تجارب وعبر ... 1
سيد جلال الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القسم الاول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .
اني صاحب المقالة سيد جلال الحسيني خادم الموالين وتراب تحت اقدام زوار الامام الحسين عليه السلام عشت حياة كلها عبر من ضيق وشدة وصعوبة وفرج فاحببت ان انقل لكم قرائي الاعزاء القليل مما عشته وجربته وان كان كتبت كتابي الذي هو سيرتي الذاتية \"باسم انتظار الخطوبة اذا قلبي\" وفيه التفاصيل الوافية والان جاهز للطباعة ان شاء الله بحدود 500 صفحة .
وهنا احببت ان انقل شيئا وجيزا منه ، وابدء اولا بذكر جدي ابو والدي وهو السيد عبد الغفار المازندراني استاذ الكثير من المراجع المعروفين .
ان السيد عبد الغفار المازندراني كان حقا من نوادر البشر بعد الائمة المعصومين عليهم السلام ؛ لقد بلغ اعلى مراتب الكمال في السير الى الله سبحانه والعمل بما يعلم حيث قال الامام عليه السلام في كتاب :
الكافي 1 45 باب استعمال العلم .....
عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي ؟؟قَالَ مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَأَثْبَتَ لَهُ الشَّهَادَةَ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً فَإِنَّمَا ذَلِكَ مُسْتَوْدَعٌ .
والمسيتودع اشارة الى قوله تعالى :
وَ هُوَ الَّذي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)(الانعام) اي عند الاحتضار والموت يسلب منه الايمان والعياذ بالله .وهذه الرواية المباركة تعطينا معيارا كاملا للعالم والمؤمن اهو من اهل النجاة او من اهل الادعاء المزيف الباطل حيث يسلب مقاما ليس هو من اهله يبكي على المساكين ويجمع الاموال باسمهم وهو يستنكف الجلوس عندهم بينما كان السيد عبد الغفار رحمه الله تعالى هو مصداق من يقول بما يعمل وقبل الخوض في حياته الخاصة ننقل لكم ماقاله المتخصص البارع الآقا بزرك الطهراني صاحب كتاب الذريعة المشهور في كتابه :
كتاب نقباء البشر
لآقا بزرك الطهراني صاحب
كتاب الذريعة
المعروف في تحت رقم 1144_1671
وهذا نص ماكتبه:
كان عالما كبيرا وفقيها جليلا؛ واخلاقيا فاضلا ؛ من رجال التقوى والصلاح ؛ واقطاب الورع الابدال ؛ هاجر في شبابه الى النجف الاشرف فادرك الاخلاقي المعروف المولى حسين قلي الهمداني ؛ والفقيه العلامة الميرزا حبيب الله الرشتي ؛ ومن بعدهما من الاساتذه؛وحضر على الميرزا حسيني الخليلي ؛والشيخ محمد كاظم الخراساني والشيخ عبد الله المازندراني ؛ وغيرهم ؛ حتى بلغ المراتب العاليه في العلم والعمل ؛ والسير والسلوك؛ وعرف في الاوساط بعلمه الجم وورعه الشديد ؛ واصبح موضع ثقة الخواص والعوام ؛ ومحل اعتمادهم وغلب عليه النسك والعباده والانزواء ؛ ولمزيد ثقة الاخيار من اهل العلم وغيرهم به كانوا يقدمونه للصلاة بدلا من العلامة الشيخ على القمي في مسجد الهندي عند غياب الشيخ المذكور .
ولما ابتلي القمي بمرض اقعده في منزله وقطع صلته بالناس كان المترجم له امام الجامع المقدم لا يتوقف الثقات عن الايتمام به والثناء عليه الى ان مرض وتوفي في يوم الاربعاء سلخ الثانية او غرة ربيع الاول سنة 1365 للهجرة ودفن في الصحن الشريف بتشيع مهيب قرب مقبرة الحاج معين البوشهري رحمه الله وارخ وفاته السيد محمد حسن آل الطالقاني بقوله :
عيني في الدمع الهمول زيدا
فقد فقدنا المقتدى الوحيدا
قضى ابو ذر الزمان نحبه
فاحزن الايمان والتوحيدا
وقد بكى المحراب ناي من به
قد كان دوما يعبد المعبودا
كما بكت معاهد العلم له
اذ كان فيها المرشد العميدا
وعاد دين الله عنه سائلا
مذ غاب في بطن الثرى ملحودا
فان يقل هل ارخوه (قل بلى
الى الجنان قد مضى حميدا
رحمك الله يا جداه برحمته الواسعة