كذلك كان للمؤمنين في ساداتهم أسوة
علي الغزالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من حق الأنسان في هذه الحياة أذا كان زارعاً للأرض أن يحصد الثمار ، ولما كانت المعيشة في هذه الحياة بالغة الصعوبة نتيجة لعوامل عديده وجب التصريح ببعض الامور والتغافل عن البعض الآخر بغية استرجاع وصيانة بعض الحقوق الضائعة ، ليس لان البعض يدعي الكمال والبعض الآخر لا , فسيرة العقلاء درجت على ان لا كمال مطلق للإنسان الا للمعصوم ومن زكاه ذلك المعصوم , على هذا الأساس يكون الكمال بالنسبة للإنسان أمرٌ نسبي تعلو مناسيبه عند هذا وتنخفض عند ذاك ، وبالتالي فأن أي أنسان يدعي الكمال أو الأفضلية ليس من الضروري أن يكون لنيل مراتب شخصية على حساب بعض الأشخاص , ولكن قد يكون للحصول على بعض الحقوق المرتجاة نتيجة المسؤولية التي أنيطت به ، او نتيجة الأعمال المقدمة على طوال مسيرة الإنتاج للحقل المناط به زرعه ، هذا هو مقصدنا من الطرح , وبالتالي فليس معيباً على الأنسان ان يطالب بحقوق أو يتصدى لمسؤولية هو كفؤ لها فهذا يوسف النبي (ع) ذكره القرآن الكريم وهو يطلب التصدي للمسؤولية حيث قال : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف : 55] .
وهذا سيدنا ومقتدانا أمير المؤمنين (ع) يقول بعد أن أغتصب حقه وقد أعلنها صريحةً في خطبته الّتي اشتهرت بـ(الشقشقية) حيث قال )ع) : أَمَا وَاللّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافة ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى ، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ ، وَلاَ يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْبَاً ، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً ، وَطَفِقْتُ أَرْتَئي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذَّاءَ ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طِخْيَة عَمْيَاءَ ، يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ. وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقى رَبَّهُ ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى ، فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذَىً، وَفِي الْحَلْقِ شَجاً ، أَرَى تُرَاثِي نَهْباً.. .
لم تكن مطالبة يوسف النبي و سيد البلغاء والمتكلمين (عليهم السلام) بحقوقهم وتصريحهم بأكمليتهم وأفضليتهم دراما تمثيلية وإنما كان ذلك حقٌ وصدق , كذلك كان للمؤمنين في ساداتهم أسوة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي الغزالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat