المالكي قبل فوات الأوان
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتصاعد المواقف الدولية تجاه ما يحدث في سوريا، ويبدو النظام في دمشق أكثر عزلة من السابق، وفي إطار رؤية معينة، فإنني أحتفظ في سري برغبة في بقاء نظام الأسد دون أن يهوي، لكن الأحداث تتجه الى مواجهة عنيفة طرفاها النظام السوري من جهة، والشعب الذي يحظى بدعم عربي وإقليمي ودولي ولأسباب تتفاوت تبعاً للمصالح ..أو لصراع سياسي ..أو طائفي، فدول الخليج التي حركت في بيان سابق لها جامعة الدول العربية ,ومن ثم مجلس الأمن ضد نظام القذافي, تتحرك الآن وبذات الحماس ضد نظام الأسد بينما لم يعد الأتراك كما كانوا في بدء الأحداث متحفظين وداعين للإصلاح رغم الإعلان الصريح عن رفض انقرة للدعوات الغربية بضرورة تنحي الرئيس بشار..
وتنتهي الحملة في صورتها الأولى ببيان مكتوب للرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا فيها الأسد الى التنحي.
لم يعد في الساحة سوى إيران التي تحتفظ بعلاقات خاصة جداً مع سوريا، والحكومة العراقية التي هي الآن في دائرة إتهام خطيرة وصلت الى حد إلصاق تهمة الدعم المادي لدمشق بمبلغ ستة مليارات دولار.
لكن ما الذي يجبرنا نحن العراقيين على إتخاذ موقف لا يمت بصلة الى مصالحنا الحيوية، ويجعل منا في محل الريبة خاصة وإن الأحداث في سوريا مشابهة للتي حدثت في البحرين.. وليبيا.. واليمن.. ومن قبلها تونس ومصر؟ وكانت لنا مواقف داعمة لشعوب تلك البلدان؟ فإذا كان المبرر إقتصادياً، فهو مردود لأن دولاً لها مصالح إقتصادية أوسع مع دمشق مارست ضغطاً متزايداً على النظام الحاكم كما هو الحال مع تركيا؟ وإذا كان سياسياً فهو مردود أيضا، لأن النظام السوري كان من أبرز الدول الداعمة للعنف في العراق خلال سنوات ما بعد الإحتلال، والإتهامات الرسمية العراقية لم تغب للآن عن أذهان المراقبين والمهتمين في شأن العلاقة بين البلدين! عدا عن إن نظام البعث في سوريا لا يختلف كثيراً في طبيعته القمعية عن النظام البعثي السابق في العراق, والذي عانت من جبروته أغلب القوى السياسية الفاعلة في الساحة المحلية بعد عام 2003!.
التجربة مع الحراك الثوري العربي منذ مطلع عام 2011 والى الآن تشير الى إن الأنظمة الحاكمة لم تستطع الصمود كما في تونس ومصر، أوإنها في طريقها الى الإنهيار القريب كما في اليمن وليبيا، أما في سوريا فإن المجتمع الدولي، والتحالف المعلن بين دول عربية بعينها وواشنطن يشكل ضاغطاً لا يمكن الصمود في مواجهته، وإذا كان هذا التحالف هز أركان النظام الليبي فإنه في سوريا سيكون أكثر حضوراً وتأثيراً وسيقلب الطاولة لأنه يمتلك زخماً مختلفاً، وبسبب العلاقة المتوترة بين دمشق والتحالف ذاك، ولطبيعة الدور الذي لعبته حكومة الأسد كند وضد لواشنطن وحلفائها، ولضرورات عزل إيران وتقليم أظفار فريق الممانعة.
المنتظر من حكومة السيد المالكي, وقبل فوات الأوان أن تعلن موقفاً حقيقياً من الحراك الشعبي في سوريا، وليس بالضرورة أن تقطع شعرة معاوية مع النظام، وعلى الأقل أن تتصرف على الطريقة التركية الواضحة.
