صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَنْقَرَةُ المُعَلَّقَةِ! وَالرِّيَاضُ المَرْكُولَةِ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   ١/ فأَنقرةُ مضطرَّةٌ لتقديمِ تنازلاتٍ كبيرةٍ ومؤلمةٍ في الملفّ السّوري والعراقي لأسبابٍ عدَّة، والا فستبقى مُعلَّقة فلا هي المُطلَّقة من واشنطن ولا هي المتزوِّجة من موسكو!.
   ٢/ وعندما تحضر في إِجتماع الأَسَتانة بلا شروطٍ، بل أَنّها قبِلت بكلِّ الاملاءات والشُّروط التي وضعها الحُلفاء [دمشق وطهران وموسكو] عليها، وعلى رأسِ هذهِ الشّروط إِبداء أَقصى أَنواع التَّعاون مع الحكومة السّوريَّة للقضاء نهائيّاً على الجماعات والتّنظيمات الارهابيّة بمختلفِ أسمائهِم ومسمّياتهِم! وأكثر من هذا فانّها قبِلت بأَن تكون الضّامن الفعلي للجماعات المسلَّحة التي حضرت الاجتماع لتتعاون مع الحكومة في هذا الاطار، فهذا يعني أَنّها رفعت الرّاية البيضاء مستسلمةً للواقع الجديد على الأَرض في سوريا، ومعترفةً بخطأ سياساتها التي ظلَّت تتشبَّث بها طيلة السّنوات الستّ المُنصرمة والتي إِرتكزت بالأساسِ على شرط تغيير السُّلطة ليدخل السُّلطان العُثماني الجديد دمشق فاتحاً تزفُّهُ جَوقة من الارهابيّين وقُطاع الطُّرق وأَصحاب السَّوابق وشعارهُم جميعاً [جِئنا فاتحين لنشر الدّيمقراطية في ربوع الشام!].
   ٣/ على الرّغمِ من أَنّني أشكُّ في نوايا أَنقرة والمسلَّحين المحميّين بها من الذين حضروا الاجتماع! كقطعِ الشّطرنج لا تهشُّ ولا تبشُّ الّا باشارةٍ! مع ذلك فمِن المُفيد منحهُم الفُرصة ليُثبتوا حُسن نواياهم، وسيكون الاختبار الصّعب بالنّسبةِ لهم هو مدى تعاونهُم الجدّي في الحَرْبِ على الارهاب!.
   ٤/ أَتمنّى انّ يكون الموقف العقلاني الذي بدرَ من انقرةُ، نظريّاً على الأَقلّ لحدّ الآن، بداية جديدة لانخراطِها في جهود الحرب على الارهاب في الْعِراقِ كذلك، وهذا يتطلَّب منها؛
   أَلف؛ أَن تُبدي تعاوناً جادّاً وواضحاً مع بغداد في كلِّ الأبعاد التي يحتاجَها الْعِراقِ، وبالاتِّفاق المُشترك.
   باء؛ أَن تُبادر أَنقرةُ فوراً وبِلا مماطلة أَو تأخير الى سحبِ قوّاتها المسلَّحة من كافّة الاراضي العراقيّة، فهي تعرف جيّداً بأَنَّ تواجدها العسكري في الْعِراقِ غير مُرحَّب بهِ بالمرَّة.
   جيم؛ أَن تُراقب حدودها بكلِّ دقَّة فتحول دون عبور عنصرٍ إِرهابيٍّ واحِدٍ الى الْعِراقِ.
   دال؛ أَن تضع كلّ خرائط تنظيمات الارهابيّين وتشكيلاتهم وأسماءهم ودرجاتهم وخطوطهم التنظيميّة في خدمة الْعِراقِ ليسهل على بغداد التّعامل استخباراتيّاً مع الارهابيّين بأَقلِّ الخسائر وبأَسرعِ وقتٍ.
   هاء؛ أَن تلجم أَنقرةُ أَفواه كلّ العناصر الهاربة من الْعِراقِ والمطلوبة للقضاء والتي اتَّخذت من أَنقرة مُنطلقاً للتّخريب السّياسي والاعلامي ضد الْعِراقِ، لحين إِتفاق أَنقرة وبغداد على مصير هذهِ العناصر.
   ٥/ أَمّا نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، فعندما ركلتهُ كلّ الأَطراف وباعتهُ حليفتهُ أَنقرة فلم يحضر في الأَسَتانة، فهذا دليلُ فشلٍ آخر وهزيمةٍ أُخرى تلحق بهذا النِّظام الارهابي الفاسد.
   إِنّ سبب عدم حضورهِ كما هو معروف لانّهُ رفض الاشتراك في أَيِّ جُهدٍ يُفضي الى تثبيت وقف إطلاق النّار كونهُ مازال يعتقد أَنّ السّلاح هو الحلّ الوحيد للأَزمة السّورية، ومازال مُصرّاً على تغيير القيادة السّورية كما أَنّهُ يرفض الفصل والتّمييز بين الارهابيّين، فبالنسبةِ لَهُ كلّهم معارضة تُقاتل من أَجل حريّة وكرامة السوريّين ومن أَجل إِحلال الدّيمقراطيّة محلّ الدّيكتاتوريّة! وهذه متبنّيات تراها الأَطراف الرّاعية لمؤتمر الأَسَتانة، بمَن فيهم حليفتهُ أَنقرة، قد عفا عليها الزَّمن وأصبحت من الماضي!.
   ولذلك أَقولُ انّ عدم حضورهِ إِجتماع الأَسَتانة أَو عدم دعوتهِ لحضورهِ بالأَساس دليلُ هزيمةٍ وفشلٍ جديدٍ يلحق بسياسات الرّياض التي تترى عليها الهزائم في المناطق السّاخنة الواحدة تِلوَ الأُخرى!.
   ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/25



كتابة تعليق لموضوع : أَنْقَرَةُ المُعَلَّقَةِ! وَالرِّيَاضُ المَرْكُولَةِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net