زيارة احمدي نجاد الى لبنان..... تعديل على الاستراتيجية بين مؤيد ومعارض
جودت العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيارة تاريخية للرئيس الايراني احمدي نجاد لم تشهد مثلها لبنان منذ 13 عاما منذ زيارة البابا يوحنا بولص الثاني من ناحية الاستقبال الرسمي والشعبي هكذا وصفها كثيرون.
هذه الزيارة من حيث التوقيت والطبيعة جاءت لتحمل معها رسائل سيا سية ودلائل واضحة على الدور الايراني الذي كانت وماتزال تلعبه ايران في المنطقة ,فبعد نحو ثلاثة عقوم من دعم حزب الله اللبناني جاءت اليوم لتفتح هذا الملف من جديد لاجراء مراجعة شاملة وادخال تعديلين استراتيجيين على هذا الملف وهما:
التعديل الاول هو ان ايران تريد اليوم الانفتاح على باقي الطوائف اللبنانية وتدعم الدولة من خلال توقيع 16 عقدا تجاريا واقتصاديا مع الحومة اللبنانية.وكانت اللقاات التي عقدها نجاد مع الرئيس ورئيس الوزراء ومجلس النواب والمسؤولين الحكوميين الاخرين الذين ينتمون الى طوائف مختلفة اشارة واضحة على ان ايران تريد ان تدعم الجميع ولاتريد الاستمرار باستراتيجيتها القديمة الا وهي دعم الطائفة الشيعية وحدها.
والتعديل الثاني هو مشاركة اقليمية مع الاخرين, فتركيا بالاضافة الى سورية والسعودية ومصر اي الدور العربي والاقليمي يمكن ان يساهموا بدور الشراكة في الملف اللبناني حسب راي الايرانيين . لكن علينا ان لاننسى ان هنالك تقاطعا واضحا بين الموقفين السعودي والايراني وهذه احد اهم الصعوبات التي سوف تواجه مهمة نجاد الجديدة, هذا ماحدا بالرئيس الايراني ان يجري اتصالات هاتفية قبيل الزيارة مع الملك السعودي عبد الله وملك الاردن عبد الله الثاني كانت الغاية منها تطمينهم على رغبة ايران بان تدعم استقرار لبنان وانها لاتتعارض مع الدور العربي هناك, وانها تتماشى مع المسار السعودي السوري حيث حرص نجاد على ان يكون وصوله الى لبنان عبر سوريه لطمانة السوريين على ذالك ايضا.
الاهداف المعلنة للزيارة هي اولا ترسيخ وحدة لبنان وثانيا ترسيخ المقاومة حسب تصريح السفير الايراني في لبنان.اما الاهداف الغير معلنة فهي تخفيف الضغط القانوني والسياسي على حزب الله وامينه العام السيد حسن نصر الله المتمثل باتهامه بمقتل رئيس الوزراء الاسبق الحريري ومحاولة المحكمة الجنائية الدولية اصدار قرارها الاخير بهذا الشان.
المعارضون لزيارة نجاد من اللبنانيين وعلى راسهم قوى 14 اّذار رفعت لافتات كتب عليها "لااهلا ولاوسهلا بولاية الفقيه في لبنان". وطالبت قوى سياسية لبنانية اخرى تعارض طهران طالبتها بوقف التدخل الايراني في لبنان.
ولم تتوقف المعارضة لهذا الحد فلقد نقل موقع" كلمة" التابع للزعيم الإصلاحي الإيراني مير حسين موسوي تصريحات أردشير أمير أرجمند، وهو مستشار موسوي، أثناء مشاركته في اجتماع مع عدد من الناشطين في الحركة الخضراء " إن أحمدي نجاد لا يمثل الشعب الإيراني، ولهذا السبب ليس من حقه التحدث بالنيابة عنه في المجامع الدولية. وإن سفره للبنان يتم استغلاله داخلياً".
زيارة احمدي نجاد اغضبت الادارة الامريكية حيث صرح الناطق باسم البيت الابيض الامريكي وصف زيارة نجاد بانها " استفزازية" وقالت هيلاري كلنتون ايضا " اننا لانقبل تدخل اي طرف اقليمي لزعزعة استقرار لبنان والمنطقة " , وفي مناسبة اخرى قالت "ما زال ينتهج أساليبه الاستفزازية.. حتى بعد أن جعل بلاده تعاني أزمة اقتصادية وفوضى نتيجة لأفعاله التي أدت لعقوبات دولية لها أثر كبير".
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في بريشتينا برفقة رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي: "نرفض اي محاولات ترمي الى زعزعة الاستقرار او تأجيج التوترات في لبنان".
وفي القاهرة أعرب وزير الخارجية السعودي عن أمله في ان تدعم زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان الاستقرار في البلاد.وقال الأمير سعود الفيصل " ان الزيارة عملت زخم كبير في لبنان, فان شاء الله يكون النتيجة فيها نفس الزخم تجاه السلم اللبناني".
هذا التصريح محاط بالغموض , فهو لم يضع النقاط على الحروف ولم يحدد الموقف السعودي من هذه المسالة,ولقد ابقى باب التكهنات مفتوحة.
زيارة تاريخية فعلا, ولكن هل سيتمكن الرئيس الايراني ان يكسب المعركة السياسية والعسكرية والامنية هناك....فلقد سبقه كثيرون من بينهم السوريون والسعوديون والفرنسيون, وعند اللبنانيون الخبر اليقين.
Jawdat.kathum.alobeidi@gmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جودت العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat