"مولاتي, أن كل دقيقة بروحي ذاتها ترنو أليك ...كل ذرة بكياني تلهج حبا بذكرك...هواك قد أيقظ في أحاسيس ظننتها قد أندثرت وولت ,لقد أمدني برؤى حالمة ومخملية وارفة الظلال ..."
لاأعلم ما الذي يصيبني حين اسمع صدى صوتها يتخلل مسام روحي ,تنتابني قشعريرة لذيذة, وأطلق آهه مشتاقة لمن تملكتني وهي جاهلة بهيامي ...ويجوب في الروح سؤال:
"ترى مانهاية حبي لها ؟ هل ممكن أن أتجرأ يوما و أخبرها
مشاعري؟؟؟ هل لي أن أصارحها يوما وأسال ودَها؟هل لي أن أطمح بوصال وأنا كفيف البصر؟ لا...محال ان أسال شفقتها...ولكن هواها يعذبني ويمدني بالحياة بعين الوقت!".."لقد فقدت بصري أثر أنفجار لعبوة في الكرادة ,لن أنسى كيف أستيقظت بعد غيبوبة أمتدت لأسبوع وأنا أبحث عن شيء لأراه...فقط أسمعهم...صوت أمي وصوت أخواتي...شعرت بحضن أمي الدافيء وقبلات أخواتي لكني لم أرهمَ!!
-أين أنتم ؟؟أين وجوهكم ؟ أين ذهب الضؤ ؟لما تلاشى ؟لم لف المكان الظلام؟...."
عندها تلاشت ألاصوات وهدأت الفرحة بعودتي للحياة وحل مكانها أصوات نحيب مؤلم من,مقل امي بل من قلبها المفجوع بفقداني بصري ...انا طالب الجامعة الذي لم يتبقى لي سوى مرحلة وتفتخر.... بي!
-"يله يمه ..الحمد لله رجوعك بالسلامة...يمه آني عينك...المهم نفسك بالدنيا يمي..!"
ورجعت تحضنني وتقبلني كأنما ولدت لها من جديد..وتواترت الايام بين
خيبة تحطم فرحتي بعودتي للحياة و مرارة العمى...الى أن تسلل ذاك الصوت الى سمعي...كنت كدأبي كل وقت غروب أتسلق السلم المفضي الى سطح المنزل وأغمض عيني وأسمع الاصوات من حولي علَي أنسى كفً بصري وأذوب في حومة الموجودات حولي...وألتقطت أذناي ذاك الصوت:
- "أسرعي,...أنتبهي يوجد رجل غطي شعرك بالحجاب...لئلا ينتبه!"
وألتفت لاأراديا الى مصدر الصوت ..وتذكرت أني "أعمى"فأدرت وجهي محزونا ...عندها سمعت ضحكة خافتة آسرة ,سكنت روحي وبددت بعض ألمي و أرتسمت ولاول مرة بعد الحادث بسمة على شفتيً...
فتابعت صعودي كل وقت غروب لأسمع همساتها لاختها ...وصارت سلوتي وتمركزت حياتي حولها...من نبرتها رسمت ملامح لجميلة ملكتني.
أتوسد مخدتي مستمعا لصوت المذياع الذي أهداني اياه صديقي وتنساب كلمات الاغنية في ً .."ده غرامك دوبني دوب "
وأتسائل"هل تشعر كم أحبها ...هل صحيح ان الارواح تتلاقى ؟؟؟.."
لم أطق عنها بعدا أكث من هذا فقررت أخبار أمي لتخطبها لي ...
-"أمي ,أريد ..."
فتجيبني والدتي من فورها :
-" روحي أمرني....!"
-" ما رأيك بجيراننا؟"
-"كلهم طيبين"
-"امي..........."
ثم لم أستطع أن أكمل فالزوجة مسؤلية وعبء وكيف لي أن أوفر متطلبات ألاسرة؟؟؟وكأنما قرأت والدتي أفكاري فقطعت صمتي قائلة:
-"عزيزي أما آن لك أختيار زوجة؟"
فتسائلت :
-كيف وانا عاجز؟كيف أعيل لآخرين وانا عاجز عن أعالة نفسي؟
-"الزواج هو ما سيمنحك القوة وستتخطى مشاكلك حين تحس بعوز زوجتك وأتكالها عليك"
"أذن فقد أخترتي لي زوجة !"
"يعني"
-"لكني أخترت الفتاة في اليت المجاور لنا ؟"
"لكنها متزوجة وقد جاءت زيارة لبيت اهلها وستعود اليوم الى منزل زوجها!!!!"
مادت حينها الارض تحتي وتزلزلت......ووقفت أزاء كلمات أمي مدهوشا
وتاهت نفسي بعيداجدا حيث لا شيء الا الالم والخيبة.....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat