صفحة الكاتب : عمار العامري

تلعفر أسقطت مخططات اوردغان
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ساعات وربما أيام تفصلنا عن انتهاء المنازلة الكبرى, وتتحرر أخر المناطق العراقية التي استولت عليها العصابات الإرهابية صيف 2014, وتلعفر باتت نقطة النهاية لتلك المنازلة, بتحريرها ينتهي كل شيء, فلا عذر للإرهابيين باستمرار خلافتهم الدموية, كونها بوابة فتح الموصل, ويسكت بتحريرها اوردغان الذي يلوح بعصمليتها, ويرفع العراقيين علم النصر بربوعها.

 ولكن ما أكثر الجدل حول هذه المدينة سوى التصريحات النارية للرئيس التركي, الذي كشف عن سوء نواياه في العراق, بعدما كان أهم الأذرع الداعمة للإرهاب, فأكثر الجماعات الإرهابية الداخلة للعراق من أسيا وأوربا, كانت تدخل عبر الأراضي التركية, والمنفذ الرئيس لتهريب النفط العراقي, وبيعه بالأسواق الأوربية, واغلب الدعم الذي يتلقاه الإرهابيين, يقدم لهم من قبل حكومة أنقرة ذات الإطماع المستقبلية.

   لذا أرادت تركيا إن تمنح لنفسها حق الوصايا على الموصل, خلال سيطرة الإرهاب عليها, وبعد ذلك وفق حساباتها, فدخول الجيش التركي خلال اتفاق معلن مع حكومة المالكي الثانية, كان بتخطيط تركي 100% لمنح الأتراك موطئ قدم لهم بالأراضي العراقية, لأهداف توسعية لم تكن حكومة بغداد في وقتها تدرك نوايا أنقرة, إلا إن التهديدات التي صدرت بعد ذلك كشفت كل الأوراق.

   فوجود أكثر من خمسة ألاف مقاتل تركي, مخطط له أن يكون خنجر في خاصرة العراق, وتهديد لسيادته, وتحديد للموقف التركي في معارك تحرير الموصل, لتصبح هناك حجة لأنقرة للتمادي برسم مستقبل الموصل خاصة, والمنطقة عام بمرحلة ما بعد داعش, فكانت تصريحات اوردغان أكثر استفزازية ضد العراق, لولا الردود الدبلوماسية مرة, والمتشنجة أخرى, والصارمة أحياناً, ما جعلت الخليفة العثماني الطامح يرتدع.

   استخدم رئيس الوزراء العراقي؛ أسلوب الاستهزاء بأكثر من مقام بالرد على تصريحات الرئيس التركي, التصريح الأول: "أراضينا تتحر بسواعد رجالنا وليس بالسكايب" كون اوردغان دعا حلفاءه للتدخل لإنقاذه من انقلاب العسكر عبر السكايب, والتصريح الأخر: "إذا أردنا أن نبحث بالتاريخ فتركيا ضمن الخلافة العباسية" وبذلك الأتراك مواطنين عراقيين, بالإضافة لتصريحات رئيس التحالف الوطني؛ التي جعلت أنقرة تراجع الكثير من حساباتها.

  مارست تركيا كل هذا الانزعاج للعراقيين, ليس لنزوة عابرة, ولكنه جاء وفق تخطيط ساستها الحالمين بإعادة خلافة العثمانية من جديد, الراغبين بالتمدد على جيرانهم, بسبب ضعف السياسة الخارجية العراقية خلال السنوات التي سبقت سقوط الموصل, متخذين من تلك الحقبة السوداء ذريعة للتدخل السافر في الشأن الداخلي العراقي, عبر ممارسة أثارة نعرة العنصرية والقومية, بالمناطق التي يعتقدون أنها تتناغم مع صيحاتهم.

  إلا إن كبح جماح تركيا, ونجاح الساسة العراقيين بتحييدها سياسياً وعسكرياً, وتقدم القوات الأمنية والحشد الشعبي والبيشمركة في معارك تحرير الموصل, وترحيب الموصليين بالعمليات العسكرية, افشل مخططات الأتراك, وأهمها الموقف الرافض لأبناء تلعفر التركمان, بتأييد مواقف اوردغان, واثبات هويتهم الوطنية العراقية, حيث سقطت أهم أوراق أنقرة الرامية للتوسع في العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/01



كتابة تعليق لموضوع : تلعفر أسقطت مخططات اوردغان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net