صفحة الكاتب : باسم العجري

النمو البطيء لعقل الدولة..
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتميز النشاط الانساني، في الإدارة لأي مؤسسة، من خلال القدرة على ادارة الملفات، خصوصا اذا كانت شاملة، مثل أدارة الدولة، بجميع مؤوسساتها، وعلى رأسها السلطة التنفيذية، فهي نتاج خلاصة عمل السلطات القضائية والتشريعية، لتصبح اليد المنفذة على ارض الواقع، وبنفس الوقت تشارك السلطة التشريعة بصياغة القوانين، وتشارك القضاء بتنفيذ القانون، فهي لها الحصة الاكبر في ادارة البلد. الحكومة تفرض القانون؛ فاذا تلكئت في تطبيق القانون، وشرعنة السياسات الامنية، والاقتصادية، فلا يمكن أن تنفذ برنامجها الحكومي، الذي جاء به الحزب الحاكم، واصبح رئيس الحكومة، من ذلك الحزب، فأقل التقادير، عليه ان يبدأ بالعمل وفق خطط قصيرة، و طويلة الاجل، من خلال مسار حقيقي، وأستراتيجية مدروسة، وهو يتحمل النتائج، مهما تكون، لأنه المسؤول الاول عنها، وفق الدستور.

في زمن حكومة السيد الجعفري، تمت دعوتنا من قبل اخوة في المجلس الاعلى، لندوة في فند ق بابل، ومناقشة أفكار ورؤى التي ستقوم بها الحكومة، وخطط مستقبلية،  ومن ضمن الحضور كان السيد عادل عبد المهدي في وقتها فقال: ان العراق دولة غنية بطاقاتها البشرية والمادية، لكن علينا ان نحافظ على هذه الاموال ونستثمرها للاجيال القادمة، وعلينا بالخصخصة، لكي نتجنب الفساد المالي، وخصوصا قطاع الكهرباء.

بعد فترة التقينا السيد عادل عبدالمهدي، وسألناه حول الخصخصة والكهرباء وعن الاموال التي سرقت، ولم يحصل الشعب على نعمة الكهرباء، التي حرم منها، وأصبح لعبة بيد اصحاب المولدات لتسرق امواله، في وضح النهار، حيث يصرف سنويا عشرة مليار دولار، تضيع بين المولدات المستوردة وبين استهلاك الكازويل، وبين اصحاب المولدات، واموال طائلة، هُدرت، والحكومة عاجزة وتتفرج، ولا تحرك ساكنا تجاه مواطنيها، رد: الرجل هذه سياسة الحكومة، فقلت لمدة دورتين متتاليتين، ونحن نرواح في مكاننا، فكانت الاجابة؛ أسألوا المسؤول عنها.   

عندما يكون العمل بمنهجية، وتخطيط ومتابعة مستمرة، حتما سيكون النجاح حليفك، حتى اذا كان منصبك سياسيا، ولست اختصاص، فالادارة علم وفن، والعقول العراقية زاخرة بالعطاء، ومن أستشار شارك الناس عقولهم، فأين المستشارين؟ من الحلول الواقعية، عقد ونصف؛ وحال العراق يرثى له، من المسؤول عن ذلك؟ ولماذا لم يحُاسب الفاسدين؟ العقوبة  قادمة، ستكون شديدة،  من خلال ثورته البنفسجية،  ليقتلع رؤوسهم، كما اقتلع داعش من أرض العراق.

في الختام؛ النمو البطيء لعقل الدولة، هو السبب بضياع المال العام، وهو وراء المعاناة الحقيقية، للشعب العراقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/12



كتابة تعليق لموضوع : النمو البطيء لعقل الدولة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net