآن في المواكب لتقديم الطعام للمجاهدين، والأمثلة كثيرة،فالمرأة لها دور مهم جداً،ان كان هذا الدور أيجابي او سلبي،ولايمكن الأستهانة بها،أو الأستغناء عنها،حتى ان عندنا في روايات الظهور،توجد خمسين أمراة في جيش الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وسهل مهرجه. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/11



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء دروس وعبر..الدرس السادس:دور المرأة في الاحداث السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net