صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

زوابع وفناجين!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما يحصل عبارة عن "زوبعة في فنجان" , وهي هيجان ضعيف الأثر , والمطلوب منه كشف الأوراق وتحديد المواقف , والضحك على ذقون المتوحلين بالفساد والإفساد والتدمير الوطني لبلدانهم ومجتمعاتهم المقهورة بهم.

والعرب من طبيعتهم أنهم يتحمسون للزوابع ويتحولون إلى أعاصير فتالة على أبناء جلدتهم , وإخوانهم فما تكاتف العرب يوما إلا على أخيهم العربي , والدليل الواضح الأخ الأقوى الذي فتك به أخوته وإستقدموا قددرات الدنيا لتدميره ومحق دوره ووجوده , وما أصابه بسبب التكاتف العربي ضده وتعاونهم مع الآخرين لقتله.

واليوم تدور الدائرة على الذين تعاونوا ضد أخيهم القوي وأخوتهم الآخرين ,  ويبدو أن "أكل العنب حبة حبة" يجري العمل به على قدم وساق , ذلك أن الذي يزري بأخيه ستدور دائرة الويل عليه , وسينال بمقدار ما أنال أخاه وأكثر , لأن المفترس الذي يجد عونا له من بين فرائسه سيكون متحمسا للإفتراس الأعظم.

والذي لا يعرف حجمه سيبوء بإثمه , فكل متّسعٍ إلى إنحسار , وكلّ مقتدرٍ إلى زوال , وكل متكبرٍ إلى إستصغار , ومَن يعبث بخيرات الأرض ورزق العباد سيناله الإنخذال , ولن يدوم الجور والذل والهوان في أمة أحيت الأرض بأنوارها وأفكارها السامية الأصيلة السناء.

فأموال العباد لا يمكن التبجح بها والتقوي على أهلها وإمتهانهم بالإستحواذ عليها وإحتكارها والإستفراد بمدرارها الفياض.

ومن الواضح أن أموال العرب مستثمرة في قتل العرب , وما يجري في أروقة الدمار العربي تموله الأموال العربية الفتاكة بالعرب , ولا يمكن الجزم بأن الذي يحصل يمكنه أن يمول نفسه , فلا حدث في بلاد العرب أوطاني إلا وله أعوان إقليميون وعالميون وممولون محليون , وقدرات تنفيذية يتم توجيهها بالأوامر القاطعة , وعليه إلا أن تنفذ وتخضع لكي تبقى في بهتان عزها وأوهام سلطتها وسطوتها.

فالصغير المتجبر يرضع من أثداء الأقوياء حليب الترعن والإنفلات والتصور على أنه قد إمتلك مطلق القدرات , وعلى كل كبيرة بقربه أن تنصاع لسرابات رؤاه , وهذينات مناه.

وما دامت الأحداث في المنطقة تمضي على إيقاعات القوى الكبرى المهيمنة على مصير الدول فيها , فأن الذي يدور ما هو إلا من وحي الأسياد المُطاعين المبجلين , الذين يديرون دفة القيادات وفقا لبوصلة المصالح والمشاريع المرسومة والنوايا الخفية والمعلومة , وعندهم القول الفصل , وسيفهم فتاك النصل .

فهل من رقصة زوبعية في فناجين الويلات العربية , فالناس عراة في رمضاء الإنسانية!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/10



كتابة تعليق لموضوع : زوابع وفناجين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net