فقط أّذكر ان صحيفة (جمهوري إسلامي) المقربة من المرشد الأعلى في إيران نشرت إفتتاحية في عدد 28 تموز الماضي طالبت النظام السوري فيه بتفعيل إصلاحات معينة قبل فوات الأوان. علينا أن نفكر في مصلحة العراق أولاً، فنحن في بحر متلاطم الأمواج. أليس كذلك؟
hadee jalu maree
Iraq-Baghdad
Journalist & Writer
(JFO)
009647901645028
009647702593694
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتصاعد المواقف الدولية تجاه ما يحدث في سوريا، ويبدو النظام في دمشق أكثر عزلة من السابق، وفي إطار رؤية معينة، فإنني أحتفظ في سري برغبة في بقاء نظام الأسد دون أن يهوي، لكن الأحداث تتجه الى مواجهة عنيفة طرفاها النظام السوري من جهة، والشعب الذي يحظى بدعم عربي وإقليمي ودولي ولأسباب تتفاوت تبعاً للمصالح ..أو لصراع سياسي ..أو طائفي، فدول الخليج التي حركت في بيان سابق لها جامعة الدول العربية ,ومن ثم مجلس الأمن ضد نظام القذافي, تتحرك الآن وبذات الحماس ضد نظام الأسد بينما لم يعد الأتراك كما كانوا في بدء الأحداث متحفظين وداعين للإصلاح رغم الإعلان الصريح عن رفض انقرة للدعوات الغربية بضرورة تنحي الرئيس بشار..
وتنتهي الحملة في صورتها الأولى ببيان مكتوب للرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا فيها الأسد الى التنحي.
لم يعد في الساحة سوى إيران التي تحتفظ بعلاقات خاصة جداً مع سوريا، والحكومة العراقية التي هي الآن في دائرة إتهام خطيرة وصلت الى حد إلصاق تهمة الدعم المادي لدمشق بمبلغ ستة مليارات دولار.
لكن ما الذي يجبرنا نحن العراقيين على إتخاذ موقف لا يمت بصلة الى مصالحنا الحيوية، ويجعل منا في محل الريبة خاصة وإن الأحداث في سوريا مشابهة للتي حدثت في البحرين.. وليبيا.. واليمن.. ومن قبلها تونس ومصر؟ وكانت لنا مواقف داعمة لشعوب تلك البلدان؟ فإذا كان المبرر إقتصادياً، فهو مردود لأن دولاً لها مصالح إقتصادية أوسع مع دمشق مارست ضغطاً متزايداً على النظام الحاكم كما هو الحال مع تركيا؟ وإذا كان سياسياً فهو مردود أيضا، لأن النظام السوري كان من أبرز الدول الداعمة للعنف في العراق خلال سنوات ما بعد الإحتلال، والإتهامات الرسمية العراقية لم تغب للآن عن أذهان المراقبين والمهتمين في شأن العلاقة بين البلدين! عدا عن إن نظام البعث في سوريا لا يختلف كثيراً في طبيعته القمعية عن النظام البعثي السابق في العراق, والذي عانت من جبروته أغلب القوى السياسية الفاعلة في الساحة المحلية بعد عام 2003!.
التجربة مع الحراك الثوري العربي منذ مطلع عام 2011 والى الآن تشير الى إن الأنظمة الحاكمة لم تستطع الصمود كما في تونس ومصر، أوإنها في طريقها الى الإنهيار القريب كما في اليمن وليبيا، أما في سوريا فإن المجتمع الدولي، والتحالف المعلن بين دول عربية بعينها وواشنطن يشكل ضاغطاً لا يمكن الصمود في مواجهته، وإذا كان هذا التحالف هز أركان النظام الليبي فإنه في سوريا سيكون أكثر حضوراً وتأثيراً وسيقلب الطاولة لأنه يمتلك زخماً مختلفاً، وبسبب العلاقة المتوترة بين دمشق والتحالف ذاك، ولطبيعة الدور الذي لعبته حكومة الأسد كند وضد لواشنطن وحلفائها، ولضرورات عزل إيران وتقليم أظفار فريق الممانعة.
المنتظر من حكومة السيد المالكي, وقبل فوات الأوان أن تعلن موقفاً حقيقياً من الحراك الشعبي في سوريا، وليس بالضرورة أن تقطع شعرة معاوية مع النظام، وعلى الأقل أن تتصرف على الطريقة التركية الواضحة.
فقط أّذكر ان صحيفة (جمهوري إسلامي) المقربة من المرشد الأعلى في إيران نشرت إفتتاحية في عدد 28 تموز الماضي طالبت النظام السوري فيه بتفعيل إصلاحات معينة قبل فوات الأوان. علينا أن نفكر في مصلحة العراق أولاً، فنحن في بحر متلاطم الأمواج. أليس كذلك؟
hadee jalu maree
Iraq-Baghdad
Journalist & Writer
(JFO)
009647901645028
009647702593694
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat