صفحة الكاتب : علاء كرم الله

أين الحقيقة بالتواجد الترك في شمال العراق؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا غبار ولا جدال وبعيدا عن أية عنتريات لا بد لنا أن نعترف  يأن العراق الآن دولة ضعيفة مستباحة من قبل الجميع داخليا وخارجيا! وتحديدا من قبل دول الجوار الذين جعلوا من العراق ملعبا لتصفية كل حساباتهم السياسية والمذهبية والطائفية والقومية! ووفقا لأطماعهم ومصالحهم القومية العليا.
 وضعف العراق هذا ليس بسبب طاقمه من السياسين والأحزاب الفاشلة التي لم تقدم للعراق ألا الخراب والدمار فحسب ولكن تقف أمريكا وبريطانيا بكل خبثهم وحقدهم التاريخي على العراق ومعهم باقي  دول الغرب
 وراء ضعف العراق وحالة الفوضى والتشذرذم التي يعيشها، فأمريكا هي من فتحت أبواب العراق على مصارعها لدول الجوار والعالم كله بعد أن حلت الجيش العراقي وقالت لهم لقد هدمت سور العراق ، تعالوا وأنهبوا ما شئتم منه وعيثوا فيه خرابا ودمارا وفسادا!؟.
 ومع قرب ساعة الصفر وتصاعد أصوات طبول الحرب وتهيئة كافة الخطط والأستحضارات العسكرية لتحرير الموصل من قبل القيادة العسكرية العراقية وبالتعاون مع كافة الجهات الساندة وكذلك بالأستئناس برأي الخبراء الأمريكان، ظهرت تركيا على مسرح الأحداث الجارية الان بكل قبحها ولئمها وحقدها  وما كانت تخفيه من أطماع بالعراق!
 فلم يستطع رئيسها (اردوغان) الأسلامي الخبيث من أن يكبت نوازع الشر في داخله  وحقده على العراق، حتى وصل به الصلف والوقاحة وبلا أية درجة من الخجل من أن يعلن تحديد ساعة الصفر وتاريخ بدأ الهجوم لتحرير الموصل!!؟، وكأنها ولاية تابعة لتركيا!، ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف الدبلوماسية والسياسية وليقول وبكل أستهتار وعنجهية وصلف ( من هو العبادي ليمنع تركيا من تحرير الموصل؟!).
 الموقف التركي المتغول على العراق وتدخله السافر بقضية الموصل وضع الحكومة العراقية في موقف لا تحسد عليه أمام شعبها وأمام العالم أجمع!، واكتفى الرئيس العراقي الضعيف المغلوب على أمره (العبادي) بعقد المؤتمرات الصحفية للرد على مهاترات الرئيس التركي (اردوغان) وبالتنديد بالتدخل والتواجد التركي في الأراضي العراقية وتحديدا في مدينة (بعشيقة) حيث أقام الأتراك معسكرا لجيشهم هناك!.
 والعالم كله وأولهم أمريكا ومجلس الأمن الدولي المسيس!! لم يحرك ساكنا أزاء ما يجري بالعراق واكتفى بالتفرج ليرى نهاية مسرحية تقسيم العراق التي بدأت فصولها من بعد سقوط النظام السابق! حيث الموصل التي ستكون نقطة الشروع بتقسيم العراق!.
 ولو لم يكن العراق بهذا الضعف وهذا التمزق السياسي الداخلي لما تجرأ (أردوغان) أن يبرز عضلاته ويستعرض عنترياته أمام العراق فعالم اليوم لا يحترم الضعيف!.
 أن أردوغان هذا الذي أصبح الآن (طرزان)! على الساحة الأقليمية، لا يتقرب من الأقوياء ومستعد أن يبوس تراب أقدامهم!،ففي ازمته مع روسيا الأتحادية لم يبق ألا أن يقبل حذاء الرئيس الروسي (بوتين)! على خلفية أحداث اسقاط الطائرة الروسية الحربية قبل عدة اشهر عندما كانت تقوم بقصف لمواقع لداعش على الحدود السورية التركية من قبل تركيا بحجة اختراقها للأجواء التركية!؟
  فذهب الى موسكو على رأس وفد كبير وقدم أعتذاره للرئيس الروسي (بوتين) بشكل شخصي ولا يناديه ألا بكلمة صديقي العزيز! وكذلك قدم أعتذاره للشعب الروسي ولعائلة الطيار ودفع مبلغا تعويضيا كبيرا لعائلة الطيار الروسي!، طالبا من الرئيس الروسي(بوتين) بكل توسل ومذلة أن يعيد العلاقات الروسية التركية الى سابق عهدها قبل حادث سقوط الطائرة!!.
 نعود للسؤال المهم في مقالنا؟ هل دخلت القوات التركية الى شمال العراق بأذن وطلب رسمي من الحكومة العراقية؟ أم لوحدها وبلا أستئذان؟، تركيا من جانبها تقول: أنها دخلت الى شمال العراق واقامت معسكرها في مدينة (بعشيقة) بطلب من الحكومة العراقية؟؟
 ولديها الصور والوثائق والتسجيل الصوتي بذلك؟؟؟، وهذا وهذا ما ذكره المحلل السياسي التركي من على فضائية الحرة عراق في رده على الخبير الأمني العراقي ( اللواء عبد الكريم خاف) الذي أنكر وجود أي طلب من قبل الحكومة العراقية؟!. بالمقابل العراق وعلى لسان رئيس الحكومة وبعض قادة الكتل والزعامات السياسية ينفون تماما وجود أي طلب عراقي بطلب مساعدة تركيا؟!.
أذا أين الحقيقة في كل كذلك؟ ونصدق من؟ انصدق حكومتنا وسياسيينا الذين اوصلونا بكذبهم وزيف ادعائاتهم ووعودهم الهوائية منذ اكثر من 13 عام  الى ما نحن عليه من ضياع؟! أم نصدق (أردوغان) التركي العثماني اللئيم وبخياله المريض الذي لازال ينظر الى العراق كولاية تابعة للدولة العثمانية!!
 أقول من الصعب معرفة الحقيقة وستبقى ضائعة تماما! ويصعب الوصول أليها كما ضاعت حقائق الكثير من  الحوادث والمصائب التي جرت على العراق من بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن وطواها النسيان!.
 فقط الحقيقة الواضحة والملموسة والموجودة على أرض الواقع هو أن هناك قوات تركية أجنبية على أرض العراق، لا نستطيع اخراجها لا بالقوة ولا بالطرق الدبلوماسية!! وهذا أمر أصبح مسلم به ليس أمام العراقيين حسب بل أمام العالم كله! وكل الذي ينتظره العراقيين هو مالذي سيجري ويحدث من وجود هذه القوات التي تصر على الأشتراك في معركة الموصل رغم انف الحكومة العراقية!!.
 الشيء الملفت للأنتياه في هذه الأزمة العسكرية والسياسية والدبلوماسية بين العراق وتركيا هو صمت الحكومة الأيرانية!! وكأن الأمر لا يعنيها بشيء! بالوقت أن العالم كله يعرف أن أيران اللاعب الأكبر والقوي على الساحة العراقية سياسيا وعسكريا ودينيا! منذ سقوط النظام السابق ولحد الان، وربما ستقف أيران موقف المتفرج من هذه الأزمة بسبب المصالح السياسية والأقتصادية الكبيرة التي تربطها مع تركيا!،
 ولا نستبعد بأن دماء متطوعي الحشد الشعبي العراقي الذي يشرف عليه ويديره خبراء أيرانيين ستكون ضحية و ثمنا لهذا الصمت والسكوت الأيراني! لأن أحتمال المواجهة بين قوات الحشد الشعبي الذي ترفض وجود القوات التركية وأشتراكها في معركة تحرير الموصل وبين القوات التركية  أمر وارد  جدا في ظل هذا التوتر السياسي والعسكري والمنعطف الخطير الذي يمر به العراق!.
 وبقدر ضياع كل الحقائق في العراق بكل ما جرى فيه من أحداث وأهوال ومصائب منذ سقوط النظام السابق ولحد الان، ولكن هناك حقيقة واضحة تبقى ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار ويعرفها كل العراقيين
 وهي أن هناك عراقا أحتلته أمريكا بكذبة أنقاذ العراقيين من الدكتاتورية، وبكذبة تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها النظام السابق! وسلطت عليه أحزاب سياسية وسياسيين فاشلين وصفهم العالم بأنهم مجموعة من اللصوص أستولوا على بنك! لا يهمهم الوطن ولا المواطن بشيء وهمهم كسب المزيد من الأمتيازات وجمع الثروات وزيادة أرصدتهم في الخارج!، فهل يعقل والعراق يمر بهذا الظرف العصيب والبرلمان يناقش موضوع أعادة الفرسان الثلاثة!( المالكي وعلاوي والنجيفي) لمناصبهم كنواب للرئيس!؟،
 قيل أن المال السايب يعلم على الحرام، وأقول أن الوطن السايب والتائه يعلم الآخرين على احتلاله وأستباحته، فعن أية سيادة تتكلم الحكومة والأحزاب السياسية، وعلى من  تعترضون وأنتم من ضيعتم العراق وجعلتموه لقمة سائغة بفم تركيا وأيران وأفواه باقي دول الجوار!      
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/15



كتابة تعليق لموضوع : أين الحقيقة بالتواجد الترك في شمال العراق؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net