كن خلاف ما هم عليه .. 2
سيد جلال الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القسم : 2
((قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ سَحَرَةٌ يَعْنِي يُحِبُّونَ أَنْ يُفْسِدُوا قَلْبَكَ عَلَيَّ فَلَا تُمَكِّنْهُمْ مِنْ سَمْعِكَ ))
توضيح :
ان قول الامام عليه السلام هذا فيه من التربية العظيمة للناس ؛ والحل الصحيح لكثير من المشاكل المستعصية ؛ فان هناك من يفكر بان زوجته سحرته او ان فلان سحره فحصلت له هذه المشاكل التي وقعت فيهم وفرقتهم وهذا من الخرافات التي لا اصل لها فلو كان للسحر كل هذا الاثر لتخلصنا من الطغاة كصدام واليهود وما احتجنا لازالت معاوية عن ظلمه لكل تلك التضحيات ؛ فان السحر بلغ اوجه في زمن موسى عليه السلام ومع ذلك يقول الله سبحانه عنهم بان سحرهم لا حقيقة له بل كان افكا وسحروا اعين الناس واسترهبوهم :
قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظيمٍ (116)(الاعراف)
فالسحر العظيم الذي قاله الله سبحانه هو سحر اعين الناس لما يافكون :
وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (117)(الاعراف)
فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (45)(الشعراء)
فحتى لو كان هناك سحرا كسحر هاروت وماروت فمع ذلك لايضر سحرهم احدا الا باذن الله سبحانه :
وَ اتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَ لكِنَّ الشَّياطينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَ ما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ وَ ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ ما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه ..(البقرة)
فالسحر الواقعي الذي يفرق على الحقيقة بين الناس هو اللسان ....آه من اللسان وسحره العظيم :
بحارالأنوار 1 218 باب 6- العلوم التي أمر الناس بتحصيل...
نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً وَ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا وَ مِنَ الشِّعْرِ حِكَماً وَ مِنَ الْقَوْلِ عَدْلًا .
لذلك عبر الامام الصادق عليه السلام عن نميمة النمام بانه سحر يريد به ساحره ان يفسد قلب المنصور الفاسد على الامام عليه السلام .
فعلى الانسان ان لا يوسوس له الشيطان بانه مسحور بل عليه ان يحاسب نفسه محاسبة الشريك لشريكه ليرى اين الخلل في كلامه الذي سبب له كل تلك المشاكل ولو كان قد اطاب الكلام وهي اعظم صدقاته لما حدث كل هذا الخلاف
مجموعةورام 1 110 باب ما جاء في المراء و المزاح و السلام
و قال الكلمة الطيبة صدقة